صفحة الكاتب : محمود خليل ابراهيم

من المفسد ؟؟؟؟؟ ومن المصلح؟؟؟؟؟
محمود خليل ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    بعد سقوط النظام البعثي في عام 2003م ظهرت في الساحه السياسيه العراقيه مصطلحات وتسميات متنوعه لم تكن متداوله سابقا كما هي الان ومن جملة تلك المصطلحات واكثرها وقعا وتاْثيرا هما مصطلحا الفساد والاصلاح وهما ضدان واضحان لايختلف على تعريفهما عاقلان ولكن المؤسف في الموضوع هو اصرار الكثير من المفسدين على انهم مصلحين مع سبق الاصرار وهنا تكمن الطامة الكبرى لان الفساد والمفسدين ينخران جسد أي مجتمع اذا تفشيا فيه ويسريان في شريانه سريان النار في الهشيم .....  
ان المحزن للمرء ان يرى مقاليد امور مجتمعه بيد اناس مفسدين لا يمتون الى الاصلاح بصله ويصرون ويحلفون باغلظ الايمان بانهم اناس مصلحون وظيفتهم ومهمتهم هو بناء البلد واصلاحه واخراجه من براثن الجوع والفقر والجهل والاميه والمرض والبطاله  الى حيث الشبع والرفاهيه والعلم والعافيه وتوفير العماله وفرص العمل .....
والفساد في أي مجتمع في العالم لايقوم له قائمه الا من خلال حلقات متصله مع بعضها البعض ضمن شبكات مافيويه متقنه تتفنن في ابتلاع الاموال والمشاريع والمصالح العامه واحيانا الخاصة ايضا وتتقاسمها فيما بينها بسلاسه منقطعه النظير وربما بطريقه تستوجب الشكر والتقديرولها نفوذ وقوة في المجتمعات التي يستوطنها الفساد والمفسدين وهذا النفوذ هو الذي يعيطه ويوفر له مقومات الاستمرار والبقاء والرسوخ لتدق جذوره في اعماق المجتمع مثل الشبكه العنكبوتيه ......
ان مافيات الفساد والمفسدين ولضمان بقاءها واستمرارها تعمل على اشاعة الخوف والجهل والازمات ووفق اسس واليات محكمه في اوساط المجتمع لتبقى هي صاحبة القرار المطلق في كل شيء وبشكل غير مباشر ومن خلف الكواليس في اغلب الاحيان لضمان تمرير صفقاتها واهدافها الواحده تلو الاخرى .... ومما يساعدها في التوسع والانتشار على حساب مصلحة الوطن والمواطن وباسم المواطن والوطن ايضا .....
ولايمكن للفساد ان ينتشر في مجتمع من المجتمعات ما لم يجد له ارضيه صالحه ومناسبه وخصبه ومن اهم العوامل التي تساعد على ظهور الفساد والمفسدين في أي مجتمع من المجتمعات هي الحروب المستمره وانعدام الوعي العام وتغليب المصالح الفئويه الضيقه على المصالح الوطنيه العليا للبلد ولا يخفى على احد بان المجتمع العراقي اصبح من اهم البيئات الصالحه والمشجعه على ظهور الفساد والمفسدين  لما تعرض له هذا المجتمع البائس على امتداد مايقارب النصف قرن من الزمن  الى سلسلة من الحروب الطويله والمتتابعه واحده تلو الاخرى وما خلفتها تلك الحروب من افرازات ماْساويه ادت الى انتشار الجهل والمرض والاميه  وظهور جيوش من الارامل والايتام  والمعاقين والمرضى كنتيجه حتميه لتلك الحروب والمعارك والنزاعات......
فما كان العراق يخرج من معركه الا وقد اعد له سيناريو معركه اخرى قبل ان يلتقط الانفاس وهكذا حتى اصبح جسدا خاويا افترسته الالام والازمات والمحن وبشكل لم يسبق له نظير في اية  بقعه من بقاع الارض على الا طلاق وكاْنه موعود مع الالم والفساد والمفسدين .....
يبقى السؤال المهم هنا : اين المصلحون ؟؟؟؟ ومتى ياْتي دورهم ؟؟؟؟؟ وكيف يواجهون الفساد والمفسدين ويتصدوا لهما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المسؤوليه هنا ليست مسؤوليه فرديه على عاتق فرد او جهة لوحدها وانما تتعدى تلك المسؤوليه الى مستوى الواجب الوطني المقدس
وهنا يتم التصدي للحاله المرضيه وفق مبداْ جماعي هو(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وهذا يحتاج الى وعي جمعي يؤسس له بدقه ووعي عاليين وبنفس طويل وصبر عال يبداْ وينطلق من البيت فالمدرسه والشارع واماكن العمل ووسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ووفق سياق علمي ومدروس والعمل على محاربة كل اركان ومفاصل الفساد وبؤر المفسدين في المجتمع وفي جميع مفاصله ..... وشن حمله منظمه ودقيقه وشامله وبشكل مبرمج وفعال على كل ما هو فاسد واقتلاعه من جذوره بشكل نهائي ومدروس وبلا ادنى شفقه ..... والقاء الضوء والتركيز على جميع البرامج الاصلاحيه الفرديه والجماعيه  والشد على ايدي متبنيها من افراد وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني واصلاحيون صادقون وكتاب وادباء وشعراء واصحاب اراء وافكار حره ونيره ......
وهنا سوف تظهر ردود افعال المفسدين وربما يكون الرد قويا وقاسيا ومؤثرا لاسكات الاصلاح والمصلحين وتمزيق برامجهم بطريقه او باخرى وربما تنشاْ حرب لاهوادة فيها بين قوى الفساد وقوى الاصلاح ولاشك ان الغلبه في نهاية المطاف هي لصالح الاصلاح والمصلحين وهنا يمكن وضع النقاط على الحروف ويتضح تماما من المفسد؟؟؟؟؟ ومن المصلح ؟؟؟؟ وسيكون دائما البقاء للاصلح حتما.....

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود خليل ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/28



كتابة تعليق لموضوع : من المفسد ؟؟؟؟؟ ومن المصلح؟؟؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net