صفحة الكاتب : علي العزاوي

الرئيس (الطالباني) بين ناريين
علي العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تبنى فخامة السيد رئيس جمهورية العراق الأستاذ (جلال الطالباني) مشروع تقريب وجهات النظر وحل الخلافات والنزاعات بين الكتل السياسية العراقية من اجل تدارك ما بقى من هيبة واحترام القادة السياسيين بنظر شعبهم ومن صوت لانتخابهم،و لطالما تحدث السياسيون بان منصب رئيس الجمهورية في نظامنا الحاكم هو منصب شرفي ورمزي ولم أكن مقتنعا بهذا الحديث أبدا،فبحكم تجربتنا البسيطة عرفنا أن الأشخاص هم من يصنعون المناصب ويملئونها لا المناصب هي من تملئهم،وحسب التاريخ النضالي للسيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطالباني،فانه مشرف بجميع الموازين وخاصتا في المواقف الحاسمة والتي تحتاج إلى قرار شجاع ومفصلي.ولكن اليوم الموقف مختلف مع هذا الرجل، ولاسيما من خلال مواقفه المحرجة والصعبة والتي لا تصب إلى نتائج مرضية لمحبيه والذين يعتبرونه رمزا وطنيا..
فالإنسان وبالخصوص لو شغل منصبا قياديا لا بل وحتى الغير قيادي عليه أن يعطي لذلك المنصب حقه واستحقاقه، وان لا يتجاوز على صلاحيات غيره ومع الأسف هذا ما أكثره اليوم في الحكومة الحالية،و لا يسمح كذلك أن يتجاوز الآخرين على صلاحياته،وان يكون أهلا للثقة التي أودعت عنده ولا يخيب أمل من أحسن الظن به،وطبعا ان فخامة السيد رئيس جمهورية العراق رجل حريص جدا على الحفاظ على المكتسبات السياسية ،ويعمل جاهد على صيانة المسار الدستوري عن الانحراف ،و لا يسمح بان يجر العراق الى منزلق خطير وتنسف العملية السياسية من أصولها ويعود العراق الى المربع الأول..
فتحرك على ضوء ذلك بكل همه وعزيمة لرئب الصدع ومعالجة الأزمة التي عصفت بالأطراف السياسية المتصارعة على السلطة،وهو يحاول تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين عساه بذلك ان يتدارك ما يخاف ان يقع..
ولكن هل استجابة القوى السياسية لرغبات السيد رئيس الجمهورية، وكيف قيمت جهوده الكبيرة...؟  بصراحة فان جهود فخامة الرئيس لم تحقق أهدافها المنشودة ولم تستطع من احتواء الأزمة،وتفتيتها بل ربما اتسعت، والسيد رئيس الجمهورية اليوم هو بين ناريين أما ان ينسحب من وساطته ويعلن فشل التوصل لحلول مرضية لجميع الأطراف ويتركهم أما الأمر الواقع..!   أو يتبنى استمراره في مهمته الميئوس منها ولعله بعد ذلك ينسحب بشكل تدريجي، ولكني أتسائل بعد ذلك هل ستؤثر تلك المواقف على نظرت السيد رئيس الجمهورية للكتل السياسية ومدى استجابتها لرغباته النبيلة، ولربما فأنها ستلغي أية وساطة مستقبلية يتبناها القادة الكرد لحلحلة أية خلافات أو اختلافات في وجهات النظر،المهم من ذلك ان فشل فخامة السيد رئيس الجمهورية من أصلاح الموقف فان تداعيات القضية لن تكن سهلة و ستبقى مؤلمة في قلب ونظرة السيد الرئيس.. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/24



كتابة تعليق لموضوع : الرئيس (الطالباني) بين ناريين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net