أنحنت الحكومة وأحزاب السلطة الحاكمة رغم تجبرها أمام تسونامي الأنتفاضة الجماهيرية، التي قضت مضاجعهم حيث لم يدر يوما في خلد أحزاب الأسلام السياسي بأن هذه الجماهير التي تم تخديرها بالدين والأنحياز للمذهب وزرعت فيها الطائفية، بأنها يمكن أن تصحوا وتنتفض، بعد أن ظلت نائمة ومسطولة منذ 13 عام!.
الحكومة وأحزاب الأسلام السياسي وأصحاب الصورمن الساسة الفاسدين الذين رفعتها الجماهير الثائرة، بدأت تسترد أنفاسها بعض الشيء! بعد الدعم المعنوي الخارجي الذي تلقته من أيران!!!، في محاولة لأستعادة زمام الأمور بعد أن صالت بها الجماهير الثائرة قرابة أكثر من شهرين!.
ويبدو ولحد هذه اللحظة بأن رئيس الحكومة العبادي وكما كان متوقعا منه! قد حسم أمره وأنظم الى صف أحزاب الأسلام السياسي، حيث لم يتخلى عن حزب الدعوة، كما أرادت الجماهيرالثائرة منه!!،حيث فضل البقاء مع حزبه ومع باقي الأحزاب السياسة، على الأنضمام لصف الشعب والوطن!
وذلك من خلال تباطأه وتلكئه ومحاولة تسويف مطالب الجماهيرفي محاسبة الفاسدين من الحيتان الكبيرة ومن حزبه تحديدا!!، في محاولة لكسب الوقت وأنتظار الدعم المعنوي والنصيحة من قبل أيران وأمريكا المتدخلين بشكل مباشر وعميق بالشأن العراقي!.
وقد جاءت زيارة هادي العامري مسؤول منظمة بدر وأبو مهدي المهندس الشخصية القيادية الغامضة و المثيرة للجدل!!! الى رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود الذي تعتبره الجماهير عراب الفساد!! لأنه يمثل الغطاء المحكم والأمين لحماية الفاسدين!،جاءت تلك الزيارة التي قوبلت بحفاوة كبيرة، لتضع النقاط على الحروف وتحسم وتوضح الكثير من الأمور!
فهي بقدرما كانت رسالة أطمئنان وأمان (لمدحت المحمود) بأنه لا خوف عليك من غضبة الجماهير، فأنها أيضا كانت رسالة رد وتحذير شديدة للجماهير الثائرة بعدم التمادي أكثر؟!، وبأن مدحت المحمود ورموز القيادات السياسية للأحزاب الشيعية حصرا، هي خطوط حمراء لا يجوز الأقتراب والمساس منها مهما كان حجم فسادهم!!!.
وكذلك بعثت الزيارة برسالة الى كل من يفكر ويعتقد ويتمنى وقوع أنقلاب عسكري للخلاص من كل هذه الطغمة الفاسدة، فالزيارة جاءت لتقول لهم أن كل شيء تحت السيطرة وما هذه ألا أحلام عصافير وأضغاث أحلام!!، فنحن أصحاب الحل والعقد!!.
والأهم في زيارة العامري والمهندس لمدحت المحمود أنها بعثت برسالة للمرجعية الرشيدة بأن موقفهم يقف على الضد منها في موقفها المؤيد للجماهير الثائرة التي تطالب بالأصلاح!!!.
في ظل هذه التحولات المفاجأة! أضافة الى تدني وأستمرار نزول أسعار النفط وأنعكاسه على الوضع الأقتصادي المخيف في العراق، أضافة الى موقف القتال في جبهة داعش الأرهابية، حيث يزداد الموقف غموضا وبلا حسم حيث الكر والفر بين الجيش العراقي ومجرمي داعش، فهذه الجبهة المزعجة والمخيفة تسبب نزيف مستمرا بشريا وماليا للعراق منذ أكثر من عام، في وقت يمر العراق بأكبر أزمة مالية في تاريخه الحديث.
هذا أضافة الى عودة سيطرة المليشيات المسلحة على الشارع العراقي وكثرة عمليات الأختطاف والأغتيالات مع أستمرار عمليات التفجير بالسيارات المفخخة.
رافق كل ذلك الزيادة الغريبة والكبيرة لهجرة الشباب العراقي الى الخارج بطرق غير مشروعة وتعرضهم لحوادث الموت بالغرق في البحار والمحيطات وأختناق القسم منهم موتا بسبب أختبائهم في صناديق وكونتينرات الشحن حتى صاروا مادة أعلامية وأخبارية دسمة في فضائيات ومحطات العالم الأعلامية.
أضافة الى أستمرار هجرة العوائل العراقية عبر المنظمات الدولية، مما زاد من فضائح الحكومة والأحزاب السياسية معها وسبب لهم حرجا كبيرا أمام العالم!.
أخيرا نقول : أنه في ظل كل هذه التحولات والتبدلات في المواقف وأستمرار أنتفاضة الجماهير وأصرارهم على مطالبهم في الأصلاح وضرورة محاكمة الفاسدين، يبقى الملف العراقي مفتوح لكل الأحتمالات ومن الصعب التكهن بما سيحدث، ولكن ومع الأسف أن القادم لن يكون خيرا!!!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat