صفحة الكاتب : غسان الكاتب

انتم من يحتاج المصالحة ايها السياسيون
غسان الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اكثر من مناسبة مرت خلال العشرة ايام الماضية حذر فيها مسؤولين من تجاوز ملف المصالحة الوطنية او حتى تأجيله لما يشكله هذا الملف من اهمية في زيادة اللحمة بين ابناء الوطن الواحد في مواجهة ارهاب داعش وتحديات التعايش.

فالسيد عمار الحكيم في ملتقاه الاسبوعي اكد ان تحول عناصر داعش من عرب واجانب الى نسبة تسعين بالمئة من العراقيين يخفي وراءه فشل المصالحة والقائمين عليها طيلة المدة الماضية ، اما نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي فجاء تحذيره اشد حينما اقر بان تجاهل المصالحة قد يظهر جيلا جديدا من المتطرفين على غرار داعش ولكن بمسميات مختلفة.

وفي الوقت الذي يسعى مجلس الانبار الى عقد مؤتمر مصالحة منذ اشهر ولم ينجح والرئاسات تسعى الى مؤتمرات مماثلة ولم تعقد ، يبقى السؤال: لماذا لا تتأجل مؤتمرات المصالحة رغم الاعلان عن مواعيد محددة لها؟ بل لماذا لم تصل المصالحة الوطنية الى تحقيق اهدافها هل بسبب عجز القائمين عليها ام بسبب فشل السياسيين وخلافاتهم التي لا تنتهي؟.

ان المصالحة التي جرت كانت قاصرة ولم تنجح لانها اعتمدت المصالحة بين السياسيين ، فما زال بعض هؤلاء من نواب ومسؤولين يذكون نيران الطائفية والفرقة في مناسبة وبدون مناسبة مستعملين ادوات ذات تأثير فعال في الجمهور ، منها:

    تصريحات نارية ومؤتمرات صحفية دورية.

    افتعال ازمات تحمل بذور الشقاق بين ابناء المحافظة الواحدة والبلد الواحد.

    الانحياز كليا وبشكل مستفز الى جانب دون اخر.

    ان نجاح المصالحة في العراق لا يحتاج الى مؤتمرات بل لامرين لا ثالث لهما:

    الاول - استبدال ومحاسبة واسكات كافة الوجوه من السياسيين والنواب الذين كان لهم دور في إذكاء الطائفية واشعال نار الفتن.. وهذا غير ممكن بسبب الحصانة اولا؛ الانتماء الذي يحمي ثانيا؛ وغياب الارادة السياسية الحقة بمعالجة هذا الموضوع ثالثا.

    الثانية - ايقاف آليات المحاصصة في توزيع الوزارات وتبوأ مناصب الخدمة العامة... وهذا غير ممكن ايضا لكثرة المنتفعين اولا؛ وهجرة الكفاءات او تغييبها ثانيا؛ وغياب المشروع السياسي الجامع عن الساحة ثالثا.

    واذا كان السياسيين يبحثون عن مصالحة ، فإننا اليوم لا نحتاج اليها على الاقل لان داعش وحدتنا في تكريت ، بل هم من يحتاجون اليها في افكارهم وسلوكياتهم التي لا تعرف الاتفاق؛ بل التوافق ( هذا لي وذاك لك ) والاختلاف؛. وفي قبة البرلمان باقرار مشاريع الحرس الوطني والنفط والغاز وقانون الاحزاب ومشاريع المحكمة الاتحادية والمسائلة والعدالة ، من يحتاج المصالحة اذن ايها السياسيون ، متى ستسفيقون؟؟؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غسان الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/21



كتابة تعليق لموضوع : انتم من يحتاج المصالحة ايها السياسيون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net