صفحة الكاتب : علاء كرم الله

محيطنا العربي والأقليمي والشر الذي لابد منه!!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لم يكن للدول العربية يوما فضلا على العراق بل كان العراق وعلى مر التاريخ هو المتفضل عليهم والسباق لتقديم يد العون والمساعدة على كافة الأصعدة الأجتماعية والثقافية والفنية والأقتصادية والمالية والعسكرية، ولم يبخل يوما أو يتأخر عند طلب المساعدة منه من أية دولة عربية منطلقا في ذلك من أيمانه العميق بالقضايا القومية و برابطة  الدم واللغة والدين ، هذا أضافة لما عرف عن العراقي طيبته وكرمه ونخوته.فعلى سبيل المثال : ان دولة الأمارات العربية المتحدة لا يمكن ان تنسى موقف الرئيس الراحل أحمد حسن البكر عندما دفع رواتب موظفي دولة الأمارات مطلع السبعينات من القرن الماضي عندما كانت خزينتهم خاوية ورمال الصحراء تلفح وجوههم قبل ان تصبح دولة الأمارات جنة عدن!!. كما ان الكثير من البنى التحتية الثقافية والعلمية والطبية والجامعية  والعمرانية والفنية والأقتصادية والرياضية وحتى السياسية في دولة الأمارات  كلها أسست بجهود الكوادر والخبرات العراقية (الدكتور عدنان الباججي عضو البرلمان العراقي بدورته الحالية يحمل الجنسية الأماراتية وهو يعيش أصلا في دولة الأمارات! وكان المستشار للشيخ زايد بن نهيان رئيس دولة الأمارات!!).ونفس الشيء يمكن أن يقال عن باقي  دول الخليج حيث ترك العراقيين بصماتهم واضحة على الكثير من نواحي الحياة. ومثال آخر على كرم العراق وعدم تأخره  عند طلب أية مساعدة منه من قبل أشقاءه العرب، نذكر كيف تبرع العراق بمبلغ (7) مليون دولار عام 2000 الى مصر لأعادة تأهيل وأعمار مكتبة الأسكندرية بعد أن طلب الرئيس المصري  المخلوع (مبارك) من العراق المشاركة في أعادة تاهيل مكتبة الأسكندرية، الملفت للأنتباه أن العراق قدم مساعدة أكثر من السعودية وباقي الدول العربية رغم ما كان يعانيه  من حصار!!، والمؤلم في الأمر أنه وبعد أكمال أعمال التأهيل وأعادة أفتتاح المكتبة لم يدرج أسم العراق ضمن الدول التي قدمت المساعدات لأعادة تأهيل مكتبة الأسكندرية!!. كما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يطمس ويتجاهل دور العراق وموقفه البطولي  والشجاع في دعم جبهة الحرب مع أسرائيل حيث قدم الكثير من الشهداء في تلك الحروب(48 -56 -67 –73 ) رغم أن مصر والأردن وسوريا تتناسى عمدا!! دور العراق في تلك الحروب وخاصة حرب 73 والتي لولا العراق لسقطت دمشق بيد القوات الأسرائيلية!!.اما موقف العرب المساند للعراق في حربه مع أيران ( 1980 – 1988 ) فهي لم تكن حبا بالعراق ولا خوفا على أبنائه ولا نابعة من أواصر الأخوة العربية وروابط الدين واللغة والدم بقدر ما كان  لدفع البلاء عن بلدانهم وشعوبهم وأبقائها محصورة بين العراق وايران، وأستمرارهم في عملية التنمية والبناء والأعمار على حساب دمارنا وتأخرنا، حيث كانت دول الخليج تدفع 3000 دولار!! نظير كل شهيد عراقي  يسقط في أرض المعركة ليس حبا وحزنا على شباب العراق بل لكي لا يتورطوا بالحرب!. وبعد سقوط النظام السابق على أيدي القوات الأمريكية الغازية وبعد قطيعة في العلاقات العراقية مع الدول العربية على أثر غزو العراق للكويت عام 1991 ، دعت الحكومة العراقية جميع الدول العربية الى طي صفحة الماضي بكل سلبياتها وتداعياتها وخلافاتها والبدء بصفحة جديدة من العلاقات تقوم على اساس المصالح المشتركة والأحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية وتسوية أية خلافات حدودية برية وبحرية او أية متعلقات مالية وديون سابقة بلغة الحوار وبالروح الأخوية العربية، كما حرصت الحكومة العراقية ودعت الى ضرورة أعادة التمثيل الدبلوماسي بين العراق وكافة بلدان محيطه العربي من أجل أعادة فتح السفارات وتبادل السفراء بين العراق وباقي الدول العربية.ألا أن دعوة العراق الصادقة هذه قوبلت بالرفض من قبل حكام الدول العربية الذين عرف عنهم (بأنهم  دائما يتفقوا على ان لا يتفقوا)!! ألا في قضية العراق الجديد بعد سقوط النظام السابق حيث أتفقوا على ان يقفوا ضد تطلعات الشعب العراقي نحو الحرية والديمقراطية وتمثل موقفهم اللامسؤول تجاه العراق وشعبه بدعمهم الواضح والمعلن والمكشوف للأرهاب ماديا ولوجستيا وأعلاميا تحت شعار (المقاومة الوطنية) ومقاومة المحتل وطرده!!، وقد تبين زيف أدعائهم وكذبهم هذا حتى بعد رحيل القوات الأمريكية  حيث أستمروا بقتل الشعب العراقي والقيام بالعمليات الأرهابية ( هناك 48 مليشية وفصائل أرهابية  مسجلة لدى وزارة الداخلية تعمل بالداخل العراقي لأجندات خارجية وداخلية)!!. ورغم التمثيل الدبلوماسي الموجود حاليا ألا أن مواقفهم ظلت تحمل روح الكره والحقد وأثارة النعرات الطائفية ودعم الأرهاب!! حيث ما زالوا  يعزفون على وتر الطائفية  تارة وعلى وتر القومية تارة أخرى. فكيف يعقل أن يكون في أحد البلدان العربية رئيس جمهورية كردي ورئيس  وزراء شيعي!! حيث تعتبر هذه سابقة لم يألفها المحيط العربي لا في التاريخ الحديث للعراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولا حتى قبل أكثر من ألف عام!!. فالأردن يهدد ويخوف من أمتداد الهلال الشيعي، والسعودية تقول أن امريكا قدمت العراق على طبق من ذهب لأيران، وآخر يتهم الشيعة بأن ولائهم لأيران وليس لدولهم وغيرها من هذه التصريحات التي أججت مشاعر الكره والحقد والفرقة والطائفية وحدوث الأقتتال الطائفي بين العراقيين.فسوريا التي لعبت دورا كبيرا في دعم الأرهابيين وأرسالهم للعراق  أضافة الى أيوائها للكثير من قيادات حزب البعث العراقي حيث كانت الممر السالك لدخول العناصر الأرهابية  تعيش الآن  حربا أهلية أكلت الزرع والضرع وتشرب من نفس الكأس  الذي سقته للعراق ولا يعرف مصيرها كيف سيكون؟!، والأردن المعروفة بأطماعها والنهازيين للفرص وأستغلال الظروف والتي لم تكن أقل من سوريا في دعمها للأرهاب وبشكل سري وأيوائها للكثير من القيادات الحزبية والعسكرية لأتباع النظام السابق و الهاربين من وجه العدالة والمطلوبين للقضاء العراقي، وعلى الرغم من دعم العراق لأقتصادها المنهار ومنحها أسعارا تفضيلية في بيع النفط (بسعر يكاد أن يكون مجانا)!! عسى أن نكف شيئا من شرورهم ألا أنهم لا زالوا يضمرون الكره وعدم  المحبة للعراق وشعبه!.أما أيران الدولة الأقليمية التي تربطها مع العراق حدود بطول 1300 كم، فمنذ فجر التاريخ لم تكن هناك علاقات طيبة وحسن الجوار بين البلدين بل أتسمت دائما بالتوتر والحروب، حتى ان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب(رض) قال: اللهم أجعل بيننا وبينهم سدا من نار!! وقد كانت أيران من أكثر الدول أستفادة من سقوط النظام السابق حيث تعتبر العراق حديقتها الخلفية!!.أما تركيا الدولة الأقليمية الأخرى وهذه لاتقل طمعا وكرها للعراق  وشعبه! فلا زالت  تنظر للعراق بأنه أحد ولايات الدولة العثمانية!!، ورغم علاقات حسن الجوار التي سارت عليها كل الحكومات التي مرت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية ألا أن سياسة تركيا وبعد حدوث التغيير بالعراق (خاصة فترة الرئيس الحالي أردوغان) أتسمت بطابع التدخل بالشأن العراقي وتأجيج المشاعرالطائفية و القومية مما أساء كثيرا للعلاقات بين الطرفين. وعلى الرغم من أرتفاع قيمة الصادرات التجارية بين العراق وتركيا الى أكثر من 22 مليار دولار ألا أن تركيا لا زالت تتعامل مع العراق من منطق القوة وخاصة في مجال المياه حيث أثرت سياستها المائية الى تدمير الكثيرمن الأراضي  الزراعية وتحويلها الى أراضي بور، ولازالت تركيا مستمرة بسياستها هذه بالضغط على العراق وذلك  ببناء الكثير من السدود على نهري دجلة والفرات (سدد أتتاتورك ومجموعة سدود ألسوا) لتتحكم بكميات المياه الداخلة للعراق، حتى أنها تخطط لمبادلة برميل ماء ببرميل من النفط على مدى السنوات القليلة القادمة !!؟ غير آبهة بأية أتفاقات وقوانين دولية! و خنق العراق مائيا بالتعاون مع دويلة الكويت التي بدأت المرحلة الثانية ببناء ميناء مبارك الكبير!!. نلخص من كل ما تقدم بأن مواقف العرب ودول الأقليم (أيران – تركيا) تجاه العراق كانت وما زالت وستكون مواقف مصالح بعيدة عن أية مواقف طيبة ونزيهة!، فعلى الحكومة العراقية أن لا ترضخ لكل ما يطلبه الأشقاء والأصدقاء( الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الى تركيا)! وعلى حكومتنا أن تعي جيدا بأنه  بقدرحاجتنا الى محيطنا العربي والأقليمي سواء برغبتنا أو كنا مجبرين على ذلك!، فأنهم أكثر حاجة ألينا! فما زال نفطنا  يمثل قوتنا الأقتصادية التي يجب أن نعرف كيف نوظفها من أجل خدمة مصالحنا القومية العليا،ومن أجل أستقرارنا وأمننا. فمواقف دول الجوار والأقليم اللامسؤولة  ليست بجديدة على العراق وشعبه فهم طالما نظروا وينظرون الى العراق بعين الطمع والكره والحسد فهذا هو محيطنا وهؤلاء هم جيراننا وهم بحق الشر الذي لا بد منه!!، وحسبنا الله في ذلك!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/27



كتابة تعليق لموضوع : محيطنا العربي والأقليمي والشر الذي لابد منه!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/10/29 .

السلام عليكم اود الاشارة الى بعض الامور التي لايد ان نذكر للتاريخ فالعراق ومنذ القدم عطاء لا ينقطع من الحير الوفير للبلدان العالم عامه والدول العربيه خاصه من المساعدات الماليه للدول العربيه والشهداء الدين ضجو من اجل هذه الدول فاقول هنا تتبين المواقف الاصيله والرجوله لهذة الدول فكنا ننتضر منهم خيرا لمساعتتنا والقيام بدورهم الفعال في النهوض نحو الاحسن لهذا البلد الجريح ولكن تفاجئنا عكس ما كنا نتوقع من هذة الدول التي جرت العراق نحو الهاويه لا قدر الله فمن الذي فعلناه ليقابلوننا بهذا الاجرام والدماء التي تسيل كل يوم من الابرياء المضلومين اين انتم يا زعماء العرب لتنقذو الشعب فوالله ان رب العرش ا نريد العضيم سوف يحاسبكم على كل قطرة دم عراقي شهيد فلا خير في امة لا تساعد جارتها ونحن لا نريد منكم اي مساعده بس كفو وارفعو ايدكم عن العراق ونحن اان شاء الله قادرين ان نحمي ونبني البلد فقط اتركزننا وشاننا لا نريد نكم جزااء ولا شكزر والله سوف يقف معنا ان شاء الله وليسلم العراق من كل اطيافه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

• (2) - كتب : سمير عبد الرضا ، في 2013/10/28 .

مششششششششششششششكور

• (3) - كتب : محمد نمير محمد مجيد ، في 2013/10/28 .

يعطي الصحه ومشكور زهناك مثل عربي يقول اكل الثور الاحمر برغم الامساعدات الا ان طبعهم نكران المعروف حسبي اللله ونعم الوكيك السلاممممممممممممممممممممممممممممممممم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net