صفحة الكاتب : د . تارا ابراهيم

فرنسا...أعياد الميلاد ما بعد الهجمات
د . تارا ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في السنوات السابقة كانت هنالك بعض الاسباب التي منعت الفرنسيين من القيام بشراء مستلزمات اعياد الميلاد، ربما كانت هذه الاسباب غير واضحة او ليست حاضرة في اذهان الفرنسيين هذه السنة. ولكن الذي حدث أنه منذ بداية شهر كانون الاول بدأت الاستعدادات للإحتفال باعياد الميلاد من خلال تزيين الشوارع بالاضواء البراقة والنشرات الضوئية الملونة الجميلة وتم اخراج اوراق الهدايا من الدواليب وقائمة الهدايا اخذت تطول لدى البعض لدرجة الاحساس بالقلق والحيرة والتساؤل عن الهدية التي يجب ان  يختاروها  للاصدقاء والاحبة.
ولكن الشعورالعام لدى الفرنسيين بدأ يتأرجح ما بين الخوف من الذهاب الى الاماكن المزدحمة وعدم الاحساس بالراحة الى الشعور بالذنب كونهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بعد هجمات باريس الدامية والضحايا التي سقطت من جراءها، كما ان هذه الاحداث وقعت قبل نهاية الاسبوع الذي يبدأ الناس عادة بعيده بشراء حاجاتهم لاعياد الميلاد من كل عام .حينها شلت الحركة في الاسواق لان عامة الناس امتنعوا عن شراء الهدايا والمعنويات هبطت بسبب الوضع الامني المهدد لبلادهم.
ويبدو ان الفرنسيين يحاولون الآن تعويض ذلك الوقت الضائع من الشهر الماضي الذي لم يقوموا خلاله بالتسوق فيما تبقى من ايام              قبل حلول يوم العيد في الـ "25" من هذا الشهر، والذي زاد من طمأنتهم هوكثرة افراد قوات الشرطة والامن الذين انتشروا في العاصمة وخصوصا في المناطق المزدحمة واماكن التسوق. وهناك الكثيرمن التفتيشات كاجراء امني محكم، هذه الاجراءات تمنح الناس ثقة اكبر للخروج والتبضع، مع انهم لا يودون البقاء وقتا طويلا كالماضي بل يأتون لشراء احتياجاتهم ويعودون ادراجهم، وفي الوقت نفسه يقتني بعضهم هداياه عبر شبكة الانترنت...
  الفرنسيون لا يمكنهم ان يضحوا باعياد الميلاد ويحرموا اطفالهم من اجوائها البهيجة والهدايا التي يترقبونها بشغف منذ زمن بعيد. وحسب احصائية اجريت عن سلوك المستهلك، تقول: " انه عندما يشعر الناس بالخوف وخطر الموت وخصوصا في الحالات الشبيهة باحداث باريس، يقل تقديرهم لانفسهم ومعنوياتهم، لذا من اجل رفعها، يوجهون اهتمامهم الى التسوق والاستهلاك".
 الاستهلاك والشراء والتنزيلات هي من خصائص المجتمع في مثل هذه المناسبات وان إقتناء الهدايا في اعياد الميلاد قد يبدو تصرفا استهلاكيا مربحا للتجارفقط ، ولكنه في الحقيقة يحدد مدى قوة العلاقات الاجتماعية والاسرية الودية وتضامن الافراد مع بعضهم، وهو تصرف نابع عن الحب، هذا الحب الذي اصبح يأخذ بعدا معنويا واسعا وخصوصا في الظروف الحالية التي تعيشها فرنسا..
  ان اغلبية المواطنين ماضون قدما في حياتهم الطبيعية دون تغيير نمط تصرفاتهم الاستهلاكية في هذه الفترة من السنة، ولكن هنالك البعض الذين لا يجارون الآخرين بل يخافون من الركود وقلة الدخل والنمو الاقتصادي، اما بالنسة لزيادة التكاليف التي سوف تصرف في المجال الامني وحماية البلاد، فمعظم الفرنسيين يخشون ان تفرض الحكومة ضرائب جديدة عليهم لتمويل هذه التكاليف.
فالرئيس هولاند اعلن امام البرلمان توظيف "5000 "مواطن في مجال الحماية "2500" في العدالة و"1000" في مجال محاربة الارهاب، كونهم الآن مقبلين على اعياد الميلاد ويجب ان تكون الكنائس في مقدمة الاماكن التي يجب حمايتها من الارهاب وخصوصا في اوقات الصلاة وتقديم التهاني واحتفالات اعياد الميلاد.
وكل عام وانتم بالف خير
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . تارا ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/24



كتابة تعليق لموضوع : فرنسا...أعياد الميلاد ما بعد الهجمات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net