احذروا ... دواعش الثقافة والفكر
سلوى البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلوى البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دخلت الديمقراطية الامريكية الى كل مكان وبشتى الاشكال، ولم تسلم منها حتى بيوتنا رغم حصانتها البالغة القوة، وليبدأ سِفر المعاناة با أقوى صوره عبر ما تبثه وسائل الاعلام المدسوسة سياسيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا لتغير الكثير من المفاهيم التي تربى عليها العراقيون لأجيال طويلة... دخلت تحت مفهوم حرية التعبير.
أول خطوات الديمقراطية المخطوئة الفهم، بدأت ببث سموم الطائفية المقيتة التي لم يعي قوتها التي نفذت الى الجسد العراقي والتي تحت طائلتها تم نحر الاف مؤلفة من ابنائه الذين استفاقوا بين ليلة وضحاها على مصطلح الطائفية، ربما كانوا سمعوا به، الا ان العراقيين سرعان ما وعوا ابعاد اللعبة التي أعدت بطريقة تفنن بها اعداء العراق، وتفوقوا على ابليس وابنائه في قتل روح المحبة والتسامح الديني والتعايش الانساني الذي جبلوا عليه حقب زمنية طويلة تمتد جذورها الى حضارات عراقية نهضت وشمخت فوق أرض المعمورة، ولطالما كانت محط اعجاب حضارات قديمة وحديثة، وتنبه العراقيون الخيرين لها من ابناء هذا الشعب الطيب الاعراق، وبدأت بالتصدي لها وقتل الفتنة في مكامنها، رغم الخسائر والألم ، لملم العراقيون احزانهم والامهم واوجاعهم ليعودوا الى رص الصفوف والتوحد ضد عدو مشترك، عدو اخطبوطي اذرعه لقطاء دول كبرى بعضها مجاورة ومتاخمة لحدوده تريد لبلدنا ان يغرق ببحيرة من الدماء.
اريد ان أقول ان المجتمع العراقي شهد اكثر من دواعش الفكر الديني المتخبط في دياجير الظلمة الانكلوالامريكية الموسادية، فعبر قنوات فضائية شهدنا دخلاء السلطة الرابعة، يروجون با أبشع الصور لهز قيم اجتماعية واخلاقية وتربوية، عبر برامج تحط من قيمة الانسان، على انها وسائل تسليه وترفيه، ومن ضمنها برنامج "اكو فد واحد" يظهر مجموعة من الفنانين والشعراء، يقومون بتداول نكات لا تمت الى الذوق العام بصلة، ووقف بوجهه الكثير من المهتمين بالشأن الاجتماعي والثقافي والفكري العراقي، وظهرت قنوات تروج لشكل اخر من التفكك الخلقي، عبر اعلانات تروج لتعارف الشباب والشابات للزواج، وللأسف من يدير هذه القنوات هم مسؤولون في الدولة، لتتصدر صفحاتها اعلانات تظهر ارقام هواتف يتواصلوا عبرها. اني اتسائل هل هذه هي طريقة مثلى للزواج. ومنذ متى ابناءنا وبناتنا يتزوجون بالمراسلة، ان تفكك الاسرة العراقية وتداعي البناء الاخلاقي الاجتماعي بسبب الهموم الكبيرة التي ترزح تحت طائلتها الاسرة العراقية والتي يقف اعداء العراق وراءها، تسعى بكل السبل لأسقاط القيم الرفيعة والعريقة لمجتمعاتنا، لم يكفيها ما الحقته بنا من مصائب ومكائد. نتسائل ما هو هدف هذه القنوات الفضائية التي تصرف ملايين الدولارات، ولماذا اصحابها حريصون على تزويج بناتنا بهذه الطريقة الرخيصة، هذه القنوات هي قنوات اعدت للمتاجرة بالبشر. عبر منزلق الحب والزواج... مبروك لوزارة الثقافة وهيئة الاتصالات مساهمتها على انتشار هذه القنوات. والمساهمة في اسقاط شريحة مهمة في مجتمعنا في مهاوي الرذيلة بأسم حرية التعبير والديمقراطية.... وهنيئا لكم سباتكم العميق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat