ما إن غادر المالكي موقع رئاسة الوزراء حتى انفتحت الأبواب كلها.. إذ يبدو أن أبا إسراء كان حجر عثرة في طريق الكثير من أصدقائه وأعدائه معاً.. وكان أيضاً (عاثورة) في طريق الكثير من المشاريع، والصفقات.. والاتفاقات، لكن الله أزاحه عن الطريق، فأراح الجماعة كلها.. ولنبدأ بالنفط الكردي - الذي هو بالأصل نفط عراقي مصلصل - فقد كان هذا النفط يهرب قبل حكم المقبولية كما تهرب الحشيشة، وكان (يتختل) في مسيره خوفاً من شرطة الأنتربول، التي لديها مذكرات القاء قبض بحقه، حتى أن البواخر التي كانت تحمل بعض هذا النفط، تضطر لرفع أعلام وهمية، وتدفع رشاوى باهظة الى مسؤولي الموانئ الأجنبية، سواء من أجل المبيت فيها ليلة أو ليلتين، أم السماح لها بالمرور نحو موانئ أخرى.!. وهذا النفط الذي كان يباع سراً بسعر لا يتجاوز السبع دراهم وسبع تفاليس، صار يباع اليوم بأكثر من سبعين دولاراً، وبات - بعد أن ذهب المالكي – يمشي بطوله واثق الخطوة ملكاً، ويتبختر كالطاووس مزهواً بعلمه الكردستاني، فيصل دون خوف الى سور الصين العظيم، والى موانئ الصديقة العزيزة إسرائيل.. بعد أن تنازلت الحكومة العراقية الجديدة عن المطالبة بحقوقها النفطية، وأوقفت جميع التبعات القانونية بحق الشركات التي كانت تشتري هذا النفط المسروق والمهرب، فانظروا الفوارق بين حكم المالكي (المزعج) وبين حكم المقبولية المريح، والحر، والمفتوح جداً على كل الاتجاهات ..!!
اما على الصعيد السياسي، فقد تحقق الوصال مع الأحبة السعوديين، بعد ان كان الوصل معهم مقطوعاً أيام المالكي. إذ يبدو أن الوهابيين أخوتنا وأحبتنا ونحن لا نعلم بذلك.. ويبدو أيضاً أن الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، رجلٌ طيب، ورقيق، وذو قلب ينبض بحب العراق، ويخفق بحب الشيعة، إذ تبين لنا الآن، أن الرجل - وأحنه ماخذين غيبته - حريصٌ جداً على أمن وسلامة العراق، اكثر من حرص الحريصين.. إذ وبمجرد أن مضى المالكي، حتى ظهر أن مدينة الرياض عزيزة على قلوب بعضنا، وأكتشفنا فجأة أنها قريبة جداً منا، بل هي أقرب الينا من باب الشيخ ، وأقرب حتى من سوگ العورة .. !!
لذا فقد بات الأمر طبيعياً جداً إن يصبح الطريق الى مدينة الرياض سالكاً، واعتيادياً، فيذكرنا بطريق (اسعيدة – معسكر) أيام المرحوم معسكر الرشيد.. ومن الطبيعي أيضاً أن يذهب المسؤولون العراقيون الى الرياض يومياً، مع الإشارة الى أن طريق الرياض بغداد (ون وي) فقط بمعنى أن السير فيه يمضي بإتجاه واحد.. فالأحبة السعوديون لا يريدون أن يتعبوننا، أو يكلفوننا مشقة ضيافتهم.. لذا ارتأوا أن نذهب نحن اليهم، بدون أن يأتوا هم الينا.. ونفس الشيء يحدث مع الأشقاء الأتراك، بعد أن انفتحت امامهم كل الطرق المغلقة، وباتت بغداد فجأة حبيبة أوغلو، واربيل قرة عين أوردغان!!
وعلى الصعيد السياسي العراقي، فإن جماعة المقبولية يعيشون احلى أيام حياتهم، خاصة وإن الخير لديهم وافر، والنفط دافر، والبيت عامر، والأمور باتت عال العال، بحيث (صار البيت لطويرة.. وطارت بيه فرد طيرة) !! أما الجنود الذين لم يتسلموا رواتبهم الشهرية حتى هذه الساعة فيطبهم طوب ومقاتلو الحشد الشعبي خل يرگعون روسهم بالحايط، منو گلهم حبوا العراق وضحوا للعراق، وتعالوا أحموا نسوان النجيفي، واستروا خوات العلواني!! المهم راس نيجرفان سالم، والنص مليار دولار يدخلن الخزينة الكردية!! بالمناسبة أشو الدكتور أياد علاوي (أبو حمزة) ما اله حس ونفس ها الأيام؟
أخيراً..! وما دام الجميع اليوم بخير وقصور وشناشيل، وانا ليا بيت أرد لو چلچل الليل، أود أن أختم مقالي بجملة بريئة هي أن العراق الذي تحرر من الاستعمار الامبريالي المالكي البغيض، وأصبح لون الحياة فيه بمبي، والدنيا وردية، أو كما تقول السندريلا سعاد حسني: (الدنيا ربيع، والجو بديع، قفلي على كل المواضيع) أستغل فيه هذه الفرصة الذهبية وأدعو حكومتنا الرشيدة الى تسديد ما بذمتها من ديون للمواطن شهاب حنش ابو الخرّيط، والبالغة 920 مليون دينار، بعد أن توقفت هذه الحكومة عن دفع مستحقات ورواتب وديون بعض المواطنين منذ شهرين تقريباً، لأن الخزينة المركزية خاوية، كما يقول معالي وزير المالية زيباري!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat