صفحة الكاتب : علاء كرم الله

السر وراء أستمرار أستمرار أزمة الكهرباء؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بأمكان العراق أن يدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية!! بأعتباره أكثر بلدان العالم معاناة مع أنقطاع الكهرباء وعدم أستقرارها،ويرجع  أزمة العراقيين مع الكهرباء الى  الحرب العراقية الأيرانية تحديدا(1980-1988 ) أي منذ 33 عاما بالتمام والكمال!حيث بدأت بالتذبذب وعدم الأستقرار وبدأت بناها التحتية بالتآكل والأنهيارحيث ركزت الدولة كل جهودها لدعم آلة الحرب ،صحيح انها لم تكن بهذا المستوى من التردي والسوء الذي عليه الآن ألا أنها كانت مؤشرا لبداية الأزمة، حتى أن الطاقم الطبي(الأيرلندي) الذي كان يعمل في مستشفى أبن البيطار أبان ثمانينات القرن الماضي كان لا يعتمد على الكهرباء الوطنية أثناء أجراءه للعمليات الجراحية بل كان يعتمد على المولدات الكهربائية! بسبب توخوفهما من أحتمال أنقطاعها المفاجيء!! أو تعرضها للقصف بسبب الحرب الدائرة أنذاك. ويعد عام 1991 البداية الحقيقية لأزمة الكهرباء وأنهيارها بالعراق بعد أن تم تدمير كل منظومة الطاقة الكهربائية من قبل الأمريكان  بسبب جنون الرئيس السابق للعراق وغزوه للكويت وعناده بالبقاء حيث أضطرت أمريكا أخراجه بالقوة .وسبق للأمريكان أن حذروا و هددوا صدام بأنه  في حال تعنته وعدم خروجه من الكويت فأنهم سيعيدون العراق الى القرون الوسطى!! والقصد هنا واضح بضرب كل منشأات الطاقة الكهربائية وباقي المنشأات الحيوية الأخرى  وبالفعل فقد قد دمروا كل المنشأات الحيوية من كهرباء وأتصالات وجسور وغيرها و أعادوا العراقيين الى زمن(اللالة والفانوس وبطل الفتيلة والتنقل بالبلم)!!.   وتنامت الأزمات وتناسلت أكثر وأكثر بعد الأحتلال الأمريكي للعراق  فأصبح العراق يعيش أزمة في كل شيء بسبب الفوضى وأنتشار الفساد بشكل مخيف ومرعب وبضوء أخضرأمريكي!! ولم تسلم من هذا الفساد  كافة وزارات الدولة ومؤسساتها ودوائرها عسكرية كانت أم مدنية!وحتى برلمانها العتيد! حيث لم  يعد الفساد والسرقة شيئا معيبا ومخجلا!!  يمكن ان يستحي منه أي مسؤول حكومي أو حزبي!! فالكل يتهم الكل بالفساد  أمام مرأى ومسمع العالم وعبر الفضائيات وكل وسائل الأعلام ؟! وظلت ازمة الكهرباء العنوان الآبرز لكل الأزمات ومفتاح حلها بنفس الوقت؟! بسبب الفساد الذي ينخر وزارة الكهرباء! منذ وزيرها الأول (أيهم السامرائي) والذي  ثبت عليه الفساد و تم أخراجه من التوقيف من أحد  مراكز الشرطة من قبل الأمريكان بالقوة لكونه يحمل الجنسية الأمريكية!! ونفس الشيء حدث مع الوزير(كريم وحيد) الذي زاد الكهرباء خرابا ودمارا ولم يقدم أي شيء يذكر لأصلاح الكهرباء رغم أنه وزير تكنوقراط  و يحمل شهادة الدكتوراه بالكهرباء من أمريكا  !، الشيء المؤلم أن  هذا الوزير الأفعوان!! الذي ترك الوزارة بسبب الفساد وعدم نجاحه في تخفيف حدة أزمة الكهرباء بعد أن وصلت ساعات القطع الكهربائي  في عهده  الى 20 ساعة قطع  يوميا!!. وبعد أن ترك العراق وكهربائها خرابا عائدا الى موطنه الأصلي أمريكا بأعتباره يحمل الجنسية الأمريكية!! سرعان ما نقلت وسائل الأعلام أخبارا موثقة وبالصور للحفل الباذخ الذي أقامه  لزواج أبنه والذي كلفه أكثر من مليون دولار بدون حياء وخجل!!.أمام كل هذا كان للحكومة في كل موسم صيف موعد وأعذار وتاريخ لأصلاح الكهرباء وبقدرماكانت هذه الوعود والعهود الحكومية تأتي  من باب  الضحك على الذقون وتهدئة خواطر العراقيين! فأن العراقيين من جانبهم  لم يعد  يكترثون لأي تصريح من قبل الحكومة أيا كان ذلك!! بل كان أي تصريح بخصوص الكهرباء مثار سخرية وأستهزاء في أحاديثهم حتى صار الحديث عن أصلاح الكهرباء نكتة سمجة!! ، ولا أدري مالذي دفع الحكومة أخيرا أن تصرح أغرب  تصريح و جاء على لسان وزير الطاقة السيد (الشهرستاني) الشخصية العلمية المرموقة! بأن العراق سيصدر الكهرباء عام 2013 !!!بالوقت الذي يتقلب فيه العراقيين على جمر الصيف العراقي الملتهب بحرارته التي تعدت الخمسين درجة مئوية!!وهم صيام وأمامهما شهران من الحر(آب وأيلول)، وان كانت هناك كهرباء فهي تعمل بآلية الأشارة المرورية (ترفك لايت)!!،هذا التصريح غير المسؤول للحكومة بخصوص تصدير الكهرباء والذي أعتبره العراقيين نوع من الأستخفاف والسخرية الواضحة عليهم  أفقدهم الثقة تماما بأية تصريحات مستقبلا للحكومة بشأن الكهرباء؟!، فلم يعد معقولا حتى للطفل والشخص المجنون! بأنه لا يمكن أصلاح المنظومة الكهربائية خلال عشر سنوات مع تخصيصات تعدت عشرات المليارات من الدولارات!!. الشيء المؤلم في أزمة الكهرباء أيضا أن الكثير من العراقيين ماتوا وكانت أمنيتهم أن يشهدوا عودة الكهرباء وأنسيابيتها بشكل طبيعي حالهم حال بقية شعوب الأرض، ولكنهم ماتوا ولم يشهدوا تحقيق هذا الحلم السرمدي؟!. وعلى الرغم من أستسلام غالبية العراقيين وتيقنهم  بأن الفساد هو الذي يسيطر على كل مفاصل الدولة، ومع ذلك صاروا يقولون بأنه لو عملوا بصدق ب 10% مما يخصص للكهرباء وسرقوا 90% !! الباقية لكانت الكهرباء قد تم أصلاحها خلال عشر سنوات!!.والسؤال المهم هنا: لماذا يستمر تعطيل الكهرباء وعدم أعادة بناها التحتية؟!؟ أن  الله عز وعلا (خلق من الماء كل شيء حي) والطاقة الكهربائية تتولد من الماء، وفي حياتنا العصرية الحديثة يمكننا القول بأنه لا حياة بدون كهرباء، فكيف يمكننا أن نبني وندرس ونعمروكيف تشتغل المعامل والمصانع بدون كهرباء؟ الأمريكان هم رأس البلاء في هذا الأمرلكونهم خدعوا العراقيين بالوعود والعهود التي  قطعوها بأن العراق سيصبح (جنة عدن)!وكان بامكانهم أن يتعاملوا مع العراق بعد تدميره بمثل ماتعاملوا مع الكويت بعد غزو صدام لهم ،فما  أن أخرجوا الجيش العراقي من الكويت سرعان ما جلبوا البوارج الضخمة التي ولدت الكهرباء وأضاءت سماء الكويت وبدأوا بأعادة أعمارها، وكان بأمكان الأمريكان ان يفعلوا الشيء نفسه مع العراق ويعيدوا أعماره كاملا ليس الكهرباء حسب بل باقي المنشأات الحيوية الأخرى ولكنهم عملوا عكس ذلك تماما! عندما فتحوا الحدود على مصارعها  لتدخل كل عصابات الجريمة المنظمة والتنظيمات الأرهابية الذين  عبثوا بمقدرات  البلاد وعلى خطى هولاكو فدمروا وحرقوا وسرقوا كل شيء أمامهم!!، ولا زالت هذه التنظيمات الأرهابية تشيع الرعب وتصول وتجول على طول العراق وعرضه وتضرب هنا وهناك متى ما تشاء وتريد حيث ومع الأسف هي التي تمتلك زمام المبادرة!! (أحداث سجن 

أبي غريب وسجن الحوت بالتاجي). أخيرا  ليس من باب التشاؤم أن قلت بأن الكهرباء لم ولن!؟ يتم أصلاحها وتبقى هكذا متذبذبة لأن الأرادة الأمريكية والغربية في صياغة صورة العراق القادم تقوم على أساس تدميره وتقسيمه وليس لأعادة أعماره وبنائه ؟!! ويحدث كل ذلك  في ظل غياب الأرادة الوطنية الحقيقية والصادقة  للنخب السياسية الحاكمة في العراق(شيعية- سنية- كردية)!! ، والله المستعان على ما يفعلون. 
                                                        
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/28



كتابة تعليق لموضوع : السر وراء أستمرار أستمرار أزمة الكهرباء؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : محمد جوده ، في 2013/08/07 .

احسنت ابا محمد واصبت وشخصت العله وان الفساد والمخطط المرسوم من قبل الامريكان هو لتقسيم العراق وليس البناء

• (2) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/07/31 .

مشكور ولكن اين الحل وحسب قراتي للوضع الحالي يكمن في وزارات الدوله الحاليه مع عدم الرقابة اضافة الى ذلك الفساد الاداري الذي استشرى في المءسسات الحكوميه والله لو يتسامحون ويتنازلون فيا بينهم لجعلنا هذا البلد من اروع البلاد ينضرب فية المثل حتى دبي اللي كانت في الفديم تحلم ان تصير مثل بغداد من كل النواحي الكهرباء والاعمار فقط لوشوية عينهم غلى العراق الجريح وان شاء الله الايام او السنين القادمه يكون هذا البلد امان واعمار واستقرار لكن هناك دول مجاورة متريد ان يستقر وينعم بامان اسال الله ان ينتقم كل من يريد ان يبلبل بامن هذا البلد امين

• (3) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/07/31 .

كلام جميل ومشكور على المعلومات القيمه لكن ما عو الحل




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net