نظام الأنتخابات الرئاسي: منطلقاته وأهدافه
محمد ابو النيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المحسوبية والمنسوبية, والمصلحة الشخصية والحزبية, مصطلحات, كثير ما تعود على سماعها الفرد العراقي, بعد أنتهاء حقبة حزب البعث, ولا نعلم هل الدعوة, الى تغيير نظام الأنتخابات, هو ما فرضته المصلحة الوطنية, ام المصلحة الشخصية ومشتقاتها.
ان الدعوة التي أُطلقت, في الأونة الأخيرة, لتغيير نظام الأنتخابات, من برلماني الى رئاسي, قد تكون في جزءٍ منها, عفوية بريئة, تهدف الى تغيير الواقع, الذي يعيشه البلد, لكن ومع شديد الأسف, بدون دراسة وأحاطة تامة بالنتائج, وما هو مؤكد, ان من يستفيد من هذه الدعوات, هو من تسلق على أكتاف الأخرين, ويحاول ان يعيد الكرة.
من أهم الأمور التي يجب الألتفات أليها وتحديدها, هو ان هذه الدعوة, هي من مقومات بناء الدولة, ام أنها من مقومات بناء السلطة, وهل ان نظام الأنتخابات الحالي, سييء ام انه لم يجد من يطبقه, لكي يظهر كما أُريد له, عند كتابة الدستور العراقي؟
من مبررات هذه الدعوة, ان البيروقراطية وتوزيع الصلاحيات, هي من دمرت البلد, وأوصلته الى ما هو عليه, وعندما نعطي هذه الصلاحيات لشخص ما, بالأمكان ان يدير البلد, بشكل أفضل, لأن الضغوط التي تمارس, على رئيس الحكومة, بشكلها الحالي, لا نجدها في النظام الرئاسي.
كل المبررات السابقة, خاضعة للنقاش, وهناك من يرى أنها أقل من مستوى النقاش, ولم ترتقي لأقناع الأخرين, لان المشكلة, ليست في نظام أنتخابي بعينه, بل في من يطبق ذلك النظام.
يتذكر القارئ الكريم, كيف ان رئيس الوزراء السابق, كان يدير الهيئات المستقلة, مثل البنك المركزي, والمساءلة والعدالة, وهيئة النزاهة, وغيرها من الهيئات, والمؤسسات, التي كان عنوانها الأستقلال, ولكنها تخضع, لأرادة وأهواء رئيس الحكومة, ومع ذلك فأننا لم نخرج بأي نتائج ايجابية تذكر, سوى الفشل, في كل مفصل من مفاصل الدولة.
الخطر الذي يهدد العراق, ارضا وشعبا, لأكثر من عقد من السنين, هو الأرهاب, وكان لزاما, على القائد العام للقوات المسلحة, ان يطبق القانون, بعرض أسماء القادة الأمنيين, على مجلس النواب, للتصويت عليهم, وهذا لم يحدث, في الولايتين السابقتين, بل بالعكس, كان يمنع القادة, من الذهاب الى مجلس النواب, بهدف الأستجواب, مما يثبت, ان مسألة الضغوط, التي تمارس على رئيس الحكومة, هي ورقة تستخدم عند الحاجة.
ان وجود مجلس النواب العراقي, وما تفرع عنه, من لجان رقابية, لم يمنع المزاجية, التي كان يدار بها البلد, ممن كان في موقع المسؤولية.
تجربة الثمان سنوات, التي كانت تتمتع فيها, الحكومة بكافة الصلاحيات, لم تجلب لنا الأ ديناصورات, ومافيات من الفساد, وقادة أمنيين, تعودوا على الولاء لمن يحكم, ولو كان على حساب دماء ابناء جلدتهم.
في الوقت الذي نواجه فيه, هذه الهجمة, الوحشية البربرية, كان علينا ان نتوحد, لمواجهة عدونا, ولكن هنالك من ـ قد ران على قلوبهم ـ فهم لا يفقهون, من القول شيئا, ولا يرون الا بعين المكاسب, الشخصية والفئوية, وما القول الفصل, الا قول الجماهير, التي لابد ان تأكد, أنها ليست حقلاً للتجارب, من أجل وصول الأنتهازيين, الى أهدافهم الخبيثة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد ابو النيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat