بعض لبعض وأن لم يشعروا خدم >>>2
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وللفلاسفة والقادة والتاريخيين والشعراء كلمات رائعة تلتقي وسياق حكمة الإمام زين العابدين(عليه السلام) في هذا المجال .
ولقد قال سعد بن كعب الغنوي :
ولا يلبث الجهال أن يتهضموا أخا الحلم ما لم يستعن بجهول
وقال نهشل بن حري التميمي (رحمه الله )
ومن يحلم وليس له سفيه يلاق المعضلات من الرجال
وينسب هذا البيت أيضاً للأحنف بن قيس .
وقال(عليه السلام )
المؤمن نطقه ذكر، وصمته فكر ونظره اعتبار .. ـ الفكرة مرآة تري المؤمن حسناته وسيئاته..ـ لقد استرقك بالود من سبقك إلى الشكر.. ـ وقيل له(عليه السلام): من اعظم الناس خطراً؟ قال من لم ير الدنيا خطراً لنفسه وأعود أذكر أبناء أرض الخير و البركة أرض الأنبياء الأماكن الطاهر الشريفة
الأرض التي ولد و عاش بها إبراهيم الخليل أبو الأنبياء والرسل والأرض التي حضنت الأنبياء والمرسلين والأولياء والأئمة من أحفاد رسول الله صلى عليه وآله وأقول
يا شباب العراق والمنطقة كلها
أتقو الله في بلدانكم و في حاكامكم
و لا نريد منكم و بكم إشعال الثورة داخل هذه البلدان الطيبة
أو إشعال المظاهرات بحجة المطالبة بأشياء هي من الممكن أن تكون
من المطالبات الشرعية أو مطالبات دنيوية لكم في هذه الأرض
يا شباب العراق والمنطقة
لا أحد يستطيع أن ينكر طلباتكم
و لا أحد يستطيع إنكار مقترحاتكم وآرائكم
ولكن
أريد منكم فقط أتباع أسلوب أخر غير أسلوب المظاهرات والاحتجاجات
و التي ينجم عنها بعض الخراب و الدمار من نفوس ضعيفة تريد ذلك فعلا و قولا
و لذا أريد منكم و أنا أخ مسلم عربي مثلكم
أن تكون مطالبكم و مقترحاتكم في نطاق غير المظاهرات
و أن تكون تلك المطالبات عن طريق النواب والبرلمانيين ومحافظين للمحافظات ومسؤولين المباشرين من قبل الدولة والنواب وممثلين القانون والدستور و الجلوس و التفاهم و التشاور و الحوار مع هؤلاء المسؤولين
و يتم نقل تلك المطالب إلى الوزارة ورئيس الوزراء ومن ينوبه...
و أرجو وأرجو و أرجو
أن ترفعوا شعارا جديدا لرئيس الدولة ورئيس الوزراء و هو
نعم هم خدام أوطانكم ومواطنيهم
و ليس خدام الوطن فقط
و أن خدمة من يسكن على أرضها وخدمة زوار مراقد بيت الله وكل الأنبياء والأئمة والصالحين وأن أعظم و أشد عند الله من خدمة أي بيت من بيوت الله في الأرض
و أن انتهاك حرمة مسلم وغير مسلم على الأرض هي أشد و أعظم عند الله من انتهاك بيوته
و أنتم يا شعب العراق
أنتم أيضا خدام في ما بينكم!!
يجب أن ينفض هذا التظاهر فورا و بدون نقاش
و أن رسالتكم وصلت إلى الحاكم
و كيف يكون للحاكم أن يخدم لا
يخدم أولاده و أحفاده و رجاله و نساءه من عائلته
أنت جميعا يا شعب العراق من عائلة الحاكم
و الحاكم منكم و لكم و أنتم منه و له
فكيف تفعلون هذا
أنا لا أريد أن تنشر صوركم و اعتصامكم في المجالات المختلفة
من الأجهزة الإعلامية بجميع أنواعها لأنكم قدوة لهم وكلحم لبعضكم خدموا
و لا أريد نشرها خاصة بالأعلام الغربي والجزيرة والعربية الكاذبتين وأنهم الذين يكنون لنا كل البغضاء و الحقد و يريدون فتك هذا الدين القيم الحنيف
بشعارات مزيفة أسمها الحريات و الديموقراطية
أرجوكم ارفعوا شعارا جديدا لحكامكم .. وأن التظاهرات السلمية دوماً هي المعبرة ويداً بيد لتعاون والتآخي حاكماً ومحكوماً وليكن الكل مسؤول كما أمرنا رسول الله صلى عليه وآله وسلم حين قال:
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته.
وكونوا يداً وأحد وجسد وأحد كما قال رسول الله صلى عليه وآله :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
هذا الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين. ونعم ما قيل في التعاون :
إذا الحمل الثقيل تقسمته *رقاب الخلق خف على الرقاب.
ألا ترى الله تعالى يقول واعتصموا بحبل الله جميعاً وقال الواحد ومن يعتصم بالله وقال تعاونوا على البر والتقوى فيعتصم به الواحد والجماعة ولما ذكر الحبل أمر الجماعة بالاعتصام به حتى يهون عليهم ثم إنه مع كونهم جماعة ..وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يد الله مع الجماعة فيستعينون به ويعينهم بكون يد الله معهم على الاعتصام بحبل الله وهو عهده ودينه المشروع فينا الذي لا يتمكن لكل واحد منا على الانفراد الوفاء به فيحصل بالجموع لاختلاف أحوالهم وكل شيء ينفذ كما قيل ونعم ما قيل:
لـكل شئ إذا مـا تـم نقصــان . . . فلا يُغر بطيب العيش إنسـان
هي الأيام كما شاهدتها دولا . . . فمن سره زمن ساءته .
وأغتنم الفرص لبناء الوطن وتحسين أوضاعكم ،ومرة أخرى يداً أزمان
للتعاون والعمل لتوحيد الصف وبناء الوطن وإنعاش المواطنين والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي