نجحت التظاهرة.. وسقط الفاسدون!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رهان الفاسدين، وأعوانهم، وعرابيهم، وسماسرتهم، وملحقاتهم الذيلية الطفيلية سقط أمس بالضربة الوطنية الجماهيرية القاضية.. فربما لا يعرف الكثير من الأخوة القراء أن تظاهرة يوم أمس الأول كانت التظاهرة الأخطر، والأهم، والأشد تأثيراً في مسيرة الإصلاحات التي طالبت بها الجماهير. والسبب كما علمت، أن رهان الفاسدين كان منصباً على تمنياتهم المريضة بتقلص عدد المتظاهرين.. أما كيف توقعوا، او تمنوا تقلص عدد المتظاهرين، فالجواب يأتي من خلال إعتقادهم ان العراقيين ليسوا مثل المصريين المتحمسين دائماً لمواصلة الزخم على إدامة أي مشروع، أو تظاهرة، او مبادرة.. حتى ان أحد الوزراء الفاسدين جداً قال في مجلس خاص: ( أن العراقيين ما عدهم خلگ، وأكبر شغلة يداومون عليها يوم يومين، ويبطلون منها)!! هذا أولاً، أما ثانياً فهم ظنوا أن ما طالب به المتظاهرون في مناشداتهم السابقة قد تحقق، من خلال حزمة الإصلاحات التي أصدرها العبادي في الأسبوع الماضي (يعني بعد شيريدون.. كل طلباتهم خلصت)!! لذلك فإن سحب البساط من المتظاهرين، عبر الموافقة على طلباتهم، وتخديرهم بوعود كأنها حاصلة غداً، سينهي تظاهراتهم، ويعيد الناس الى بيوتهم فرحين سعداء.. بالمناسبة فإن الفاسدين مازالوا يظنون، بل ويجزمون أيضاً أن هذه (الحزمة) من الإصلاحات، هي مجرد (لهو)، يضعونه في أفواه الجماهير، ولن تكون هذه الحزمة أكثر من (چزمة) في أقدام الفاسدين. فهم واثقون -هم ولست انا طبعاً- من أن العبادي لن ينفذ من الإصلاحات سوى الذي لايضر الفاسدين ولاينفع المتظاهرين، وإن الأمور ستبقى على حالها..!! 

لذلك فقد إعتقدوا أن الجماهير لن تخرج بكثرة في هذه الجمعة، وإن الذين سيخرجون فقط، هم (الأعداء، والحاقدون على المسيرة الظافرة)!!

لكن الذي حصل أن الجماهير خرجت في هذه الجمعة بشكل كبير جداً يقدر بضعف عدد الحضور السابق، كما أن هذه الجماهير المتظاهرة لم تكتف بالحضور الكثيف فقط بل واظبت على إلتزامها بكل المعايير الوطنية والإنضباطية العالية، سواء في إلتزام النظام العام، والأداء، والهتافات الدقيقة، والشعارات الهادفة المحسوبة، أم في علاقتها مع القوى الأمنية المكلفة بواجبات حماية التظاهرة..!

لقد كانت صورة الجماهير في ساحة التحرير، وفي كل ساحات الحرية بمحافظات العراق ناصعة، زاهية، معبرة عن جوهر القيم الوطنية، والأخلاقية لهذا الشعب العظيم..

ختاماً أقول للفاسدين جميعاً: تظاهرة يوم الجمعة نجحت، وستنجح جميع التظاهرات اللاحقة، والعبادي سينفذ الإصلاحات رغماً عنكم، لأنها إصلاحات إنقاذية للعبادي قبل أن تكون للمتظاهرين.. وما عليكم إلاَّ التأكد من أرصدتكم، وعقاراتكم المسجلة بأسماء الخاصين لكم، لأني أتوقع أن هؤلاء ( الخاصين) راح يگلبون بالدخل، حتى لو كانوا اخوانكم، أو أخوان زوجاتكم.. أو...!!

الموضوع السابق ما بين حيدر زوير.. وفيصل القاسم.. نبيل وفاجر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat