صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

ليش احنه عدنه مشكلة بالكهرباء؟!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال السيد وزير الكهرباء حفظه الله وأبقاه ذخراً للفلوجة والأنبار:
(سأقدم استقالتي إذا عجزتُ عن حل مشكلة الكهرباء)!!
ونحن نقول له: سلمت ودمت يا معالي الوزير.. فالكهرباء- بصاية الله وصايتك - بخير، وقصور، وشناشيل.. وأنا ليا بيت أرد لو چلچل الليل..؟!
سيدي الوزير المحترم: عن أية كهرباء تتحدث طال عمرك.. وعن أية مشكلة تسأل..؟
أظنك تتحدث عن الكهرباء في الصومال، أو أفغانستان، أو تتحدث عن مشاكلها في مصر، أو الهند.. أو في بقية الدول الفقيرة التعبانة.. اما الكهرباء في عراق النور، فهي- وإنت سالم- باتت مفخرة من مفاخر الحكم الديمقراطي في العراق، وإعجوبة كونية لا تقل إعجازاً عن العجائب السبع المعروفة في التاريخ الجغرافي.. لذلك فإني أنوي أن أقدم طلباً الى الهيئات الفرعية المتخصصة في الأمم المتحدة، أناشدها بإعتماد التجربة الكهربائية في العراق- وليس التجربة الدنماركية لعادل إمام- كأنموذج صناعي راق يقتدى به، وكصناعة فريدة ليس لها مثيل في كل الدول المتقدمة في العالم.. خصوصاً في موضوعة (الترميش) التي تتخصص بها الكهرباء الوطنية العراقية دون غيرها، وأقصد (من تطفه الكهرباء وتشتغل، وتطفه بنفس الدقيقة)، فهذه نعمة فهداوية لن يحظى بها شعب غير شعب العراق المحظوظ. وحالة إستثنائية لا يمكن لبلد غير العراق أن يكرَّم بها، أما ما سيحدث للأجهزة الكهربائية من خراب بسبب هذا الترميش العزيز (فهذا كله يروح فدوة لقيطان الوزير المحترم) وأقصد بالإحترام القيطان طبعاً! 
كنت يا معالي الوزير قد زرت من قبل لندن وباريس وبرلين، وواشنطن ونيويورك، ولوس أنجلس، ولاس فيجاس التي تعتبر أسطورة من أساطير العصر في مجال الإنارة والكهرباء، ومعجزة من معجزات الملاهي الضوئية، فأنا أعرف حجم الطاقة الكهربائية التي تصرف على كل ساعة ليلية في مدينة لاس فيجاس، إذ يمكن إعتبار حجم الطاقة المصروفة في مدينة لاس فيجاس لوحدها- حسب الأرقام المؤشرة امامي- تعادل حجم الطاقة التي تصرف على العراق ثلاث مرات ونصف!! 
كما زرت يا معالي الوزير عشرات العواصم في أوربا وأمريكا الجنوبية، وآسيا، وأمة العرب المجيدة، ولم اجد صناعة كهربائية متطورة مثل الصناعة الكهربائية في العراق، لاسيما في الفقرة الذهبية المسماة (برنامج القطع المبرمج).. فهذا البرنامج يعتبر قفزة سريالية، وطفرة كهربائية لا تحدث إلاَّ في كل عشرة أجيال كهربائية- إذا صح التعبير- وما كان لهذه (العظمة) الكهربائية ان تحصل في العراق قط، لو لم يكن معاليكم وزيراً للكهرباء فيه، فهل تصدق يا سيدي الوزير المحترم لو قلت لكم، ان اليابان قدمت الى الحكومة العراقية عرضاً باستعارة النجم (قاسم الفهداوي) لمدة سنة واحدة، من أجل أن يقوم معاليه بتطبيق مماثل لبرنامج القطع المبرمج في اليابان، بعد أن رأى اليابانيون بأم أعينهم كيف نجح وزيرنا العبقري في تنفيذ فقرات هذا البرنامج التقني في بلده العراق.. فاليابانيون المساكين يشعرون اليوم بالقلق، والحيرة أزاء الأداء الكهربائي في طوكيو، بعد أن قطعت الكهرباء مرتين في اليابان عام 2014 ومرة واحدة في عام 2015، بينما العراقيون اليوم ينعمون بوفرة الكهرباء، وإنتظام وصولها الى أبعد نقطة في الخارطة العراقية الشاسعة. ولعل من الأمور التي أثارت حسد اليابانيين انهم سمعوا من (مصدرهم الموثوق كيشو كاشا) أن هناك إتصالات سرية تجري على قدم وساق (وكرعان) بين العراق وكوريا الجنوبية (المنافس اللدود لليابان) على تزويد سيؤول بالكهرباء العراقية، وهناك أيضاً لغط يجري خلف الكواليس يفيد أن لندن عرضت على العراق تزويدها بالكهرباء، مقابل إشتراك بريطانيا إشتراكاً فعلياً بالحرب ضد داعش في العراق.. لكن الوزير الفهداوي رفض هذا العرض، مفضلاً تقديم الكهرباء العراقية الى الشقيقة الأردن مجاناً، أسوة بالنفط العراقي الذي يقدم لها بأسعار شبه مجانية.. على إعتبار أن الأردن تضيف (خوال جهال الفهداوي)، وإن معاليه يرفض التعامل مع هذه المواقف النبيلة بالجحود .. وقد أيده في ذلك حيدر الملا، وظافر العاني.. شلون إثنين؟!
ولما كان العراقيون ينعمون بالكهرباء خمسة وعشرين ساعة في اليوم على أعناد دبي - ويتصدقون بها على كوريا واليابان وعمان ولندن وغيرها، ولما كانت تجرية الكهرباء العراقية تجربة باهرة، بحيث أصبحت تدرس بفضل عبقرية وزيرنا الفهداوي في أغلب المعاهد والكليات التكنولوجية والصناعية الكهربائية في أمريكا وأوربا فإن على الشعب العراقي أن يتصدى اليوم بقوة لمعالي وزير الكهرباء قاسم الفهداوي ويمنعه من تقديم إستقالته من الوزارة، لأن معاليه أولاً ثروة وطنية قومية عظيمة لا تقل أهمية عن ثروة النفط، وثروة لبن أربيل.. وثانياً لأن السبب الذي أعتمده الوزير أساساً لإستقالته سببٌ مضحك، وغير صحيح. فهو سيستقيل إن عجز عن حل مشكلة الكهرباء في العراق!!
معالي الوزير بروح أبوك هاي يا مشكلة تحچي عنها..؟ ليش إحنه عدنه مشكلة بالكهرباء؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/28



كتابة تعليق لموضوع : ليش احنه عدنه مشكلة بالكهرباء؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net