الحسين نهر العطاء يخسر من ﻻيغرف منه
مصطفى حقيقة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
“حسين مني وأنا من حسين”. تؤكد هذه الجملة المروية عن النبي اﻷكرم(عليه افضل الصلوات وأتم التسليم)، كيف كان ينظر الرسول إلى الحسين(عليه السﻻم) في عناصره الروحية الإسلامية المنفتحة عليه من خلال رسالته لا من خلال نسبه، فهو منه نسباً، ولكنّ هذا النسب بكل قيمه ومعانيه.
دخل في عقل الحسين(عليه السﻻم)، وفي مشاعره وأحاسيسه، وإمتد في كل حياته. لقد عاش الحسين(عليه السﻻم) طفولته مع جده المصطفى(صلى الباري عليه واله وسلم)، وكان يملك الوعي والذكاء، بحيث كان يلتقط كلمات جده، وكان ينفتح على مشاعره وأحاسيسه، وكان يتطلّع إلى عينيه ليستوحي منهما كيف يمكن له أن يرتفع بهذا الضوء الرسولي المنطلق من عيني الرسول (صلوات الباري عليه واله) إلى الباري سبحانه وتعالى.
سر الحب الحسيني، وأمثلة عديدة يستنسخها الزمان عن واقعة عاشوراء ويبقى الزمان متوفقاً ويقول:" لا يوم كيومك يا ابا عبدالله"، و" سلماً لمن سالمكم وحرباً لمن حاربكم".
تجلت كل القيم الإنسانية وقمة ذروة الصراع الإزلي عند الحديث عن واقعة الطف، وهناك قمة التضحية والعطاء، ومشعل التأسي بالمنهج الثوري الإصلاحي، ودعوة صريحة؛ لإعلان الحرب على من خالف منهج النبوة وقيم الإنسانية والأخلاق.
يسأل بعضهم عن أسباب حمل الإمام الحسين عليه السلام لعياله ونساءه، وهو عارف بمصيره الحتمي، وأعداءه لا يرحمون؟ إن الإمام أراد الخلود لهذه الواقعة، وأن لا تدفن التضحية في الصحراء؛ فكان الصوت الزينبي وسيلة إعلام تشج رأس التاريخ، وما يزال صداها يصدح ويعطي أثره إلى اليوم.
هذه اﻷيام هناك منظر غاية في الرقي وهو سر توالي الإنتصارات وإنهزام الإرهاب مع إنطلاق عمليات إعادة الإرض العراقية المغتصبة، وتتلخص الصور بإصرار المقاتلين على حمل الراية الحسينية، مما يبث فيهم روح العزيمة واﻹصرار والمضي قدمآ لتحرير العراق من دنس التكفيريين واﻹرهابيين الذين أشاعو في اﻷرض فسادآ، وكذلك نصب المواكب في المناطق المحررة وتجديد البيعة لﻹمام الحسين ويعاهدوه على ان يسيرو على المنهاج الذي رسمه قبل 1400 عام
وفي ضوء هذا، علينا أن نتمثل الحسين(عليه السلام) في مثل هذا الموسم وفي غيره من المواسم، وأن نتحرك من أجل أن يكون الحسين(عليه السلام) القدوة لنا في ثورته وإصلاحه وموقعه القيادي، وأن نتعلَّم منه كيف نصبر على التحديات ونواجهها، وأن نتعلم منه كيف نأخذ بأسباب العزة والحرية والكرامة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى حقيقة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat