المرأة و الشاعر
د . حاتم عباس بصيلة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في مجتمعنا (الحباب) يظلم الشاعر ألف مرة وهو يترجم طبيعته المبدعة في التعامل مع الجمال والابداع !! ولقد أثارني موضوع المرأة وموقفها من الشاعر الذي ترجم حياته الجمالية في سبيلها بأعمال خالدة لا تقل أهمية عن الأعمال اليونانية الخالدة كإشارات الى الحضارة الانسانية في التعامل الفلسفي الجمالي .فالمرأة لا تريد من الشاعر شيئا سوى الكلمات التي تتغنى بجمالها الخالص وتتركه فيما بعد كمرحلة من المراحل تجاوزتها لإرضاء ذاتها وهي لذلك ترخي الحبل ليصل به الأمر معتقدا انه المراد في تصوير الحب والجمال !! وتبدأ المرأة في مجتمعنا الحبّاب ببث الاشاعات في الوسط النسوي بأنها الهة الجمال التي تغنى بها وتعذب من أجلها شاعرها المسكين !.ولا بأس ان يكون الشاعر ملهما يتغنى بجمال المرأة الخالدة باعتبارها رمزا وجوديا عظيما ولكن الأمر عند النساء لا يصل الى مرحلة الوعي بأهمية حرية الشاعر في التعامل مع اساسيات الجمال الفني وعدم تقدير المرأة بصورة عامة الى تكوينه الشاعري !! الا في حالات نادرة في تاريخ الأدب العربي كما هو الحال مع نزار قباني حيث كانت بلقيس الملكة الحقيقية التي تربعت على قلبه العاشق رغم عشرات النساء التي اعطاها نزار قباني من شاعريته ما يسمو بهن الى مراتب الخلود في الحب والجمال والسبب في ذلك ان بلقيس الواعية للشعر والشاعرية عرفت كيف تعطي الرجل قيمته الحقيقية في وعي العبقرية التي هي ملك الآخرين وبذلك لم تهتز صورة المرأة الحبيبة وهي الزوجة الشاعرية في نظر الشاعر العظيم رغم تورطه بالعبقرية الشعرية الباحثة عن عناصر الجمال في اي مكان في الارض !.
ان للشاعر خصوصية غير طبيعية في التعامل مع الجمال الانثوي حتى انه يلتقط ما لم يكن يخطر في بال أحد وقد فعل ذلك الشاعر الفرنسي بودلير حين تغزل بزنجية سوداء الى درجة ان كل من يقرأ القصيدة يبدأ بحب الزنجيات قاطبة ! بسبب من الطريقة الراقية والمبدعة في التعامل مع الموضوع الشعري ولقد عجبت لامرأة عشقت فكتور هيجو الشاعر والكاتب الفرنسي العظيم وعملت معه بعد عشق عظيم كسكرتيرة له في بيت الزوجية لثلاثين عاما مؤمنة بعبقريته في الشعر والشاعرية والكتابة الخالدة اما في مجتمعنا (الحباب) فان المرأة تنتقم من الشاعر شر الانتقام اذا رسم لوحته الشعرية بالكلمات لانه تغنى بغيرها او سافر في خياله الشعري في عالم الجمال والابداع .

الموضوع السابق الحكومات تطرح العناوين حسب مقتضى مصالحها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat