رسالة إلى د.حيدر العبادي ..
حسين محمد الفيحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في صبيحة أول يومٍ من أيام عيد الأضحى المبارك وصلتني رسالةً من جنابكم تُهنئُنا بالعيد السعيد معلنةً عن صداقتكم لي و للعراقيين بأسرهم .أسعدتني جداً تلك الرسالة وأنا أرى فيها تواضع شخصكم الذي زارَ العوائلَ النازحة والمشردة بسبب الإرهاب المقيت في مخيماتهم و جلس إلى جوارهم موزعاً عليهم الهدايا ليَرسُمَ على شفاههم الفرحة المتواضعة وأن كانت مُرةً و قاسية في ظل الظروف الحرجة التي يمرُ بها البلد ..
.. صديقي و صديق العراقيين جميعهم ..
أعلمُ أن التركةَ التي ورثتها من سلفكَ لا تقلُ حملاً و ثُقلاً من تلكَ التي ورثها السلفُ من نظام صدام والبعث , وأعلمُ أيضاً أنهُ سوفَ لن ترضى عنك الأحزاب من الشيعة والسُنة والأكراد حتى ولو اتبعت مِلَلَهُم , وأُدركُ أن المتربصينَ بكَ كُثر وأن الأربع سنواتِ القادمة غيرُ كافيةٍ لإصلاحِ ما أفسدتهُ عشر سنواتٍ ماضية . فـ البلادُ في حالةِ حرب مع الإرهاب المدعوم دولياً و داخلياً والشعبُ مُنهكٌ و مُتعب من الموت والمفخخات والمجازر و الفقر والعوز والتشريد والتهجير الذي أصبح مُلازماً لحياته اليومية . لكن لا سَبيلَ أمامكَ إلى أن تمضي قُدماً بالإصلاحات التي بدأتها بإلغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة أكبرُ مافيةٍ للفساد وبيع الرُتب العسكرية على طريقة ( الدمج الحزبي ) ففي هذا المكتب كانَ أكثرُ من خمسة ألاف موظفٍ قابع أغلبهم لم يطئوا ساحات التدريب العسكري ولم يعرفوا عن العسكرة شيئاً سوى اسمها , ولا سبيل أمام الشعب إلا أن يدعمكَ ويقفُ إلى جانبكَ بعد إن وجد فيك حُسن النيةِ التي أثبتها للجميع بحزمك على قيادة البلاد بعيداً عن العشائرية و المناطقية و المحسوبية و الصهرية .. صديقي العزيز .. لِتدخُل التأريخ وتُذكَرُ فيهِ خيراً كما يُذكَرُ اليوم الزعيم عبد الكريم قاسم و لتُحييَ ما قالهُ الشهيد الأول محمد باقر الصدر (يا شعبي العزيز إني بذلتُ نفسي و مهجتي من أجل الشيعي والسُني والكردي و اليزيدي و الصابئي على حدٍ سواء ), فلا طريق لأربعِ سنواتك القادمة إلا خدمة الشعب بإخلاصٍ و صدقٍ و فعل و ذلك يأتي بتحقيق ما لم يهتمُ به سابقيك و يكترثوا إليه و يحققوه بقصدٍ أو بغيرِ قصد .
وأولها وضع الكهرباء المتردي صيفاً فالشعب لا يرغب بتصديرها إلى الخارج بل يريدُ أن يكتفي منها في أيام الحر اللاهب ,
و ثانيها رفع المستوى المعيشي المنخفض والمُتدني للفرد إلى أعلى درجاته فلا زال العراقي يحلمُ بأن توزع عليه حصتهُ من النفط شهرياً أسوةً بما يُعمَلُ به في دول الخليج الأقل ثرواتٍ من العراق ولا زال الشعب ينتظر ذلك القائد والرئيس الذي يُحقِقُ له هذا الحُلم , فهل تكونُ أنت يا سيد العبادي؟.
وثالثها لا بُدَ لك يا رئيس الوزراء وصديق العراقيين أن تعمل جاهداً على أعادة الخدمة العسكرية من (الطوعيةِ) الحالية إلى (الإلزامية) ليُعاد صهرَ طوائف المجتمع مع بعضها البعض من جديد كما كانت في السابق .
و رابعها لا بُدَ أيضاً أن يُعاد الوجه المشرق لبغداد التي كانت تُعرفُ بسهرها حتى الصباح وهي تحتضن الأدباء والمثقفين والمبدعين والعلماء من كلِ أرجاء العالم بعد أن سُرقَ ذلك الوجه منها بسبب الفسادُ و الإرهاب.
و خامسها أن تعمل جاهداً على أرضاء الشعب ما استطعت لا أن تُرضي الأحزاب .
لتقولَ الأجيال بعد حين كلُ ذلكَ حققه (حيدر العبادي) الذي نبذَ الطائفية وأعادَ للوطن وطنيته التي سلبها منه الطائفيون ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين محمد الفيحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat