صفحة الكاتب : علي الغزي

حلبجة ضحية السياسات الرعناء وهمجية الزعماء
علي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   تمر علينا في مثل هذه الأيام ذكرى فاجعة حلبجه ففي السادس عشر من آذار سنة 1988 سقط الآلاف من القتلى والجرحى من أبناء شعبنا الكردي نتيجة  السياسة الرعناء  لنظام دكتاتوري  وقاده  دمج  لايفقهون  من  المهنية العسكرية قيد أنمله  النظام  الذي جعل من علي كيمياوي  فريق أول ركن وهو  لايعرف  غير الاستاعد  والاستاريح  ماذا تنتظر منه  غير الهمجية  العسكرية  العشائرية  وتهميش  غالبية  الضباط الركن  المعروفين  بقدراتهم  وتكتيكهم الحربي  .

حلبجة مدينة أنعم الله عليها بنعمة الجمال،تحتضنها جبال كردستان بطبيعتها الساحرة.. تتوسد بساطاً سندسياً أبدعت أنامل الألوان في نسجه، وتلتحف غطاء صافياً بزرقته لم تتوقع أن ينزل عليها الدمار  وطبيعة  حلبجه  الجميلة  والتي تحيطها جبال  هورمان  الرائعة بمصيفها  احمد  آوى وقرى  خور مال  وبالقرب منها  بحيرة  دربدخان جعل من مدينة  حلبجة درة  الجبل لتكون  محط  أنظار الطامعين فكانت  إيران ومنذ القدم تخطط لضمها  وخاصة إن الحدود لا تبعد عنها سوى بضعة كيلو مترات  فكانت  مسرحا  للعمليات  بين كر وفر  أثناء الحرب العراقية الايرانيه 
لأكثر من سبب يهتز الوجدان الإنساني لمن يقرأ مأساة حلبجة أولها إن تأتي تقنيات هذا السلاح المرعب من بلاد يفترض أنها في قمة الحضارة ويفترض أنها اكتسبت خبره من الحربين العالميتين  أهوال الحرب المدمرة للبشرية وثانيها السكوت لكثير من الأنظمة الدولية وإسهامها في التعتيم الإعلامي  . وبعد  درس  هورشيما  وناكازاكي كثرت  المؤتمرات واللقاءات  لشرح  مضار السلاح الكيماوي والاباده البشرية وكثير من العالم استبشر خيرا  إن ذلك السلاح  سوف يلغى من القاموس العسكري وسوف يطمر تحت الأرض وصرفت المليارات  على تلك المؤتمرات  واللقاءات  وكانت هواء  في 
شبك  مجرد لقاءات بروتوكوليه  الغاية منها  تطمين  الشعوب عن ذلك  إلا إن  اغلب الدول المشاركة في  هذه المؤتمرات والمحافل  واللقاءات  هم  من يصنعون  المواد  الكيمياويه  ويسوقونها  للانظمه الدكتاتورية  ومن طبيعة الحال  إن  جميع النظم الدكتاتورية  تحافظ على عروشها  حتى لو أبيد  نصف  الشعب  المهم  الدكتاتور  ملحوم  بأوكسجين  على العرش ولما استخدم  السلاح الكيماوي  ضد أبناء شعبنا الكردي  بقي العالم  والإعلام الغربي  صم بكم  وذلك  بغلق أفواههم بالكوبونات  النفطية  والتعاقدات  النفعية  ببيع النفط  بابخس الإثمان  هكذا  هو نفطنا  وبال  علينا  ولم
ننعم به  نتيجة  تلك السياسات الرعناء
 
في العام الماضي سافرت  إلى اربيل وعند  تجوالي  في أسواق اربيل لفت انتباهي هنالك الكثير من  ألباعه بجوار  قلعة اربيل التاريخية  أناس معوقون  نساء  ورجال  وهم باعه  يفترشون  الأرض لتصريف  بضاعتهم  أبوا  أن لا يستجدوا أو يكونوا عاله  على احد . التقيت السيدة  أم سيروان  (50 سنة) التي جلست قرب القلعة التاريخية عارضة مجموعة من أغطية الرأس النسائية وكذلك الرجالية منها المسماة (المشكي والعرقجين المطرز) وعندما طلبت منها أن تناولني العرقجين  وقطعة قماش  انكورا  وجدتها بذراع واحدة، وعندما قامت لتستدير استندت على عكاز طبي، أحزنني عوق تلك السيدة
التي تحمل ملامحها صور المأساة، سألتها ما أسباب ذلك العوق قالت إنها مذبحة حلبجة التي طالت الكثير من أهلها،شأنهم شأن الأشجار والطيور والحيوانات التي نفقت و التي لم تسلم هي الأخرى، جراء الآثار المدمرة التي طالت المدينة، وبلغة الحزن قالت: 
كان عمري آنذاك 27 عاما كنت احمل طفلي الصغير على كتفي في باحة الدار عندما دوى انفجار هائل هز المنطقة وتطايرت أشلاء الجميع وشاهدت الغرفة التي كان ينام فيها زوجي قد تساوت مع الأرض، وسقطت على الأرض مغشيا علي وعندما صحوت وجدت نفسي مع مرضى آخرين في مستشفى متنقل لمنظمة الصليب الأحمر والتفت فلم أجد ساقي اليمنى ولا إحدى الذراعين، بكيت من هول الصدمة إلا أن الطبيبة المعالجة هونت علي الأمر وطلبت مني الهدوء. وبعد يومين تم نقلي الى مستشفى اربيل العام، وهناك طلبت الاتصال بشقيقتي وزوجها اللذين جاءا لتسلمي،وسرعان ما تماثلت للشفاء إلا إن الآثار
التي حملتها وعوقي وحياتي بدون ذراع ولا ساق جعلتني لا أنسى 
في ذكرى تلك الفاجعة، اعتمدت على نفسي وأخذت اعمل بائعة للحجاب النسائي وأشياء أخرى بسيطة، 
لقد أعجبني من السيدة المتحدثة قوة عشقها للحياة وصلابة موقفها، وأكدت ام سيروا ن ا ن العدالة السماوية قد اخذت حقنا وشاهدنا من دمرنا  وهو على حبل المشنقه  وهذا جزاء  من قتلنا ونحن احياء .ولماذا لا تفصحين عن اسمك لي  اجابتني انها متعلقه بوليدها  سيروان  وكان عمره  عامان  وقتل  وابقى انا ام  كاكا سيروان  .
 
استشهاد حلبجة.. لايسعني  إلا أن أقول  المجد والخلود لشهداء  حلبجه  ونبقى  نحن  والاخوه  الأكراد  عراقيون  عراقيون رغم  كل ما تفعله الانظمه  ألهمجيه  الرعناء  بسياساتها  العنصرية والطائفية شاءوا  أم أبوا  نحن  عراقيون  وتحت  خيمة العراق الواحد
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/16



كتابة تعليق لموضوع : حلبجة ضحية السياسات الرعناء وهمجية الزعماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net