عمار الحكيم وزعامة التحالف الوطني.. هكذا تقرأ!
علي فضل الله الزبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي فضل الله الزبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النظام البرلماني في العراق، تحول من أمل ومطلب، إلى نقمة وسخط على العراقيين، حتى أصبح الشارع العراقي، يتذمر منه جزعا"؟ بل ذهبوا لأبعد من ذلك، حينما أخذت الأصوات بالتعالي، لتطالب بعودة النظام الرئاسي، متناسين حكم صدام المجرم ودكتاتوريته؟ الذي أذاق العراق وشعبه أمر الويلات، من قتل وتشريد، ونفي وتهجير وإبادات جماعية، طائفية وعرقية، ولكن اللافت للنظر هنا، وكل ذلك جراء خيبة الأمل، التي تعرض لها العراقيين، ما بعد عام 2003، كانت كافية، لتناسي ظلم صدام وحكمه الجائر، بيد إن الخلل ليس بالنظام البرلماني، بل بمن يدير النظام.
فالدستور العراقي، وتحديدا" المادة 59، التي تبين إن النصاب يتحقق، في جلسات مجلس النواب، بالأغلبية المطلقة، أي من خلال حضور 165 نائب، أما التصويت على القرارات، وبصورة عامة يحتاج للأغلبية البسيطة، نعم 83 نائب، إلا بإستثناء بعض القرارات، وهنا حقيقة مرة أهملها التحالف الوطني، فكونه يشكل الأغلبية البرلمانية المطلقة تقريبا"، لم تستثمر بصورة صحيحة، مما يدل على عدم وجود تحالف وطني، بل كان تحالفا" صوريا"، فلو كان حقيقة واقعية، لأستطاع تمرير عموم القوانين المهمة.
ذلك يعني إن هنالك، حالة من التشضي والإنقسام، تغلب على مكونات التحالف الوطني، لذا فهو يعاني الوهن والضعف، وتشتت قراره السياسي، وليس الأن، بل منذ فترة ليست بالقريبة، مذ فكر المتحالفون، أن يخوضوا الإنتخابات البرلمانية، بقوائم منفردة، عندها أصبح مطلب، غالبية مكونات التحالف الوطني، هو التمكن من السلطة، والتفرد بها دون الغير، ليخالفون بذلك، وصية السيد عبد العزيز الحكيم(طاب ثراه)، الذي كان بمثابة الأب الروحي، لهذا التحالف، والمنشئ له، حيث بذل قصارى جهده، من أجل جمع المكونات السياسية الشيعية، تحت مظلة واحدة.
بهذه الوضعية العصيبة، التي وصل فيها التحالف، إلى حد الإحتظار، بل أعتاب الموت السريري، عاد عمار الحكيم ليتسنم، زعامة المكون السياسي الشيعي، ولكن ليس كما صاغه والده، عزيز العراق، جسد برأس واحد، بل أشلاء متناثرة، على الزعيم الجديد، وهو السيد عمار الحكيم، أن يعمل على جمع تلك الأشلاء السياسية، وكما فعلها أبوه من قبل، وهنا قد تثار بعض التساؤلات! لماذا قبل الحكيم الإبن، بهذه المهمة القديمة الجديدة؟ وهي مهمة تشبه من حيث المسؤلية، إدارة دفة مركب متهار، في بحر لجي متلاطم الأمواج.
الظاهر إن السيد الحكيم وفريقه الحكيمي، فككوا مشكلة التحالف الوطني، وأستفاضوا بدراسة وضعيته، والذي توصولوا إليه، إن أمل شفاء التحالف وتعافيه سياسيا"، صعب وليس باليسير، ولكنه ليس بالأمر المستحيل، إنما يحتاج لقائد يمتلك الشجاعة والإصرار، وفكر يحتمل صعوبة التحدي، مع وجوب تعاون حقيقي، من قبل كل الأطراف السياسية، المشتركة بالتحالف الوطني، فاذا ما توفرت هذه العوامل مجتمعة، سوف نشهد حالة من التعافي، وعودة التحالف لريادة المشهد السياسي العراقي، والوصول بالبلد لبر الأمان.
إن مكونات التحالف الوطني، عليها أن تنتبه لشئ مهم، إن التفكير في إفشال مهمة زعامة الحكيم، سوف تنعكس سلبا" على كل التحالف الوطني، دون أن تقلل من شأن الحكيم، كونه إعتلى زعامة التحالف، في فترة حرجة، سادها الإنقسام والتشرذم، حتى وصل الحال داخل التحالف، إلى غياب الرؤية السياسية الموحدة، وتلاشي القرار السياسي، الذي يعطي إنطباع، عن عدم وجود تحالف حقيقي، لذا فأن القبول بالزعامة، كان خاضعا" لحكمة المجلس الأعلى وقائده، وهو يمتلك من الأدوات، ما تمكنه من النجاح، في هذا التحدي الكبير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat