سياسيونا بين الطبع والتطبع!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الأمثال الدارجة التي طالما سمعنا بها هو المثل الذي يقول (من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم أو مثلهم)، ومعنى المثل واضح ولا يحتاج الى الشرح والتوضيح.
لقد عاش غالبية سياسيينا وقادة الأحزاب السياسية والذين يقودون البلاد منذ الأحتلال الأمريكي للعراق وسقوط النظام السابق عام 2003 ولحد الآن عاشوا خارج العراق في بلدان العالم ،
في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول الأسكندنافية وباقي دول الغرب بسبب معارضتهم للنظام السابق وقضوا فترة طويلة لأكثر من عشر وعشرين سنه في تلك البلدان، وحصلوا على جنسيتها التي لا زالوا يحتفظون ويتمسكون بها!!،
ومن الطبيعي والبديهي وهكذا يقول منطق العقل والحياة بأنهم لاشك تعلموا الكثير الكثير من تلك القيم الأنسانية العليا التي يؤمن بها الغرب والتي تعد أساسا لقيام وبناء وتطور وتقدم تلك الدول
مثل الصدق في التعامل مع النفس ومع الأخرين والأخلاص في العمل والنزاهة وسماع الرأي الآخر والتسامح والعفو والدعوة الى السلام والمحبة ومهابة وقدسية وأحترام القضاء، وكذلك أحترام كل القوانين والأنظمة حتى وأن كانت بسيطة مثل أنظمة عبور الشارع أو الوقوف بالطابور(السرة)!،
أضافة الى حبهم هناك للذوق العام والترتيب وكل ما يمت لجمالية الحياة وتنظيمها ورقيها وتحضرها، والأهم في كل ذلك هو ضرورة تعلمهم للثقافة الديمقراطية، وكيف يحترمها ويهابها السياسييون هناك قولا وفعلا!،
وكيف يذهب الخاسر ليقدم التهنئة الى الفائز بالأنتخابات متمنيا له الموفقية والنجاح في مشواره السياسي من أجل أكمال مسيرة بناء الوطن، بعيدا عن أية تقاطعات فالمهم لديهم هو الوطن والمواطن الذي تنتهي عنده كل الخلافات والتقاطعات!، كما لا توجد في قواميسهم السياسية عبارة ( أخذناها وبعد منطيها!!) كما قالها أحد سياسيينا في أحد المواقف السياسية بلا أدنى درجة من العيب!.
أعود للقول بأنه لابد من أن تلك القيم الأنسانية العليا قد تركت آثارها الأيجابية على سياسيينا وتعلموا منها الكثير وتمنوا أن يطبقوها في عراقهم أن سنحت لديهم الفرصة والظروف لحكم العراق وهذا ما كنا نسمعه منهم أيام سنوات معارضتهم! لاسيما وأنهم سياسييون وقادة كبار يحملون ويؤمنون بأفكار وطنية وتقدمية وأسلامية.
بعد سقوط النظام السابق على يد الأمريكان، فرحنا كثيرا ونحن نرى ونسمع بأن معارضي النظام السابق عادوا من غربتهم ليحكموا العراق وقد زرعنا بهم كل الأمال وتوسمنا بهم كل الخير والعطاء من أجل أعادة بناء الوطن والمواطن على السواء بأعتبارهم كانوا في مجتمعات الغرب وتعلموا الكثير الكثير من القيم والمباديء الأنسانية هناك وليس السياسية فقط، ووجدوا كيف أن تلك المجتمعات الغربية تقدس الأنسان لأنه يمثل فيها رأس المال الحقيقي الأكبر والأثمن وهو الكنز الأغلى فيها!.
ولكن يبدو أن حظنا العاثر قد أعمى بصيرتهم وقلوبهم، فقد عاد سياسيينا من حيث خرجوا، وكم كانت صدمتنا كبيرة بهم عندما أكتشفنا بأن أحلامنا بعطائهم ووطنيتهم ووعودهم لنا كلها كانت قبضة هواء! عندما لن نلمس منهم من بعد أستلامهم لمقاليد الحكم ومنذ (13) عام ولحد الآن
غير العناد والصراع والأحقاد السياسية والشخصية وحب الجاه والمال والسلطة والأمتيازات والتفرد بالرأي وأعتبار الرأي الآخر هو على خطأ دائما ولا بد من التخلص منه والقضاء عليه! حتى لو كان ذلك على حساب الوطن!،
فضاعت بهم كل أحلامنا وبدل من أن ينقذوا العراق مما كان فيه،أوصلوا العراق قاب قوسين أو ادنى من الضياع والتمزق. وصدق المؤرخ العربي الكبير بن خلدون عندما قال( آفة العرب الرئاسة)!. أخيرا نقول: نأسف كثيرا فقد غلب طبع سياسيينا تطبعهم! وحسبنا الله في طبعهم ونفوسهم والى أين ستصل بنا؟!.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat