صفحة الكاتب : علي فاهم

إنهم يقتلون أطفالنا على باب الله
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يدر في خلد باقر أن يتحول عيد الاضحى الى مأساة و تتحول السعادة الى حزن , في أول يوم من أيام عيد الاضحى و الفرح يغرق عيون الاطفال و هم يقبضون عيدياتهم من الاهل و الاقارب أمسك محمد ذو الاربع سنوات بـ (الالف دينار) و عصره بيده الصغيرة و هو يودع أباه بعينيه الخضراوان و ابتسامته الكبيرة و خرج مهرولاً الى ( العيد ) ليركب المراجيح و دولاب الهوا و يمرح مع باقي اطفال المنطقة ,
لم تمضي دقائق حتى جاء محمد يحمله الجيران و هو يعصر بدل الالف دينار احدى عينيه التي كانت تسيل بلون أحمر بدل الاخضر .... حضن باقر أبنه بقوة و سأل الجيران عما حدث له وسط ذهول مفزع و صراخ محمد الهستيري : ان صاحب الدكان اراد ان يجرب بضاعته من الالعاب النارية ليشتريها الاطفال و صادف ان محمد كان في المكان الخطأ .. هرول ابو محمد حاضناً أبنه الى المستشفى ماراً بصاحب الدكان : ليش هيج سويت بأبني ؟؟ الا اتجيب هاي السوالف الي كلها اذية ؟ 
أجابه صاحب الدكان بعبارة ضل يرددها اكثر من مرة و كأنها عذره الوحيد و تبريره لما جناه : يعني اشلون ما نشتغل ؟ غير على باب الله .. على باب الله نريد انعيش ....
لم يكن الله (سبحانه و تعالى ) ليرضا باي حال ان يكون بابه مفتوح على مصراعيه لأي كسب مهما كان تأثيره على ارواح الناس فلا ضرر و لا ضرار كما في الحديث المشهور و اي ضرر أكثر من هذه الحوادث و مستشفياتنا تمتلأ في كل عيد أو مناسبة بضحايا أبرياء جنى عليهم من يريد الكسب باي طريقة و ان كانت على حساب ارواح الناس و حياتهم و سعادتهم فمن المؤكد ان الله لا يرضى بهكذا تجارة ..
لكن يبقى السؤال المحير أين السلطات الحكومية المختصة من هذه الظاهرة ؟ الا يعلمون بأضرارها ؟ ام لا يهتمون بمعاناتنا ؟ ام لأننا من المواطنين .. فـ طز ..
لماذا لا تخضع هذه البضائع الى معايير التقييس و السيطرة النوعية ؟ لماذا لا تضع لها وزارة التجارة ضوابط و قوانين تقنن استيراد ادوات تعذيب الناس و قلب سعادتهم في ايام الاعياد من العاب نارية و اسلحة المعارك البلاستيكية التي لا يجد اطفالنا غيرها ليلعب بها تماشياً مع أجواء العنف و التفجيرات و الاغتيالات و الاسلحة الكاتمة التي تملأ ايامنا و أخبارنا و احاديثنا و حتى احلام اطفالنا ...
و أخيراً أناشد من يتكلم بأسم الله من مراجع و خطباء و رجال دين أن يحرموا بيع هذه الالعاب و يقفوا ضدها و ضد من يتاجر بها بكل قوة و يغلقوا الباب الذي يدعي هولاء انه باب الله و هو في الحقيقة باب الشيطان , 
و دمتم سالمين . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/19



كتابة تعليق لموضوع : إنهم يقتلون أطفالنا على باب الله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net