شعوب تخدع وساسة يشتهرون !
ياسر سمير اللامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ياسر سمير اللامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يلعب الإعلام دورا كبيرا في بلورة الفكر الشعبوي وتوجيه نحو الثقافة التي يراد للمجتمع أن يتلبس بها، فالإعلام بكافة أنواعه المسموعة، والمرئية، والإعلام الإلكتروني، له قدرة عالية في إيصال المعلومة إلى كل بيت بل إلى كل فرد ناهيك عن صدق أو كذب تلك المعلومة، فهو السلطة الرابعة كما يطلق عليه حيث يقع ترتيبه بعد سلطات الدولة التي نص عليها النظام الديمقراطي والمتمثلة بالسلطة التشريعية، والتنفيذية، والقضائية.
ونتيجة لقوة تلك السلطة فإنها تمتلك خاصية الشهرة لكل من أحب الشهرة والبروز والمعرفه به من قبل أفراد المجتمع، فالكل يلهث حول الظهور أمام تلك الشاشات وفي مقدمتهم السياسيين لكي يقدموا ما لديهم من أقوال تقنع أفراد المجتمع وتجذبهم نحو الثقه به وصولا إلى أن يتم منح أصواتهم له لغرض الجلوس على كرسي السلطة والحكم .
إن الظهور الإعلامي حق ممنوح لكل الناس وعلى وجة الخصوص الساسة كونهم يعبرون من خلال وسائل الإعلام رؤيتهم وموقفهم إزاء كافة المواضيع التي تمس مصالح الشعوب، ولكن أصبح التهافت نحو الظهور وبيان تلك المواقف في أغلب الأحيان يصطبغ بأمور كاذبة وخدع وتشهير بالآخرين ومس نزاهتهم وكرامتهم وأعراضهم، وكل ذلك يهدف إلى إيهام المواطن وتغريره بأمور كاذبة تصل به إلى مرحلة التصديق بتلك الأكاذيب، ليس ذلك فقط بل تصل به إلى أن يطعن ويؤلف قصصا ويخبر الآخرين بتلك الأكاذيب ويلصقها
بالشخص المشهر به دون تفحص صحتها .
فالصدق يكاد أن يوصد أبوابه في المجال الإعلامي، ومن يخرج الينا في تلك الشاشات ومنهم كثيرون يتعمدون سياسة القدح بالآخرين والصاق التهم بهم بالباطل لكي يصبح هو مثالا للمخلص للوطن والمدافع عن حقوق شعبه أمام الشعب، ومن شهر به يصبح في موقف الخائن لوطنة، لكنه في الحقيقة يخفي ما يكاد يكون أعظم فلعله يهدف من وراء ذلك إلى الضغط على المشهر به لغرض تمرير صفقه يمتنع عن تمريرها أو شي آخر يخفية في نفسه .
ولكن المصيبة تكون أعظم عندما يتلقف المواطن تلك الكلمات ويصدقها ويسجلها كموقف ضد المشهر به ويجعلها من ضمن أحاديثه اليومية وينقلها للآخرين دون تفحص صدق تلك المعلومة، أو أن يقدم من تفوه بها الدلائل والبراهين التي تجرم فاعلها لكي يقدمها بالتالي إلى القضاء لكي تأخذ العدالة مجراها .
فالخداع السياسي للشعوب أصبح أداة من أدوات السياسة وسلاحا فتاكا لتغيير المعادلات السياسية، غير أن ذلك الخداع لابد أن يواجهة فكر متفتح يأخذ على عاتقة تمحيص وتدقيق تلك المعلومات قبل التشهير بها، وعبء ذلك يقع على مثقفي المجتمع وأصحاب الأقلام الصادقة والسياسيين الحريصين على وحدة الوطن والنهوض به، فالقاعدة القانونية تقول (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) فعلينا أن ننتظر قليلا ولا نتعجل، فالحكم سريعا على الناس يعني البهتان بحقهم، فإذا ما ثبت إدانة المشهر به فيستحق العقاب، وإذا برئ مما نسب إليه فيجب أن يعاقب من شهر به، ويتوجب على من تكلم بسوء بحقه أن يستغفر الله ولا يعود إلى مثل هكذا ذنوب.
1/7/2017
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat