الإعلام بين التحالف والتسوية
سلام محمد جعاز العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلام محمد جعاز العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال العالم البريطاني تشارلز كاليب:" أصحاب العقول العظيمة, يجب أن تكون مستعدة دائماً, ليس لاغتنام الفرص فحسب, ولكن لصنعها.
إنَّ ما حدث من تَحولٍ نحو النجاح الحقيقي, بالعملية السياسية العراقية, لجديرٌ بأن تُرفعَ له القبعات, بعد حقبة الفشل الذريع, والارباك وخلق الأزمات.
التحالف الوطني ومنذ تكوينه, كأكبر كتلة برلمانية, فهمها بعض الساسة, أنها لتسنم السلطة, وحصد أكبر قدر من المغانم, مما أوقع البلد, في مآزق سياسية, كادت أن تُسقط العملية السياسية برمتها, لما تخللهُ هذا التفكير, من مخالفات دستورية وقَفزٍ, على كل ما يمكن إقراره خلافاً للقانون, وأحياناً لا يمت للسياسة النظيفة من صلة, حيث التهجم وتشويه المشاريع, قبل أن تُناقش لمعرفة مكامن الإيجابيات, سعياً للتغطية على الفشل, ممن لا يمتلك مشروعاً واضحاً, أو حلولاً ناجعةً للانطلاق نحو التقدم.
سؤالٌ تكرَّرَ كثيراً, منذ بدء عملية تحرير الموصل, ألا وهو" ماذا بعد التحرير؟", سؤالٌ ينم عن عدم التخطيط المستقبلي, بإيحاء مُبَطَّن من قبل الإعلام المأجور, أن العراق يسير نحو التقسيم, أو الحرب الأهلية, وفي أغلب تلك الإيحاءات, يرسم مروجوها فكرة ترسيخ الطائفية, والتباكي على حقوق سُلبت مُنذُ أكثر من عامين, وأعراض اغتصبت, لم يرف لها جفن أولئك الإعلاميين, الذين يتباكون على مستقبل العراق, بعد تحرير ما اغتصب من أرضه, إلا أنَّ ذلك الخوف المفتعل, لم يغب يوماً عن بناة الأمة.
بما أن كتلة التحالف الوطني, هي أكبر كتلة برلمانية, يقع على عاتقها تصحيح المسار, ولا يمكن أن يأتي الحل الكامل, إن لم متكاملاً من جميع النواحي, البدء أولاً بمأسستها, وجعلها كتلة فاعلة, من حيث اتخاذ القرارات والقوانين, والتقدم بإقرار القوانين, التي تُرجِع ثقة المواطن العراقي, سعياً منها لمأسسة مفاصل الدولة, وقد تم ذلك أولاً, عن طريق اختيار زعيم, له رأي محترم, من قِبَلِ مكونات التحالف الوطني, مع مقبولية من القوائم الأخرى.
عملٌ دؤوب للزعامة الجديدة, جمع فيها ما تم تشتيته, وجعله مؤسسة رسمية, لها ثقلٌ سياسي وقيمة برلمانية متمكنة, وتقبل كل التحديات الآنية والمستقبلية, فصدر قانون الحشد الشعبي, الذي أرعب الأعداء, من الدواعش وسياسيهم, المندسين في العملية السياسية, وما طرح مشروع التسوية الوطنية, إلا مسمارٌ آخر في نعش الطائفية المقيتة, لتوحيد الجبهة ضد الإرهاب الداخلي.
وكالعادة فإنَّ الإعلام الضال, تجاهل ما يقوم به الوطنيون المخلصون, وأخذ بمحالة يائسة, تشويه كل ما يخدم العراق ووحدته, أملاً منه في بقاء حالة الإرباك, والاصطياد في الماء العكر, ومثله مثل بعض الطحالب, التي تتغذى على النجاسة, غير مكترث, بما يحمله من أفكارٍ مريضة.
وكما قال أحد العلماء:" أن يتخلص المرء من خطأ ما, يوازي في إفادته, أن يُثبت حقيقة جديدة, بل قد يكون أفضل", فهل يفهم إعلاميو السوء, معنى التخلص من أجل الإفادة؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat