صفحة الكاتب : مصطفى حقيقة

قتلة الأحلام.. ساستنا الأفاضل
مصطفى حقيقة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كانَ محمدٌ طفلاً صغيراً, من عائلة فقيرة, إلا أنها كانت تتدبر أمورها بالكاد, فهي تسكن شقة صغيرة, في الطابق تحت الأرضي, لعمارة تقع نهاية الشارع الذي تقع فيه الجامعة.
من طفولته كان يتخيل نفسه أستاذا في تلك الجامعة.. وكان دوما, يسأل نفسه, عن كيفية تحقيق حلمه وهو بهذا الفقر,ولم يكن يعرف إجابة لهذا التساؤل, لكنه كان ذكيا جدا, ومجدا في دراسته, رغم عمله بعد المدرسة مع والده, او أي عمل يمكن ان يجده هو او أخوته.. فتفوق بشكل ممتاز.
تَفَوقَهُ اهَّلَهُ للدراسة في الجامعة, لكن تكاليف الجامعة, كان مما لا يمكن ان يطيقه اهله, لكنه حلم حياته, فقرر ان يعمل بعملين, فقط لكي يدخل الكلية, ويحقق حلمه بان يصبح استاذا فيها.
عمل في مطعم, وبائعا متجولا, تطارده البلدية.. لكنه لم ييأس, وثابر وبقي يسهر للدراسة فلا وقت لديه, فالنهار اما في عمله الاول او الثاني, او في دوام الكلية, واعتاد على السهر, حتى ضعف بصره.
تحققت الخطوة الكبرى, باتجاه حلمه الاكبر, فتخرج من الكلية بتفوق, وبدرجة تؤهله ان يتقدم للدراسات العليا, ويصبح بعدها استاذا في كليته, فهو نال ثناء كل اساتذته في الكلية, وتوقعاتهم له بالنبوغ في الدراسات العليا, فتقدم لإمتحانات الكفاءة, واجتازها بتفوق كبير, رغم صعوبتها.
وبعد ان اكمل تقديم اوراقه, على امل ان يحصل على مقعد, قرر ان يعمل ليل نهار, ليجمع مبلغا من المال, يعينه على اكمال دراسته العليا,  فحصل على عمل ثالث, ورغم الارهاق والتعب الجسدي, إلا ان حمله كان نصب عينيه, وجمع مبلغا يكفيه على الاقل ليوفر الضروريات اللازمة للبداية, فهو كان واثقا, من قبوله, فهو الاول والاذكى, وهو من اجتاز الامتحان بكل جدارة, وجاء يوم اعلان النتائج, فذهب مسرورا واثقا من النتيجة.. وكانت الصدمة.
اسمه لم يكن ضمن المقبولين, فعدد الكراسي المجانية, على نفقة الدولة, منحت لخمسة, كان اثنان منهم ابناء مسؤولين في الدولة, وعضوين في احد المجالس التشريعية, وابناً لاحد المسؤولين الامنيين, وكلهم ممن لم ينجح حتى, في امتحانات القبول للدراسة!
من يومها محمد, يسب الساسة, وكل ما يتعلق بالسياسة, بل ويخاصم كل من يتحدث بالسياسة او الوطنية, فبسببهم ضاع حلم حياته, وسرقوا مجهوده, الذي سهر عليه الليالي والايام ,ونسبوه لأبناء ساستنا.
هل تذكرون كم واحدا مثل محمد رأيناه في حياتنا, ساساتنا الافاضل!؟
هل انتم ممن ينطبق عليكم وصف الافاضل؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى حقيقة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/24



كتابة تعليق لموضوع : قتلة الأحلام.. ساستنا الأفاضل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net