صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

لماذا يدعمون داعش بهذه الطريقة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الوثائق التي كشف عنها مؤسس موقع ويكليكس وليام أسانج والتي تشير الى الدعم السعودي القطري لتنظيم داعش الإرهابي لم تأت بجديد على الأقل بالنسبة للعراقيين الذين إكتووا بنار الإرهاب القاعدي منذ عام 2003 عندما سرب تصريح لأمير سعودي عبر المخابرات البريطانية يتوعد فيه الشيعة من سنين سوداء ورعب وهو ماتحقق بالفعل حيث تم تفجير عشرات آلاف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة في كل مكان في العراق، وكان أغلب الذين يقومون بتلك العمليات مواطنون سعوديون يحملون جوازات سفر سعودية لاتجد الرياض صعوبة في إعلان البراءة منهم فهم مسخرون في النهاية لتنفيذ أجندات ومن يسهل عليه تفجير نفسه لايتردد في تقبل البراءة منه من الذين بعثوا به ليقوم بتلك المهمة البشعة.
 
وليام أسانج كشف عن إتصالات سرية بين كلنتون وجهات ما تتحدث في مراسلات من بينها عن نوع الدعم الذي يقدمه القطريون والسعوديون لتنظيم داعش الإرهابي ليقوم بعملياته في مختلف أنحاء العالم، وتصف الممولين بالأمراء المارقين المنتفعين من أموال النفط، وترى أن الأموال القطرية السعودية منتشرة في كل مكان من العالم، في ذات الوقت تذهب أموال طائلة الى مؤسسة هيلاري كلنتون قادمة من السعودية وقطر، مع توقيع صفقات لبيع الأسلحة بكميات هائلة وفي أكبرها بلغت قيمتها 80 مليار دولار أمريكي.
 
بعد سقوط نظام صدام حسين كان التسابق على أشده بين إيران والسعودية بالمستوى الأول للسيطرة على العراق، وكانت دول كتركيا وقطر تأتي بالمرتبة الثانية ومن بينها سوريا التي ساعدت في توريد الإرهابيين وتدريبهم قبل إرسالهم من مدن سورية الى العراق ليقوموا بالفظائع، وكانت الخشية السعودية تركز على الوجود الشيعي المتنام والسيطرة شبه الكاملة على السلطة والثروات وإتساع دائرة النفوذ الإيراني الذي كانت مقومات وجوده كبيرة بفعل عدد السكان الشيعة المتزايد، وتمكنهم من إحكام السيطرة على مؤسسات الحكم، ووجود المراقد الشيعية التي وفرت زخما إعلاميا وثقافيا غير محدود، بينما كان الإعتماد على السنة غير مضمون النتائج بفعل الصدمة التي أحدثها سقوط نظام صدام، ولم يكن السنة منظمين كفاية للرد وتشكيل جماعات مسلحة، ولهذا كان الدفع بالجهاديين العرب ضروريا لكن الإيرانيين لم يكونوا غافلين عن تلك الخطة، وساعدوا بتشكيل فصائل شيعية قوية على غرار حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن، وتمكنت هذه الفصائل من مواجهة المجموعات السنية المتمردة والإشتباك مع الجهاديين في مناسبات عديدة، بينما كان شعار مقاومة المحتل الأمريكية عائما ويمكن إستخدامه بسهولة.
 
السيطرة الإيرانية التي يراها السعوديون تتحقق، بينما يفقدون وجودهم بسبب غياب الرؤية الواضحة وعدم القدرة على مجاراة الدهاء الإيراني جعلتهم يضحون بالوجود السني في العراق بعد أن دفعت المخابرات السعودية بالجهاديين ليسيطروا على المدن السنية ويحولونها الى مناطق للعبث والتخريب والتدمير مع فقدان تدريجي للسيطرة على تلك المجموعات التي عبثت بالسنة ولم تحقق هدف وقف النفوذ الإيراني وصعود الشيعة المستمر، بل تحول الأمر فيما بعد الى سبب مباشر لتوحيد الشيعة، ودخول إيران على الخط بشعار مواجهة الإرهاب، مع إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن غائبة عن المشهد ولكنها ظهرت كمن يبعثر أوراقه في الهواء ويفقد السيطرة تدريجيا، وصار الأمريكيون يدعمون هذا ويواجهون ذاك، ثم يغيرون المسار لصالح العدو ضد الصديق، ثم يعودون عن دعمهم وهم يتخبطون الى أن دخل الروس وإشتبكت الدول على الأرض العراقية وفي سوريا واليمن ومناطق أخرى من الشرق الأوسط.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/05



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يدعمون داعش بهذه الطريقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net