صفحة الكاتب : اسيا الكعبي

التسوية الحقيقية لانقاذ العراق من التشرذم
اسيا الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تزاحم الاحلام؛ وبريق الامل المرتقب الذي غصت به عيون العراق، الشاخصة لأبصار النور من  بين دجى التجزئة والتقسيم لن يجدي نفعا؛ مالم تكن هناك اكف متكاتفة تمسك بحبل الخلاص، وتعتصمه بقبضة الوحدة الوطنية لانتشال العراق من هوّة الظلال التي سقط فيها، بعد محاولته لملمة اشلاء جسده الواهن من نهش انياب الهمجية, فزحف بجسده الواهن ساقطا في قعر التطرف الديني الخطير.
 
لذا فقد بات من الضروري الاسراع بمشروع انقاذ ترتكز قواعده الاساسية على  مفاهيم دولية، تتمثل بالمصالحة الوطنية الشاملة والتعايش السلمي المجتمعي المشترك بين المكونات والطوائف والاديان، ليتحول دورها من مجرد شعارات لا مضمون لها، الى اعمدة رصينة تسهم في بناء سور حصين ضد اي هجمة متغطرسة وهو الحل لازمة العراق الدولية والاقليمية.
وهذا ما قاد بعض السياسيين العراقيين من التخطيط الجدي والفعلي  لإنتاج مشروع جديد من شأنه انتشال العراق من قاع البؤس والصراع الاقليمي، الى نور الوحدة العريقة والتسوية التأريخية، مستفيدين من تجارب الذين سبقوهم واعادة صياغة الخطوات السديدة التي لم يكتب لها يوما ان تدخل حيز التنفيذ.
 
وقد حظي هذا المشروع بقبول واسع، ومباركة الدعم الدولي والاقليمي الذي تتبناه دول عظمى واقليمية وقوى محلية وشخصيات دينية وسياسية وعشائرية تستطيع بجهودها ان تبصر الواقع من جديد كما ابصرته سابقتها في لبنان من تحقيق اهداف التسوية المنشودة.
 
وقد تناول المشروع البحث في الدرجة الاولى في تفعيل وتعزيز الدور الوطني والقومي والعقائدي للدولة، والذي يعتبر المنطلق الاساسي لاستقرار البلد والحفاظ على مبادئه وخصوصياته الداخلية، و كذلك توحيد صفوف العراق لمواجهة الهجمات الوحشية المتمثلة بداعش وشتى انواع الارهاب الوطني عن طريق حل الميليشيات واعادة بناء الجيش والشرطة العراقية بعقيدة وطنية بعيدة عن الطائفية, وجعل السلاح محصورا بيد الدولة ومن ثم تطهير المدن العراقية  من دنس الارهاب واعادة اعمارها لتحتضن اهلها من جديد، ودمجهم بهذا المشروع الوطني، وبالتالي ستقود النتائج الى سهولة توحيد الحدود الجغرافية العراقية وهذا سيفضي طبعا الى توطيد علاقة المركز بالإقليم.
 
ان مثل هذه المشاريع التاريخية العظيمة التي تنقذ البلدان وتحتقن الدماء، انما هي بحق اهداف سامية تنحني لها الرؤوس وتتسابق لها الضمائر الوطنية الاصيلة، لتكون رمزا تاريخيا خالدا تتوارثه الاجيال..وليجعل الشراكة الوطنية والعراقة الموحدة يدا عتيدة تشد من حبل الخلاص، وترتقي بعراقها الى بر الامان وسع مراحها المفعم بنور الامل والحرية والطمأنينة والسلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسيا الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/12



كتابة تعليق لموضوع : التسوية الحقيقية لانقاذ العراق من التشرذم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net