تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستويات الطلبة
د . عبد الحسين العطواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايوجد من يسجل اعتراضه على البديهية التي تقول أن الشعوب ترتقي بالعلم وبالمعرفة , مضافا إليها القيادة الحكيمة والمخلصة التي تتولى مسؤولية البلد نحو تحقيق التنمية والتطور .

والمؤسسة التربوية في العراق شأنها شأن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة واجهت الكثير من الاحباطات تبعا للظروف التي تواجه البلد خاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وما تلاها من صراعات طائفية , وتهجير , وتفجيرات , و تعطيل لأغلب دوائر الدولة انعكست سلبا على المجتمع بشكل عام , لاسيما وان الطلبة احد الشرائح المهمة التي لها دور مؤثر في تكوين كيان المجتمع وأفاق مستقبله والتي عانت من هذه المشكلات خاصة في الفترة الأخيرة التي تعرضت فيها بعض المحافظات للاحتلال من قبل زمر داعش الإرهابية , والصعوبات التي تواجههم في مواصلة تعليمهم ضمن خطة المناهج المقررة خلال السنة الدراسية والتبعات التي تترتب عليهم بشكل عام عند عدم إكمالها من حيث تدني مستواهم العلمي , ناهيك عن طلبة الصفوف المنتهية المطالبين بإلزام أكمال المنهج وبالأخص طلبة الدراسة الإعدادية كونها المرحلة يتقرر فيها مصير الطالب ليسلك طريقه نحو مواصلة تعليمه العالي .

فالامتحانات النهائية لطلبة الصفوف المنتهية لمرحلة الإعدادية بفرعيها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2014 – 2015 كما يعلم الجميع رافقتها ظروف طارئة ومؤثرة بدأ من تزامنها مع شهر رمضان المبارك , وتعالي الصيحات الداعية لتأجيلها , وتأييد المرجعية لهذه الدعوات , وبين تصريحات وزارة التربية الرافضة لها , لذلك بقي الطالب في حالة نفسية غير مستقرة , وأخيرا القرار على إبقاءها في شهر رمضان وما صاحب هذا الشهر من ارتفاع في درجات الحرارة , مع حدوث تسريبات مقصودة لبعض أسئلة المواد على مواقع التواصل الاجتماعي( الفيس بوك ) ونفي الوزارة لهذه التسريبات , أسهمت هذه المتغيرات بشكل فاعل في تخريب نفسية الطالب وعاش خلال فترة الامتحانات في رعب وخوف أدت بالمحصلة النهائية على إرباكه وولدت لدية حالة من الشعور بالملل والإحباط , بحيث حاول معظم الطلبة تأدية الامتحان ببعض الدروس وتأجيل بعضها الأخر إلى الدور الثاني , وقسم من الطلبة أدى الامتحان في جميع المواد تحت ضغط هذه الظروف التي اشرنا إليها مع طغيان حالة اليأس على طموحاته , وبالتالي ضعف نتاجهم العلمي الذي انعكس على ماهية الدرجة النهائية التي سيحصلون عليها , خاصة الطلبة الذين لديهم هدف بالحصول على معدلات عالية , تؤهلهم للقبول في كليات متقدمة , وهذا اتضح من خلال إعلان النتائج ونسب النجاح , والمعدلات قياسا بالأعوام الماضية .

لذلك ومما تقدم فان قرار تحسين المعدل جاء بسبب هذه المعوقات أو بالأحرى المعاناة التي رافقت الامتحانات التي عانى منها جميع الطلبة سواء الناجحين منهم أو المؤجلين, لذلك فان نسبة الطلبة المؤجلين بسبب ذلك كانت عالية جدا , وهؤلاء الطلبة أي المؤجلين بعض المواد يناشدون السيد أن يلتفت إليهم ويشملهم بتحسين المعدل بإعادة الامتحان بالمادة أو المادتين التي يشعرون بأنهم قد أخفقوا فيها , لا لتقصير منهم وإنما لظروف جاءت خارج إرادتهم كفرصة أخيرة لاعزاءنا الطلبة الذين قد آلت بهم هذه الظروف إلى معدلات لا تنسجم مع طموحاتهم وقدراتهم العلمية , وبالتالي تكون وزارة التربية قد أضافت عامل مساعد للتسهيلات التي قدمتها للطلبة كمساهمة منها لإسعاف الذين تدنت مستوياتهم بسبب متغيرات الظروف في الامتحانات , وأسوة بالتسهيلات المقدمة لإقرانهم الطلبة الناجحين وكذلك الراسبين بجميع الدروس الذين سمحت لهم الوزارة بإعادة الامتحان بجميع المواد التي رسبوا فيها بالدور الثاني لكي تعم الفائدة جميع الطلبة وبدون تمييز .

الموضوع السابق الانتفاضة تفرض علينا الصبر والمطاولة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat