صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

ما بين الدعاة والإخوان، ضاع الربُ والسلطان
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  مَنْ أراد به ربُهُ خيراً نصرهُ ولو بعدَ حين، ومَنْ أرادَ بهِ رَبُهُ سوءاً جعل عاقبته السوء ، والفضيحة والخسران، وهذا مانراه دائماً مع المنافقين، الذين يفضح الربُ نواياهم الخبيثة، وإن طال بهم الأمد ...
   الإخوان في مصر، كان اصطيادهم سهلاً جداً، فتم الإيقاع بهم في عامٍ واحد فقط!؛ عام واحد كشف عن سذاجتهم في إدارة الحكم، وحمقهم السياسي المعلن، ونفاقهم المفضوح سلفاً، ولكنه تجلى هذه المرة أمام مرأى ومسمع الشعب المصري الواعي والمثقف.
    أبان فترة حكومة (مبارك)، كان يوجد تعاطف من بعض المصريين مع الأخوان، حيث حاول الإخوان بل إستطاعوا أن يؤثروا على الإعلام، في إظهارهم بصورة المظلوم والمضطهد، وفي نفس الوقت أظهرهم الإعلام إنهم أصحاب تسامح ودعاة سلام!...
   وعى الشعب المصري خطورتهم، التي بانت كرابعة الشمس في النهار، بعد تسلم الأخوان السلطة، ومَثلهم في ذلك مثل من قال مخاطباً القرآن بعد تسلمه الخلافة(هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ)، فخسروا دينهم وربهم، فاطاح بهم المصريون، وأفقدوهم سلطانهم، فهاموا على وجههم كمن (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، وتم حظرهم ومنعهم من المشاركة السياسية مستقبلاً...
   في العراق لدينا حزب إخواني أيضاً، لكنه شيعي، ظهر بادئ الأمر على أنه حركة تثقيفية، تريد تثقيف الشباب المسلم، وتطلعه على تعاليم دينه السمحة؛ قُتل أغلب أفراد هذه الحركة إختيالاً أو إعداماً، مع من يدعون أنه زعيمهم الروحي المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر(رض)، الذي كان فقيهاً لكل الشيعة وليس حكراً لهم، حدث ذلك أواخر عقد السبعينات وبداية عقد الثمانينيات، حين هرب أخرون لم يقاموا ولم يدخلوا سجناً، ولم يذكر لهم موقف مشرف على حد قول كبيرهم، هربوا الى لندن وحملوا جنسيتها، وإلى سوريا حاضنة حزب البعث الأولى، الذي يدعون أنهم حاربوه فكراً ومنهجاً، فأخذوا يستلمون رواتبهم من قيادته القومية!... أليس هذا هو النفاقُ بعينه؟!
   جعلوا من حركتهم التثقيفية حركة سياسية، لم يكن العراقيون يعرفون عنها شئ سوى الأسم، من خلال ما روجته لهم حكومة البعث، بأن يطلقوا على كل متدين تهمة الأنتساب الى حزب الدعوة، بعد هذا فأننا لا نستغرب من إعادة أغلب البعثيين للسلطة رداً للجميل!
   فعل هؤلاء الإخوان العراقيون بعد تسلمهم السلطة، كما فعل إخوان مصر، نسوا دينهم ولم يبق منه الا الكلمات، فأما القصور فسكنوها، وأما الليالي الحمراء فأحيوها، وأما الخمرةَ فأباحوها، وأما الأموال فسرقوها، وأما الفقراء فإستعبدوها، واما الأرض فأحرقوها، واما الأبناء فقتلوها، وأما النساء فسبوها، هكذا فعلو ويفعلون ولكنهم لا زالوا للسلطة راكبوها!
فمتى يا أيها العراقيون تكونوا كإخوانكم في مصر، وسلطة هؤلاء الطغاة تسقطوها؟!
أرى أنه يجب حظر حزب الدعوة وبالأحرى ما تبقى منه كما الإخوان في مصر.
  
  
  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/27



كتابة تعليق لموضوع : ما بين الدعاة والإخوان، ضاع الربُ والسلطان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net