صفحة الكاتب : قصي شفيق

حياسزز الاعلاميون الجدد في القنوات العراقية
قصي شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اولاً: تردي واقع الخطاب الاعلامي اليوم (ادب سزز).

تبين ان المصطلح الشعبي الدارج (حيا سزز) يستخدم لدى العراقيون والأتراك وجزء من بلاد الشام اذ هم أكثر استخدام لمصطلح (سزز) المقولة من التركية، وتعني (عديم الاخلاق). وحيثما تضاف لها (أدب سزز) تعني بلا أدب، و(حيا سزز) تعني بلا خجل، وجرت العادة على أن يطلق على كل شيء المراد تقليل اهميته واحترامه على انه (سزز)

حتى اصبح يتعاطى الاعلام اليوم مع مفردات جاءت من الشارع لا تنتمي الى اللغة والخطاب السامي للأعلام الجديد بسبب الانفتاح اللا فكري والحرية المفرطة لوسائل الاعلام العراقية التي جاءت هي الاخرى بعبارات تخدش الذوق العام حتى راحت كلها تسمى بالمعنى الدارج (إذا لم تستح فصنع ما شئت) حتى تمدد واصبح خطاب ينتهك الاعراض والعادات والتقاليد من سب وقذف بأشكل عديدة.

فاليوم يشهد الاعلام الجديد في العراق سلوكيات ومعتقدات خاطئة تكاثرت في الآونة الاخيرة حتى اصبحت تهدد المنظومة المجتمعية اليوم بفعل تراكمات لمصطلحات تخدش الذوق والمحيط ولعل الاسباب كثيرة هناك قنوات مرئية عملت على مفهوم اسقاط الذوق فضلا عن كون ملاك الوسائل هم من الطبقة السياسية التي جاءت بعد عام 2003 ومن المتعارف البعض منهم اتى بيئة الشارع بلا هوية ولا معنى بفضل امريكيا والمحاصصة السياسية ورجال الاعمال حتى اصبح الاعلام حكراً بيد هؤلاء فلهم الحق بتقديم كل شيء بذريعة (حرية الراي والتعبير) وهذه شماعة لتقديم المسيء للجمهور.

 فالإطاحة بالذوق العام وبالأبعاد القيمية الرصينة للمجتمع هو الهدف المشترك بينهم حتى يتسنى (حياسزز) بتصدر المشهد كونه يطلق العبارات بجرائه وصلافة وتبجح, فقد يتعاطى (الأعلاميوسزز) اليوم حوارات وافعال وخطابات ذات بعد لا اخلاقي, وبالنظر لأهمية الموضوع كونه يشكل تهدد حقيقي للذائقة الجمالية للمجتمع قد اجد جملة من الاسباب التي دفعت (الاعلاميوسزز) بالانتشار الواسع ومنها على الشكل الاتي:

 

1. قلة الوعي والمعرفة والاطلاع على مفهوم مهنية الاعلام الرصين.

2. اخذ (الاعلاميوسزز) صفة الشكل والالفاظ المسيئة بدل الجوهر من ايصال معنى الرسالة الاعلامية.

3. انتخاب مهرجين بطابع هزلي تحريضي لضرب المجتمع بأفكار تخل بالشخصية والعقل.

4. تراجع الدور الرقابي للمرصد الصحفي للحريات وفي ظل نوم نقابة الصحفيين العراقيين.

5. يسعى (الاعلاميوسزز) لهدم القيم النبيلة والاخلاقية لتاريخ الصحافة العراقية واستبدلها بقيم مسيئة ومخله بشرف المهنة الصحفية.

6. ان بعض العاملون في المجال الاعلامي لا يمتلكون شهادة او تخصص ما للعمل بالصحافة.

7. يعمل هذا الاعلام على تهميش الفكر المجتمعي وجعله بلا هدف ومعنى باستخدام مفردات ذات طابع (سب وقذف وشتم وانتهاك الاعراض).

8. حرية الراي والتعبير راحت اليوم بلا اخلاق ولا حضارة مما فتح المجال لحياسزز تقديم اطروحاته اللاأخلاقية عبر وسائل الاعلام.

9. غياب الرقابة من قبل المختصين والمهتمين والنقاد بالشأن الاعلامي بمحاسبة كل من يخرج عن شرف المهنة الصحفية.

 

ثانياً: الصدفة والاعلام

لعل ما نشهده اليوم من اشكال غريبة عبر الشاشات جاء بوسط اعلامي غريب يتعامل بمنطلق الصدفة والسذاجة لطرح الآراء والافكار كون هناك مجموعة من القنوات العراقية تمول من اطراف مجهولة للراي العام حتى اصبحنا اليوم لا نعرف من وراءها ولماذا ساد الخطاب اللاعقلاني في الاعلام.

فقد قُدم عدم الخجل والاحترام بطبق جديد غلافه اللامعنى فراح (ادب سزز) هو الاول بين صفوف الاخرين فنتشار رجال الصدفة الدخلاء على العمل الرصين هو سبب انتشار الفوضى والعبارات التي تأثر بها المجتمع تأثرا مشابه لما نشهد اليوم من صراعات سياسية فالألفاظ لم تنتخب من قبل لا بل فتح المجال لاستخدام اي ملفوظ المهم يثير اللغط والجدل بينهم فالإساءة لم تتوقف عند حد بل شكلت تهدد حقيقي للذوق الذي راح بسبب دجل وخرافات واكاذيب هؤلاء, ولان المجتمع العراقي تأسس على الاحترام والتقبل وتربى على منظومة قيمية تعود الى مبادئ الاسلام والديانات الاخرى فكنا دائما نسمع العبارة الشهيرة (عيب او حرام) او ( كن مؤدب) اذ لم يتقبل العيب رفضه في بداية الامر لكن سرعان من انتشرت هذه الوسائل والوجوه ذات حيا سزز في الاواسط وانشار الشبكة المعلوماتية وكثرة المصطلحات والمدخلات الخارجية تهمش الصف قليل ففتحت الفرصة (للاعلاميوسزز) ان يقدموا الخراب الفكري واللفظي للمجتمع العراقي حتى اصبح اليوم العيب هو الصواب والادب هو الغلط بتعبيرهم الساذج للقيم وتغيرها. عبر شاشات ملأت بإرهاصات غريبة.

 

ثالثا: مصادر (الاعلاميوسزز).

من المؤكد ان مصادر الاعلام الحديث تنوعت وتعدد حسب الاشتغال والتقديم وبحسب كل قالب مرئي فقد تعاطى الصحفي الجيد بخبرته من مصادر عددية ومنها ( الكتب, الوثائق, المصادر الحية, الرسائل والاطاريح الجامعية, المؤسسات الرسمية. الافلام, الارشيف, وكالات الاباء, انترنيت...الخ) كل هذه المصادر فتحت المجال للأبداع المهني الناجح بالصدق والثبات بتقديم الاخبار والموضوعات فالصورة تحتاج الى معادل موضوعي فالنجاح يقدم الصحفي للمجتمع باطار مميز كونه المحامي والناقل لما يحدث في المجتمع فيعالج ويشخص ويحلل. اذ يمتلك القدرة على التغبير والاحترام وحسن الادب ليحقق العدالة والتنشئة الاجتماعية والتثقيف والتعليم عبر ادواته.

لذلك لو وضعنا جدلاً ما يقوم به (الاعلاميوسزز) اليوم مقارنةً بما ذكر للصحفي الجيد لوجدنا ليس هناك مقارنة بينهم اطلاقاً باشتغال المهنة والحفاظ على سلامتها. ولان الاعلام هو العين الجميلة للمشاهد الذي يسعى ان يرى كل ما هو جديد وممتع ومقنع واكتشافه افاق جديدة فبتأكيد تكون فاعلية الاعلام حققت الاتصال والمسافة الجمالية بين المرسل والمستقبل. 

لذا قد اصبح الاعلام اليوم يشكل تهديد حقيقي لممارسات لفظية تستخدم لهدم البيئة المجتمعية اليوم فمصادر هؤلاء لا تستند الا على الباطل والشارع والتاريخ الاسود والملفوظات التي تهمش الانسان وتخدش الحياة فمصادرهم جاءت من بيئتهم ومن سلوكياتهم اللاأخلاقية روجوها عبر برامجهم.  

فهي اساءة لتاريخ العمل الصحفي في العراق واساءة للصحفيين الناشطين اليوم في المشهد العراقي, للتأكيد ما قيل علينا دائما نطرح التساؤلات الاتية:

من وراء هؤلاء ولماذا التعامل بلا اخلاق؟ من وراء استخدام المجتمع مصطلحات غريبة ودخيلة؟ ما فائدة تقديم الملفوظ السيء والتأكيد على انتشاره؟ كيف نحافظ على المجتمع من (الاعلاميوسزز)؟ لرفض المجتمع شخوص غرضهم تقديم (سزز).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قصي شفيق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/27



كتابة تعليق لموضوع : حياسزز الاعلاميون الجدد في القنوات العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net