أزدادت هوة الخلاف بين حكومة بغداد وأقليم مسعود البرزاني! بالمدة الأخيرة وبشكل كبير، والعلاقة بين الطرفين أخذة بالتأزيم والتعقيد أكثر وأكثرمع تقادم الوقت، بسبب جملة من الأحداث و الأمور والمواقف التي حدثت بين الطرفين على مدى السنوات التي تلت سقوط النظام السابق ولحد الآن،
وهذا ليس بجديد على القادة الأكراد! فهذا ديدنهم منذ بداية القرن الماضي!!! فهم لم يرضوا على كل الحكومات التي مرت على العراق منذ تأسيسه عام 1921 من ملكية الى جمهورية وأستفزوها وناصبوها العداء والتمرد والحرب!!.
وأخير تلك الحوادث وليس آخرها! هو حادثة حرق العلم العراقي في أربيل قابله حرق علم الأقليم ووضع صورة مسعود البرزاني على الأرض لتداس بالأقدام من قبل المارة!! في أحدى محافظات العراق.
وقبلها كان حادثة هبوط طائرتين ألمانيتين في مطار بغداد قبل أكمال رحلتيهما الى الأقليم، أحداها تحمل أسلحة كاتمة للصوت! والأخرى محملة ب(5) مليون دولار وأكثر من مليون يورو!!
سبق كل ذلك موضوع تحرير سنجارمن سيطرة مجرمي (داعش) من قبل مقاتلي البيشمركة المثير للجدل والمحاط بالشكوك!! للسهولة والسرعة التي تمت بها عملية التحرير وخلال سبع ساعات فقط!؟ ليتم بعد ذلك رفع علم الأقليم عليها دون العلم العراقي! ثم حضور مسعود البرزاني الى سنجار ليعلن تحريرها! وتحويلها الى محافظة وضمها الى الأقليم!!!.
ولكن سرعان ما تبين المخفي في أمر تحرير سنجار!! حيث نقلت كل مواقع التواصل الأجتماعي وبعض الفضائيات صورا عن تواجد مرشح الرئاسة الأسرائيلية( برنارد هنري ليفي) عراب الربيع العربي الذي يلقب بشيطان الفوضى!، ضمن قطعات البيشمركة!! وهو ينظر(بالناظور) الى جهة داعش! وصورة أخرى وهو يتكلم مع أحد ضباط البشمركة!؟ ليشرف هذا الصهيوني على أنسحاب (داعش) من سنجار ودخول البيشمركة الى المدينة!!.
والمراد من كل ذلك هو أظهار (البيشمركة) بأنهم مقاتلين أشداء؟! وهم من حرروا سنجار بقتالهم ودمائهم وتضحياتهم!!، أن مثل هذه الكذبة والنكتة المضحكة، لم تنطلي على أكراد الأقليم البسطاء المظلومين!
فكيف ستنطلي على العالم الذي يعرف بأن (داعش) هي صناعة أمريكية أسرائيلية بأمتياز! وأنها تأتمربأمرة المخابرات الأسرائيلية (الموساد)، والعالم يعرف أيضا عمق العلاقة التي تربط بين أسرائيل والقادة الكرد والتي تعود الى عام 1961 !!
( راجع كتاب // هكذا سلكت دروب كردستان// للصحفي الأمريكي (جوناثان راندل) الذي رافق القضية الكردية منذ عام 1961 ولحين وفاة الملا مصطفى البرزاني عام 1979 في مستشفى (مايو كلنك) في أمريكا!!.)
وما تهريب نفط كركوك المحتلة!! من قبل الأكراد الى أسرائيل! وعبر الموانيء التركية الى ميناء عسقلان الأسرائيلي!! والذي تناقلت خبره كل فضائيات العالم بالصوت والصورة خير دليل على تلك العلاقة!.وهنا لابد من الأشارة أن هناك أتهامات وأدلة كثيرة على وجود علاقة بين (داعش) وتركيا، وأن الأخيرة هي المشتري لكل نفط (داعش)!!.
ولا بد هنا من الأشارة بأن هناك تحايل واضح من قبل أقليم مسعود! على حكومة بغداد الضعيفة في موضوع أستخراج النفط من كركوك وتصديره،حتى قبل أحتلالها من قبل بيشمركة مسعود بعد سقوط الموصل!!؟،وبالوقت الذي كانت تتراكم مليارات الدولارات في خزينة مسعود من وراء تصدير النفط خفية وبالتحايل!
كان يرفض أعطاء الرواتب لموظفي الأقليم، بحجة ان بغداد قد قللت حصة الأقليم من الميزانية!!؟، في محاولة لتحويل غضب الجماهير الثائرة والمتظاهرة في الأقليم على الحكومة المركزية في بغداد، التي طالما أعانت الأمرين من سياسة وألاعيب ومكر وخداع وغدر مسعود البرزاني!!.
أن موضوع تحرير سنجار من قبل (البيشمركة)!!، وبهذا الأخراج الأعلامي البائس والمكشوف، يعيد بنا بالذاكرة الى من وقف وراء تلك الخطة الشيطانية!! التي أدت الى سقوط الموصل في 10/6/2014 وأحتلالها من قبل (داعش) خلال سويعات!! و الذي لا زالت ألغازه وطلاسمه عصية على من يريد فتحها!!؟، والأكثر ريبة في الأمر؟؟ هو
السرعة التي أحتل بها الأكراد كركوك(قدس الأقداس ) كما يسمونها!!، وبقية المناطق الأخرى التي يطلق عليها بالدستور المناطق المتنازع عليها!! بحجة الخوف عليها وحمايتها من أحتلال (داعش) لها!!.
ثم خطاب مسعود البرزاني بعد ذلك مباشرة و الذي أعلن ضم كركوك والمناطق الاخرى التي تعرف بالمناطق المتنازع عليها مع حكومة بغداد؟! الى الأقليم وأعتبار ذلك تطبيقا للدستور!!! وأن صفحتها قد طويت تماما ولا مجال للحديث عن ذلك ثانية!!.
وما دمنا نتكلم عن علاقة (الموساد الأسرائيلي) بالأقليم!! من المفيد أن نذكر هنا( نفس المصدر السابق)،موضوع وفد نساء فلسطين الذي زار الملا مصطفى البرزاني في ستينات القرن الماضي بأعتبار أن الأكراد والفلسطينين أصحاب قضية قومية، حيث سئل الوفد في معرض حديثم مع الملا مصطفى البرزاني، عن صدقية علاقته مع أسرائيل؟!!،
فأجاب قائلا: (أنني كالشحاذ الأعمى الذي يقف أمام أحد الجوامع في السليمانية مادا يده لا يعرف من الذي يضع النقود فيها)، وهو أعتراف واضح عن صدقية علاقته بأسرائيل!!، أي أنه يريد مساعدة من أية دولة كانت!.
وأيضا نذكر هنا ومن (نفس المصدر السابق) انه و في ستينات القرن الماضي تم أبادة اللواء الرابع العراقي على سفوح جبل قنديل!! في معركة خاضها الجيش العراقي ضد البيشمركة، المعركة كانت قد خططها وأدارها ضباط أسرائيليون!!,
ولأن الجيش العراقي كان غالبية متطوعيه من الجنوب وأكثر الذين أستشهدوا في المعركة كانوا من محافظة العمارة ،فعلى أثر هذه المعركة رددت نساء الجنوب أهزوجة (طركاعة اللفت برزان بيس بأهل العمارة!!).
الغريب في أمر زعيم الأقليم مسعود البرزاني كثرة كلامه عن الوطنية و الديمقراطية وحرصه عليها وتمسكه بالدستور وبأنه يكره الظلم والديكتاتورية في الحكم!،
ولكنه في حقيقة الأمر متمسك بزعامة الأكراد و الأقليم وراثيا! منذ وفاة والده عام 1979ليحكمه بكل قوة وقسوة و ليس بدكتاتورية فقط ولكن بعشائرية مقيته! بعد أن نصب أبناءه وأقاربه وأهل عشيرته على كل الأجهزة الأمنية والمناصب الحساسة! وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني!.
أن هذا الحكم العشائري المقيت والمرفوض من قبل سكان الأقليم المغلوبين على أمرهم، دفع بمئات اللألاف من الشباب الكردي للهجرة الى الخارج، وهذه أحد المشاكل التي يعاني منها الأقليم، أضافة الى مشاكل تفشي الفساد بشكل مرعب في كل مفاصل دوائر ومؤوسسات الأقليم!.
نقول: لم يكن الأكراد أن يفعلوا مافعلوه مع حكومات بغداد لولا الدعم الأمريكي والأسرائيلي والغربي لهم، وما شجعهم أكثر على ذلك هوضعف حكومات بغداد التي قادة البلاد بعد السقوط والتي أنشغلت بنهب ثروات البلاد و بالصراعات السياسية وبالأقتتال الطائفي، وبالمصالح الحزبية والشخصية.
أن زعامة مسعود العشائرية للأقليم والمرفوضة ليس من قبل (نشيروان مصطفى) رئيس حزب التغيير وبقية الأحزاب في الأقليم حسب، ولكن من غالبية سكان الأقليم الذين طالموا تظاهروا على كل سياسة مسعود وزعامته الفاسدة للأقليم!.
أن سياسة مسعود البرزاني التوسعية المدعومة من قبل أمريكا وأسرائيل، بضم الكثير من المناطق بأعتبارها تقع ضمن حدود الأقليم!، والتي تدخل كلها للتهيأة لأعلان الدولة الكردية! حسب ما يفهم،
سوف لن يكتب لها النجاح!، بسبب رفض (تركيا وأيران) القاطع تماما! لمشروع أقامة تلك الدولة، مهما كانت المصالح والتفاهمات والضغوط!! الأمريكية والبريطانية والغربية والأسرائيلية، لوجود أكثر من( 40 ) مليون كردي موزعين في أيران وتركيا،والذي من المؤكد سيؤدي الى زعزعة الأستقرار في تلك الدولتين؟!
أخيرا نقول: نأسف على كل ماجرى ويجري بين الأقليم وحكومة بغداد والتي خسر بها الأكراد حب وتعاطف العراقيين معهم، بسبب سياسة مسعود التعسفية اللئيمة التي أدت الى شق الصف الكردي العربي وأحداث شرخ كبيرا فيه!
وكم كنى نتمنى أن ننشد سويا( ياعراق للأمام كرد وعرب فد حزام)!!، ولكن لعن الله الأحزاب السياسية التي قادة العراق من بعد سقوط النظام السابق وقادتها اللاوطنين الذين نهبوا البلاد وفرقوا العباد ومزقوا نسيجه الأجتماعي والديني و ضيعوا هذا الوطن الجميل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat