حملة مكافحة الفساد التي وعدت بها الحكومة من اين تبدا؟
سلمان داود الحافظي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظاهرة الفساد الاداري والمالي التي كثر الحديث عنها هذه الايام لم تكن وليدة اليوم وانما لها جذور ممتدة لعقود من الزمن وبرزت بشكل واضح بعد نشوب الحرب العراقية الايرانية في نهاية عام 1980 من القرن الماضي,ثم استفحلت بشكل اكبر بعد عملية التغيير نتيجة ضعف سلطة القانون وتراجع اداء الدوائر الرقابية ,الفساد المالي وصفه الذين يشعرون بمخاطره ومدياته التدميرية بانه اخطر من الارهاب ,واذا مااستمر على هذا الشكل فان اي من مشاريع الاعمار التي يطمح المواطن مشاهدتها على ارض الواقع لم ولن تقوم,اخذ اتلفساد الاداري والمالي خلال السنوات الخمس الماضية اشكال متعددة وتعدد الطبقات والشرئح الاجتماعية التي تمارسه ففي فترة النظام السابق كان الفساد محصور عند الطبقة الحاكمة والمقربة منها لكن خلال فترة مابعد التغيير لوحظ ان فئات كثيرة في المجتمع تمارسه وتعددت انواع الممارسة حيث تمثلت :في تهريب النفط وبكميات كبيرة والاستيلاء على عائداتها مبالغ مالية تقدر بمئات ملايين الدولارات يتقاسمها المهربون والذين يغطون على افعالهم ,ادخال البضائع والسلع الممنوعة وتهريب ثروة حيوانية والاثار ,تنظيم عقود مشاريع مُبالغ في كلف انجازها ,توجه بعض الدوائر المعنية بمشاريع الاعمار الى اقرار عقود مشاريع كماليبة رصف وصبغ الارصفة وقشط الشوارع ورفع النفايات وبناء المتنزهات التي تفقد اشجارها بعد ايام من انجازها ,اما الاخطر من كل هذا وذاك تورط بعض كبار المسؤولين بصفقات مشبوهة وعمليات فساد كبرى حيث اكد ذلك رئيس هيئة النزاهة عندما ادلى بتنصريح لوسائل الاعلام جاء فيه (رفض المسؤولين الخضوع للتحقيق في مقدمة المشاكل التي تواجهها الهيئة )ومن مظاهر الفساد التي تؤرق شرائح اجتماعية عديدة وخاصة خريجي الكليات والمعاهد حيث مازالت بعض الوزارات لايمكن الحصول فيها على وظيفة الاعن طريق وسطاء يتقاضون مبالغ مالية تصل احيانا الى المليون دينار عراقي الوسطاء مرتبطون بشبكات داخل تلك الوزارات المشار اليها.ة .
الحديث عن الفساد الاداري والمالي لايمكن اختصاره بمقال او مجموعة مقالات ,المهم اننا نبحث عن الحلول التي تمكننا الحد من انتشاره والوصول الى ممارسيه وتقديمهم امام القضاء ,وهذا ممكن عندما ياخذ الجميع دورهم في الرقابة والتقصي في جمع المعلومات وارشاد واصلاح الذين هم في بداية الطريق ويمكن لوسائل الاعلام والكفاءات العلمية وشيوخ العشائر ورجال الدين ووزارة التربية وغيرها ان يلعبوا دورا مهما في مكافحة الفساد الاداري والمالي ومن الخطوات التي اعتقد انها تحد من الفساد بكل اشكاله :1_يمكن للاحزاب والكيانات السياسيبة ان تساهم بشكل كبير في مكافحة الفساد الاداري والمالي عندما تستثمر انتخابات مجالاس المحافظات والاقضية والنواحي وتقوم من جانبها بترشيح اشخاص اكثر كفاءة وخبرة وحاصلين على مؤهلات علمية حقيقية وبالتالي سوف يقوم هؤلاء الاشخاص باختيار قيادات ادارية تتمتع بمواصفات تليق بمرحلة البناء والاعمار التي ننشدها خلال الفترة المقبلة .2_العديد من المفتشين العمومين في بعض الوزارات والدوائر لايحركون ساكنا ووجودهم لايتعدى العناوين والمكاتب الفارهة ومن لديه ادنة شك عليه الرجوع الى ارشيف الصحف العراقية وسوف لن يعثر على اي نشاط للمشار ايهم ولانريد ان نذكر من هم اكيد يعرفون انفسهم نتمنى من مثل هؤلالء فسح المجال لغيرهم ان لم يستطيعوا القيام بواجباتهم .,3_تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية والموانئ وعدم السماح لمجاميع التهريب باختراقها حيث تشير المعلومات الى وجود بعض الافراد المفسدين يتقاضون مبالغ كبيرة من اصحاب الشاحنات التي تنقل بضائع التجاروالموردين.
ان اخطر انواع الفساد الذي لايمكن الوصول الية الفساد المحمي سياسيا وهنا لابد من جميع قادة البلاد ان يرفعواحمايتهم عن المفسدين
سلمان داود الحافظي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سلمان داود الحافظي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat