صفحة الكاتب : منشد الاسدي

ديج ابوحسون , في وزارة الصحة
منشد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لطالما كان ابو حسون يتذمر من حالات التنبيه المتكرر والانذار المتواصل التي كان يتلقاها من مدير الدائرة التي يعمل فيها , وعزاء ابو حسون دائما هو ان المدير كان على حق ! فمن ذا الذي يرتضي حضور موظف لدائرته بعد ساعتين من بدء الدوام الرسمي ! وهي المعضلة التي كان يعاني منها أبو حسون ولازال .
أكثر من عشرة ساعات جدارية ومنضدية لم تكن كافية بأنهاء المشكلة لان اغلب الموجود منها في الاسواق هو ( صيني ) الامر الذي كان يشفع دائما له عند المدير العام الذي يعرف هو بدوره ان ابو حسون صادق عندما يتكلم عن يعزي السبب لثقل النوم الذي يعاني منه الرجل والساعات الاليه التي لاتعمل .
حاول ابو حسون ان يجد حلا للمشكلة قبل ان يجد نفسه في الشارع بلا عمل , ووجد الجواب الشافي عند زوجته أم حسون عندما نصحته ان يشتري ( ديكا ) شديد الصياح قوي البنيه لانها كانت تعرف بالفطرة ان الديكة مخلصة جدا في الاستيقاظ مبكرا والعمل ( بنيه صادقه ) لانها لاتخضع لمقاييس الاله ولاترضخ لضغوط الانسان , وبالفعل توجه ابو حسون الى سوق الدجاج واقتنى ديكا قال بائعه انه يضمنه لسنوات ! وانه ديك ( كول وفعل ) ! أحضر ابو حسون ذلك الديك وبدء بأطعامه بيده وهو يحثه على ان ( يصيح ) عند الساعة الخامسة فجرا لان الله خلقه لهذه المهمة , وذهب الرجل للنوم مطمئنا هادئا مرتاح البال .
وعند الصباح تفاجأ الرجل بزوجته هي التي توقظه وقد مضى على وقت الدوام الرسمي اكثر من ساعتين تماما كبقية الايام , فتوجه مباشرة الى سطح الدار وكاد يصعق عندما شاهد ( الديك ) يغط في نوم عميق ! فحمد الله وتنهد وتحسر ثم توجه الى دائرته اخذا بالحسبان ماسيلاقيه من السيد المدير . تكررت هذه الحالة للايام الثلاث التي تلت شراء الديك , عندها لم يجد ابو حسون بدا من ان يدعوا زوجتة الى أجتماع طارىء كان من حسن حظ الديك المسكين ان يستمع لمقرراته من نافذة صغيرة , توعد ابو حسون امام زوجته ذلك الديك واعطاه مهلة يومين ان لم يقم بواجبه الذي خلق من أجله ( الصياح ) فأنه سيذبحه ويجعل طعامه وليمة للعائلة ! سمع الديك هذا الكلام وفهم التهديد جيدا , وفي صبيحة اليوم التالي تفاجأ  كل من في البيت بصراخ الديك عند الساعة الخامسة فجرا بالتحديد وهو اخذ بالصياح بل وبالتنطيط على الجدران بشكل هستيري يثير الاستغراب ! الى حد كان من الصعب اسكاته تماما , عندها  طبعا استيقظ ابو حسون مثلما استيقظ الجميع وتوجه الى عملة ليصل لدائرته قبل كل الموظفين الذين أستغرب بعضهم الامر ! وتكررت حالة الديك في اليوم الثاني والثالث الى درجة شكى فيها جيران ابو حسون من ان ديكه اقظ مضاجهم واقلق نومهم ويجب عليه وضع حد له ! 
تخايل لي هذا الديك وهو ينطط على ادراج ودواليب الوزارة التي كنت أجلس في احدى قاعاتها في الطابق الثاني حيث دعيت قبل عشرة ايام من نهاية مهلة ( المئة يوم ) المشهورة التي حددها المالكي لمؤسسات الدولة العراقية الجديدة من اجل النهوض والبناء .
فالمسؤول الكبير في وزارة الصحة كان يتحدث بثقة بالغة جدا عن منجزات وزارته خلال الايام القادمة – وليست السابقة – وللتأكيد كان لابد لي من انفرد بهذا المسؤول كي يكون لي تحقيق السبق في الاعلان عن هذه المنجزات , فبين هذا المسؤول ان العشرات من اجهزت المفراس الحلزوني والرنين ستنتشر في اغلب المؤسسات الصحية داخل المناطق الريفية على وجه التحديد ! وهنالك ايضا مشروع ( طبيب الهاتف ) اذ لن يكون المواطن مضطرا بعد ذلك للتوجه الى عيادة الطبيب , بل يكفيه فقط ان يتصل ليجد الطبيب عنده ! فضلا عن ذلك لن يشكو المواطن العراقي بعد اليوم من ندره الادويه المسرطنه وغيرها التي ستكون عصية على مذاخر القطاع الخاص بل ستتوفر في صيدليات المستشفيات الحكومية بكل سهولة ويسر . عشرات المنجزات تحدث عنها السيد المسؤول في وزارة الصحة وسط حركة هرج ومرج تجتاح الوزارة قبل نهاية المئة يوم الثقيلة جدا جدا , ولكي أكون دقيقا في وصفي وكتابتي فقد حاولت استغلال علاج ( أبنتي ) في احدى اعرق المستشفيات الحكومية الخاصة بالعيون في بغداد لاعرف الحقيقة بعد عشرين يوما من نهاية المئة يوم , لقد كانت الوصفة المخصصة للطفلة هي – قطرة عين – ما ان كتبتها لي الكتورة وقبل ان تسلمها بيدي قالت , لن تجدها هنا بل في صيدلية أهلية تقع عند الجدار الايمن للمستشفى ! بالفعل توجهت الى هناك لكني انتبهت الى ان طفلتي اخذت بالصراخ والفزع ! لانها شاهدت على يمينها – ديكا – ميتا وقد تعفن جسده وعلت رائحته , حملتها على كتفي وانا اقول , لاتخافي حبيبتي فهذا بالتأكيد ديك أبو حسون !!! 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منشد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/16



كتابة تعليق لموضوع : ديج ابوحسون , في وزارة الصحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net