صفحة الكاتب : علاء كرم الله

عن أية دولة قانون تتكلمون؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوما بعد آخر تزحف حياة البداوة والتخلف والأمية والجهل والعشائرية والمذهبية والطائفية لتسطو على ماتبقى من خارطة العراق الأجتماعية الجميلة والرائعة والتي أصبحت من ذكريات الماضي الجميل! وتحولها الى حالة من السوداوية والخوف والشعور بالغربة( الخوف في الوطن غربة/ قول للأمام علي (ع)، بعد أن فقد الأنسان العراقي أية أمل بأصلاح مايمكن أصلاحه وأنقاذ مايمكن انقاذه من خراب ودمار وفساد طال كل شيء، وبعد أن صار كل شيء مشكوك فيه، وغير مصدق به مهما كانت شخصية المتكلم ومنصبه وأنتمائه السياسي والحزبي بسبب من أجواء الكذب والزيف والخداع والتزوير والريبة التي طغت على المشهد السياسي الذي نقله السياسيون بدورهم الى الشارع العراقي الذي كره حياته! و كل شيء وأولهم السياسيين الذين جعلوا حياة العراقيين بلا طعم ولا لون وحولوها الى جحيم وموت يومي بسبب صراعاتهم وخلافاتهم( آخر الكذب موضوع ألغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاثة!!). وقد علق أحد المواطنين ساخرا على حالة الغش والتزوير والكذب التي صارت احد عناوين حياتنا قائلا( من كثرة ما نسمع من كذب وتزويروغش، بت أشك عندما انظر الى زوجتي هل هي حقيقية أم مزورة!!).وأمام هذا المشهد المبكي والمضحك  لا زالت الحكومة والسياسيين يتكلمون بالقانون والدستور والنظام والحقوق!! وهم أول من وضع القانون والدستوروكل ما يمت للنظام بصلة تحت أقدامهم وهضموا كل حقوق العراقيين حتى صار الجميع يصيح ( أين حقي في وطني؟!). في حقبة النظام السابق وعلى مدى (35) عاما لحسوا عقولنا وأدمغتنا بكذبة كبيرة أسمها الوحدة والحرية والأشتراكية!، وفي واقع الأمروالكل كان يعرف ذلك بأنه  لم تكن هناك وحدة ولا حرية ولا أشتراكية، بل كان حكما دكتاتوريا مرعبا حكمت فيه القرية (تكريت/العوجة/ العلم) مدينة بغداد!!. وكانت الغاية من هذه الشعارات هي تدجين المجتمع وتسيسه حسب رغبة السلطة الحاكمة.كما وغسلوا أدمغتنا أيضا و على مدى ثلاث عقود ونصف بالأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة! وفي حقيقة الأمر أن الأمة العربية هي من أكثر الأمم تشتتا وخنوعا وتأخرا وتآمرا وحقدا وكراهية أحداها على الأخرى!, وكل رسالتها في الحياة هو تسلطها على رقاب شعوبها بالحديد والناروالبقاء في الحكم أطول مدة، وظل حزب البعث يؤذن بالعراقيين بالصلوات الخمس!! وعلى مدى(35) عاما بهذه الشعارات الكاذبة حتى سقوطه!. فما الذي تغير بين الأمس واليوم فالحكومة والسياسيين على أختلاف أنتمائاتهم السياسية يتكلمون اليوم  بأسم القانون والدستور صباح مساء أكثر ما تتكلم حكومة النرويج!!( النرويج حازت على المرتبة الأولى عالميا بحقوق الأنسان والعيش برفاهية، حسب تقييم المنظمات الدولية الخاصة). فرئيسنا يتكلم بالدستورو بالقانون وأسم قائمته دولة القانون! ورئيس البرلمان وأعضاءه يتكلمون بالقانون والدستوروهم يعلمون جيدا بأن  القانون والدستوربالنسبة لهم هو كتاب! أن شئت قرأته وان شئت ركنته على جنب!، وهم لم يركنوه حسب، بل رموه في سلة المهملات!!.وهنا لا بد من ذكر الحادثة التي رواها رئيس الحكومة عبر الفضائيات والتي صارت على لسان كل العراقيين! عن قصة (التاجر) الذي يسكن المنطقة الخضراء والذي يمتلك أساطيل من السيارات(أكثر من 500) سيارة والأسلحة بما فيها كواتم الصوت!! أضافة الى مئات من الحمايات، ولا احد يستطيع القبض عليه رغم صدور اكثر من أمرقضائي بحقه لكثرة مخالفاته!! ألا (أحمد) أبن رئيس الحكومة!!، والسبب كما قال رئيس الحكومة بأن وراء هذا الرجل أحزاب وعشائرورجال في الدولة!!، فعن أية دولة قانون تتكلمون؟!. أن هذه الحادثة بما تحمل من تفاصيل وأسرار ولكون  هذا التاجر ويبدوا واضحا انه لم يتعرض للأعتقال؟!  لأن قناة البغدادية أجرت معه لقاء حيا في الأستوديو بعد رواية رئيس الحكومة؟! المهم ان هذه الحادثة وحسب رواية رئيس الحكومة نفسه الأكثر تمسكا بالقانون!! حتى أن قائمته الأنتخابية أسمها دولة القانون!! قتلت آخر أمل لدى العراقيين بأن هناك دولة وقانون وحكومة!! وبالوقت نفسه أعطت انطباعا باهتا وغير مقبول تماما عن رئيس الحكومة لدى عموم الشارع العراقي حيث خسرما تبقى  من رصيده الشعبي وحتى من المقربين له!!!.  وكم من مرة نقلت لنا الفضائيات ووسائل الأعلام الأخرى عن معارك بين أعضاء البرلمان داخل قبة البرلمان وصلت في بعض الأحيان الى(السب والفشار والبوكسات!!) ولا عجب في ذلك فهو يعكس مستواهم الأجتماعي والفكري والأخلاقي!، المهم في الأمر أن الموضوع يتم تسويته أخيرا عشائريا!! وتحت خيمة العشيرة وليس تحت ظل القانون!!، فعن أية دولة قانون تتكلمون؟!. ونقلت أحدى الفضائيات لقاء مع بعض جنود السيطرات ووجهت لهم سؤالا : هل تفتشون السيارات المضللة؟ وكان الجواب كلا!! لأننا نخاف فالكل تحمل (باجات) رسمية موقعة من أعلى الجهات الحكومية وأجهزة الدولة الأمنية والأستخبارية والمخابراتية!!، وعقبت تلك الفضائية على ضوء ذلك اللقاء  بأن الكثير من عمليات الأغتيالات تتم عن طريق تلك السيارات المضللة!!( وما قضية العيساوي وزير المالية المستقيل و المتهم  من قبل الحكومة بقيام حمايته بالكثير من حوادث الأغتيالات و بسيارات وزارة المالية نفسها وسيارات حمايته خير دليل على ذلك!) فعن أية دولة قانون تتكلمون؟! والأحداث كثيرة عن غياب أية سلطة للقانون! . فالفوضى التي يعيشها العراقيين بكل تفاصيل حياتهم اليومية أساسها عدم وجود قانون ينظم حياة الناس وأن سمعت رجل مرورأو موظف أو أي شخص يعمل في أحد دوائر الدولة يكلمك بأسم القانون فأعرف مسبقا بأنه يريد أن يبتزك لا اكثر؟! وهذا ما يتكلم به عموم العراقيين وليس من عندي!!. وطبيعي هناك الكثير من الناس بما فيهم مسؤولين يكرهون شيء أسمه القانون والنظام؟! لأن القانون والنظام يمنع الفساد!!، حتى صار يقين لدى غالبية العراقيين بأنه كلما رأيت(هوسة وازدحام وفوضى) أمام وزارة او دائرة أو اية مؤوسسة حكومية أو أهلية أعرف أن الأمر لا يخلومن فساد!!!. فهؤلاء الفوضويين والذين لا يمتلكون أبسط معاني القيم الأنسانية والأخلاقية والذين لا يؤمنون بقانون ونظام أصبحوا كدودة الأرضة التي زحفت بشكل مرعب ومنذ عشر سنوات والى الآن لتأكل اساسات بنياننا الأجتماعي والثقافي والحضاري والمدني والعلمي والأخلاقي وحتى الديني الذي كنا نباهي به الآخرين!!، كل ذلك لغياب سلطة الدولة والقانون وبتشجيع مباشر من الدولة  والأحزاب الحاكمة المتسلطة بلا أستثناء!!، فلا مناص عند ذلك ألا بالهرب خارج العراق!! وهذا الذي يحدث يوميا ! فهناك هجرة مؤلمة ومرعبة مستمرة وبلا أنقطاع، ولربما الدولة تغض النظر عنها؟!. حدثني أحد الأصدقاء الذين هاجر الى السويد وأستقر به المقام هناك قال: أن اول شيء شعرت به هناك هو كرامتي والنظام!!. وطبيعي جدا أن لا يعيش الجمال مع القبح ولا الحق مع الباطل ولا الثقافة والتحضر والعلم مع (العقلية العشائرية)، مع أحترامي لبعض العشائر التي تستحق كل الأحترام والتقدير لأنها رغم تمسكها بالأصول والتقاليد العشائرية ألا أنها مع القانون والنظام. خلاصة القول أن على حكومتنا برئاساتها الثلاث وغالبية السياسيين أن لا يتكلموا بالقانون والنظام والدستور! فذلك فيه عيب كبير عليهم لأنهم هم اول من خرقوا القوانين والنظام والدستور!!.أخيرا نقول: ومع كل الألم يمكن ان نسمي دولتنا دولة عشائر وطوائف ومذاهب وقوميات ومليشيات( توجد 48 مليشية مسلحة تعمل بالعراق ومسجلة لدى وزارة الداخلية)!! ألا أن نسميها دولة قانون فذاك هو الكفر بعينه!!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/03



كتابة تعليق لموضوع : عن أية دولة قانون تتكلمون؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/11/04 .

*********



• (2) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/11/04 .

السلام عليكم اخي الاسناذ المحترم والله لو ان السياسين اتفقو فيما بينهم على حدمة البلد وننسى كل الجروح ونبدا صفحه جديده وخلي يسرقون المال والنفط ويعطون للبلد ولللشعب 30 بالمائه من كل الواردات النفطية والدينيه لعاش العراق باحسن حال ولزال الفقر والجوع والارهاب لان الفقر يودي الى ما لا يتصورة الانسان من قتل واغتصاب كله من اجل الماده صدق الامام علي كرم الله وجه حين قال لو ان الفقر رجلا لقتلته والسياسيون حزاب غرتهم الدنيا ونسو العراق وصار يتكلمزن اكثر مما بفعلون الا يكفي لقد ملو العراقيون من هذة السياسه العمياء التي لا تنضر الا لمصالحه وتناسو الشعب لا نقول ال حسبي الله ونعم الوكيل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net