صفحة الكاتب : علاء كرم الله

تظاهرات وأعتصامات وأضرابات السيد الصدر الى أين؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في خضم الصراعات والتجاذبات السياسية وفي ظل الفوضى التي يعيشها العراق منذ أكثر من (13) عام، لفت السيد مقتدى الصدر أنتباه الشعب له! مجددا عندما دعى أتباعه من التيار الصدري من العاملين في دوائر الدولة ومؤساستها بالقيام بأضراب لمدة يومين( الأحد والاثنين) من الأسبوع الجاري، ثم يعقبه بأضراب عن الطعام في الأسبوع القادم!، تعبيرا لرفضه للفساد ومحاربته للفاسدين.
 ولا ادري هل نسي السيد الصدر أم تناسى بأن مثل هذه الدعوات لم تعد تجدي نفعا ولا تخيف أحدا حتى من صغار الفاسدين! فالفساد وحيتانه الرهيبة هم اكبر وأقوى من أن يهزهم أضراب هنا وتظاهرات هناك! كما بات يقينا لدى غالبية العراقيين بأن هناك قوى كبيرة خارجية أقليمية ودولية تحمي الفاسدين حفاظا لمصالحهم!!.
 كما أرى أن السيد الصدر قد ناقض نفسه تماما بهذه الدعوة لمحاربته الفساد؟؟!!!، فقد نشرت صحيفة المشرق بعددها (3527) الصادر يوم السبت الموافق 2/7/2016 وعلى صدر صفحتها الأولى خبرا هذا نصه:
( قال زعيم التيارالصدري مقتدى الصدر أنه بات أقرب للقناعة بأن الشعب قد يريد الفساد.وذكر الصدر في رده على سؤال لأحد أتباعه حول أستمرار الفساد رغم خروج التظاهرات وعدم أستجابة الحكومة لمطالبهم قائلا: الأرادة أرادة شعب، وبت أقرب للقناعة بان الشعب قد يريد الفساد -لاسامح الله- أذن: فكيف تكونوا يولى عليكم). الى هنا أنتهى نص الخبر ونقلناه حرفيا كما مذكور في الصحيفة.
 أتمنى من السيد الصدر وهو أبن المرجعية وأبن الشهيد الثاني (رحمه الله) أن يتسع قلبه وصدره وعقله لسماع الحقيقة أن صدرت مني أو من غيري.
 أفهم من كلامك سيدنا وبوضوح بأن قناعتك صارت قريبة من أن هناك شعبا يريد الفساد؟! وانا أتفق معك تماما بهذه القناعة! وأذا باتت لديك هذه القناعة قريبة فأنها أصبحت لدي بيقين تام؟!
 ولكن السؤال: من أوصل الشعب الى كل هذا؟ فالمثل يقول: أن الرعية بالراعي! أليست الحكومة بكل قادتها وأحزابها السياسية من (الشيعة والسنة والكرد) وتيارك أحد اهم المشاركين بهذه الحكومة، هم من أوصلوه الى هذه الحالة المزرية وهم من علم الشعب على الفساد؟!،
 ألم تشارك بالعملية السياسية أنت وتيارك منذ بدايتها ولحد الآن؟ وهل الفساد بدأ هذه السنة أم بالسنة الماضية؟ فكل التقارير والوثائق تؤكد بأن الفساد ونهب ثروات البلاد بدأ منذ تشكيل مجلس الحكم؟ أين كنت حينها ولماذا لم تشتكي من فساد ولا تعاقب فاسد؟
 أن الفائض المالي لدى الدولة وأسعار النفط العالية قبل عشر سنوات واكثر هي من سترت وغطت على كل فساد الحكومات التي توالت على حكم العراق من بعد سقوط النظام السابق؟ وما أن أنخفضت أسعار النفط حتى أنكشفت سرقات الحكومة وكذب وزيف أدعائات قادتها ومظلوميتهم التاريخية! وبدأتم تنتقدون الفساد والفاسدين وترمون باللائمة على بعضكم البعض؟ أليست هذه هي الحقيقة ياسيدنا؟،
 ثم هل حاسبت اتباعك في التيار من الوزراء والمحافظين والنواب الكبار! ونوابك في البرلمان وكل من يعمل من تيارك في الحكومة عن فسادهم!، وأنت تعرف أن هناك فضائح كبيرة ومخزية على أشخاص في تيارك ضجت بهم كل وسائل الأعلام والفضائيات المحلية والعالمية؟ وكنت قد أتخذت جانب السكوت!،ثم أكتفيت بالمحاسبة الشفوية من قبلك ثم غضضت الطرف عنهم!؟
 ثم ألست أنت من خذلت المتظاهرين في أضرابات نيسان الماضي! عندما كانت ثورة الشعب على أوجها ولم يكن بينهم وبين أسقاط الحكومة والبرلمان الذين هربوا أعضائه (بالبلام)! خوفا من غضبة الشعب ألا سويعات!، بأعلانك التوقف والأعتكاف!!؟ ثم عدت راجعا الى النجف ومن هناك أقلتك طائرة خاصة الى أيران؟ وبقيت هناك لأكثر من شهر؟! أليست هذه الحقيقة ياسيدنا؟.
 أرى أن ما تقوم به سيدنا من دعوات هو لأستعراض قوتك لا سيما وأن انتخابات مجالس المحافظات باتت قريبة، ولا أستبعد ان مثل هذه الدعوات التي أعدها ظاهرة صوتية!!
 هي تدخل من باب المزايدات السياسية والضغط على الحكومة والأستعراض الأنتخابي امام الشعب الذي أفقدتموه  بوصلته الأنسانية والأجتماعية والذي بات حائرا بمن يصدق وخلف عباءة وعمامة من يصلي؟ بعد كل هذا الخذلان والأنكسار؟!
 فهذا القائد السياسي يكلمه بلسان (علي) وذاك القائد السياسي يكلمه بلسان (عمر) لكونهما ضربا أروع الأمثلة في الزهد والنزاهة والتواضع وحبهم لبعضهم البعض، ولكن كانت كل أفعال قادتنا السياسيين هي أفعال معاوية المعروف بدهائه وخبثه ومكره وحبه للجاه والسلطة والبذخ والترف!!، وشتان بين قول اللسان وما تقوم به النفس من أفعال!.
 اخيرا أقول: رغم أنكم أيها القادة لم تبقوا في الشعب أي شيء بعد أن حطمتم فيه كل شيء، ألا أني أتفق معك سيدنا بأنها فعلا أرادة شعب! أذا أراد أن ينتصر على الفساد والفاسدين فلا ينتظر أن تدعوه أنت أوغيرك للتظاهرأو الأعتصام أو الأضراب؟.
 قال الشاعر الكبير الراحل نزار قباني ( أذا كنا ياسادة نجلس في الجامع لننتظر أن يأتي لنا علي أو يأتي لنا عمر/ فلن يأتوا ولم ياتوا/ ولا أحدا بسيف سواه ينتصر).
 خارج المقال: يقول الفيلسوف بن رشد ( التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، وأذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني.)!!.     
                                    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/08



كتابة تعليق لموضوع : تظاهرات وأعتصامات وأضرابات السيد الصدر الى أين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net