((عين الزمان)) خطباء المنبر الحسيني
عبد الزهره الطالقاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الزهره الطالقاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما لا شك فيه ان للمنبر الحسيني ورواده الاثر البالغ في نشر التعاليم الاسلامية واحكام الشريعة إضافة الى الثقافة العامة , فضلا عن الدور الرئيسي لهذه المنابر وهي قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام وآل بيته وصحبه الابرار في واقعة كربلاء عام 61هـ على يد جيش عُبيد الله بن زياد بإمرة يزيد بن معاوية . وتعتبر المنابر الحسينية من أهم مصادر التراث الشفاهي العراقي الذي إمتد إلى أكثر من ألف عام .. فهو ليس وليد اليوم , بل ان جذور هذا التراث تمتد الى الايام الاولى التي اعقبت استشهاد سيد الشهداء . ويعتبر ادب هذه المنابر من اهم الاداب لما يتميز به من عمق المشكلة وسلاسة اللغة والبلاغة في الصياغات الشعرية إضافة الى الخطابة وهي واحدة من اهم الفنون الأدبية . ولابد من الاشارة الى ان آثار المنبر الحسيني لم تنحصر في مساحة معينة ، وجغرافية محدودة ، بل امتدت لتشمل مختلف انحاء المعمورة ، فخطباء المنبر الحسيني جالوا الارض طولها وعرضها بمحاضرات بخطبهم ويقيموا مجالسهم في مختلف البلاد الاسلامية .. بل حتى دول اوربا وشرق اسيا ووصل مؤخراً الى استراليا وكندا .. وساعد في ذلك افواج الهجرة العراقية الى هذه البلدان نتيجة ممارسات السلطات الغاشمة أيام الدكتاتورية المقيتة .. ولعل اهم غايات المنبر الحسيني , إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام , ونشر الوعي الديني , وتفسير الآيات القرآنية , والتصدي للاختراقات الثقافية , إضافة الى تحليل الوضع السياسي . ان الخطباء الحسينين المرموقين والذين تركوا أثراً واضحاً على جمهور المتلقين ، كانوا يعدون محاضراتهم أعداداً علمياً أكاديمياً ، ويتابعون الاحداث والمصادر ليجعلوا من محاضراتهم موئل علم ومعرفة ، مثلما يفعل اساتذة الجامعات , كما ان بعضهم حصل على شهادات عليا مثل الشيخ الدكتور احمد الوائلي رحمه الله ، وقد درسوا طويلاً في الحوزات العلمية ما اكسبهم خبرة وقدرة على ادارة المحاضرات ، كما انهم يمتلكون معلومات ثرة في العلوم الدينية والتاريخ والعلوم الاجتماعية واللغوية وحتى العلوم الصرفة . وهم يتميزون بالانفتاح على الثقافات الاخرى وعدم التحزب والانغلاق , وهم لا يدعون الى الطائفية .. لكنهم يوردون الحجة تلو الحجة عند مناقشتهم قضية ما .. خاصة قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام ، ومظلومية آل الرسول (ص). وهم يمتلكون قدرات اخرى منها التأثير في الآخرين واساليب اقناع منطقية , وهي واحدة من اهم صفات العلاقات العامة .. فضلاً عن استخدامهم وسائل مساعدة في اثبات فرضياتهم وطروحاتهم وذلك بالرجوع الى المصادر الرصينة واستخدام الشواهد من الشعر العربي ، وايات القرآن الكريم , والحديث النبوي الشريف ويختارون موضوعاتهم حسب المناسبة والموسم . ولضيق مساحة هذه المقالة يصعب ان نأتي على ذكر جميع من انبرى الى هذا المنبر المقدس فقدموا عطاء تلو العطاء حتى قضوا حياتهم خداماً للحسين سلام الله عليه . فمن هؤلاء السيد رضا الشيرازي والخطيب الحسيني الكبير الشيخ هادي الكربلائي , وآية الله السيد احمد صادق الشيرازي , وخطيب المنبر الحسيني الشيخ الدكتور احمد الوائلي رحمه الله , والخطيب الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر , والعلامة عبد الامير الخفاجي , والشيخ مرتضى الشاهروردي , والخطيب الشيخ جعفر الابراهيمي , والشيخ على الكوراني , والشيخ علي الابراهيمي , والسيد محمد الصافي , والسيد محمد الفالي وغيرهم الكثير .. وقد كُتبت عن المنبر الحسيني والخطباء كثير من المؤلفات عبر التأريخ وعن هذا التراث المهم , ولعل واحدا من الكتب التي صدرت في هذا المجال والذي تناول الدور الاعلامي للمنبر الحسيني هو كتاب (فقه الاعلام-المنبر الحسيني انموذجاً) للسيد محمود المقدس الطريفي حيث يتناول الكاتب مفهوم الاعلام , وابرز وسائله , واهم اغراضه , واهدافه , وسماته , وخصائص الاعلام الاسلامي , والوجه الفقهي للاعلام من منظور الاسلام , ودور المنبر الحسيني واثره الاعلامي في المجتمع الاسلامي . كما ان هناك مواقع الكترونية عديدة تهتم بالمنبر الحسيني اضافة الى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر . وهو ما يعزز دور هذه المنابر .
القاهرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat