صفحة الكاتب : وليد سليم

لماذا التهويل على زيارة المالكي الى أمريكا
وليد سليم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يستوقفني كثيرا عندما ارى هناك مواقف سياسية تقف بالضد من زيارة رئيس وزراء دولة مثل العراق لها ثقلها في  المنطقة العربية والعالم سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي لأنه من مسلمات القول ان هناك تأثيرا كبيرا للعراق في جميع الملفات الساخنة في المنطقة العربية على الاقل وقد يبدو ذلك واضحا موقف العراق وتأثيره في الملف السوري وما وصل اليه بعد ان نزلت اغلب الدول الخليجية وتركيا بثقلها السياسي والمالي من اجل تغيير النظام في دمشق حتى تغيرت اللعبة الدولية وعاد الامر الى مربع الحوار الذي طالب به العراق طيلة سنوات الازمة .

اليوم يذهب السيد المالكي وهو يمثل دولة العراق رسميا على رأس سلطتها التنفيذية والتي يحق لها رسم السياسات والاستراتيجية العامة للدولة العراقية وهي زيارة على الرغم من انها تأتي في سياق الزيارات الطبيعية المتبادلة بين الدول إلا أن أهميتها تكمن في بعدها الدولي كونها متمثلة في زيارة اكبر واقوى دولة في العالم عسكريا واقتصاديا  كما انها تأتي في ظرف حساس تمر به المنطقة العربية عموما وما يحصل فيها من اضطرابات تقودها حركات ليست بالتحررية وانما تتمثل بقمة الا رهاب العالمي حيث الحملة المسعورة الي يقومون بها لاعادة منطقة الشرق الاوسط برمته بما فيه من دول اسلامية وغيرها الى العهود المظلمة والتحجر في الفكر الرجعي والمتخلف الذي يحمل افكار الكهوف والعصور الحجرية وياليت أنهم يطالبون بروح التسامح الاسلامي التي جاء بها الرسول الكريم ص ومن معه من اهل البيت ع والصحابة الصالحين وانما هي افكار الجاهلية العمياء التي يريدها هذا الموج الخطير الذي يزحف في الشرق الاوسط لتتآكل على اثره شعوب المنطقة برمتها .

وسط هذا الزحام الذي ينذر بالسوء يتحرك رئيس الوزراء العراقي مع دول العالم ليقف على اهم مفاصل العمل المشترك بين البلدان التي تسعى نحو الحرية والدخول الى عالم متحضر تكنولوجي يحتوي جميع ابناء الامة رغم اختلافاتهم وتنوعاتهم وهي سياسة رجل الدولة الذي يريد بناء بلده بشكل صحيح ،، لكننا وللاسف لاحظنا ان الكثير من السياسيين ومعهم اعلامهم المزيف الناعق كالبوم في ظلمة الليل وهم يشككون بتلك الزيارة ويُضفون عليها مراحل الفشل قبل ان تختم أعمالها او معرفة نتائجها الحقيقية خصوصا والعراق لديه اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي تنص على التعاون والتكامل في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والعلمية والسياسية والعسكرية وغيرها ،، ونستغرب حقيقة عندما نسمع هذا يقول ان الزيارة جاءت من اجل الاهداف الشخصية والانتخابية وذاك يقول من اجل الحصول على الولاية الثالثة للمالكي وذاك يقول كيف يذهب رئيس الوزراء ملبيا دعوة رسمية الى امريكا دون أن يأخذ الاذن من احد او يستشير الاخرين في الوقت الذي لم يعترض هذا الشخص على زيارات علاوي والنجيفي وغيره من السياسيين الذين ليس لهم حتى الصفة الرسمية  !!! وذاك يشكك بل يطلق تصريحا من العيار الثقيل وهو يقول ان زيارة الوفد العراقي الى واشنطن كلفت مائة مليون دولار امريكي !!!! عجيب لهذا الحقد والتحامل الذي يصل بالاخرين الى الحظيظ السياسي وهم يكذبون حتى على انفسهم!! أنا أعجب كثيرا لهؤلاء وهم يتحدثون بهذا الشكل وبهذا المنطق الذي لا يمكن ان يستخدمه مبتدئ في السياسة.

اعتقد على جميع من شكك بتلك الزيارة ان يعود الى تفاصيل ما حدث فيها ويفهم ما بين السطور بدون الحاجة للخروج على فضائيات مسمومة تحاول خلط الاوراق وتضحك على ذقونهم ليكونوا ابواقا مجانية لهم في حين سيأتي اليوم الذي تنقلب فيه تلك القنوات عليهم وينشروا ملفاتهم على الملأ لتسقيطهم لأنهم لن ينسوا بسهولة حرب الشوارع وما حصل فيها بين العام 2006 والعام  2008،، انها الحاجة اليوم الى اصواتكم وغدا ستكون تلك الاصوات في عرفهم نشازا يجب ازاحتها وفقا لمفهوم المافيات البعثية التي تقف وراء تلك الفضائيات القابعة في الدول العربية وبعض الدول الغربية والتاريخ سيحكي ذلك بمرارة أمام ابناء جلدتكم حين يكونوا حطبا لتلك المخططات فحذاري حذاري من ذلك اليوم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد سليم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/04



كتابة تعليق لموضوع : لماذا التهويل على زيارة المالكي الى أمريكا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net