عراق اللغافة والحرامية
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل أيام كتبت مقالا تحت عنوان (بئس الرئيس وبئس النظام) , تناولت فيه فضيحة رئيس الجمهورية جلال الطالباني بسحب مليوني دولار لتغطية نفقات سفره للولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الدورة 66 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة , حيث قلت فيه (إذا كان الرئيس بهذا المستوى من اللامبالاة والهدر في المال العام , فكيف يتسنى لهيئة النزاهة أن تقنع الموظف الصغير صاحب الدخل المحدود أن يكون حريصا ونزيها وشريفا وحافظا للمال العام) .
وبعد هذه الفضيحة المدوية للمناضل والثوري جلال الطالباني في الإعلام العراقي , تبيّن لاحقا إن هذه ليست المرة الأولى التي يسحب فيها الرئيس مثل هذا المبلغ لتغطية نفقات سفره , بل إن الرئيس يقوم بسحب مثل هذا المبلغ في كل سفراته الماجّلانية الرسمية منها وغير الرسمية .
وفي الوقت الذي لا زالت فيه هذه الفضيحة تلقي بظلالها القاتمة على مجريات العملية السياسية وانعكاساتها على الفساد والهدر اللامبرر للمال العام , تطل علينا النائبة حنان الفتلاوي بفضيحة وبصدمة جديدة تضاف إلى مسلسل فضائح الفساد المالي والإداري والتي عصفت بأركان النظام الجديد في العراق من رأسه حتى أخمص قدميه .
والفضيحة الجديدة التي فجّرتها النائبة البطلة حنان الفتلاوي في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في مبنى مجلس النواب العراقي , بطلها هذه المرّة رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي , حيث عرضت النائبة الفتلاوي وثائق رسمية تظهر فيها مصروفات رئيس البرلمان العراقي في تأثيث منزله ومكتبه بمبلغ تجاوز ألملياري دينار عراقي .
وبطبيعة الحال فإن هذه الفضيحة الجديدة قد سلّطت الضوء على هذا الهدر الفاضح واللامبرر للمال العام , حيث أن مجالات هذا الهدر أصبحت لا تعد ولا تحصى ولا يمكن حصرها في مجال واحد , وأخطر ما في هذا الهدر هو الهدر الذي يمارسه القادة السياسيون للبلد .
فرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب هم قادة هذا البلد , ويفترض أن يكون سلوكهم في هذا الوقت العصيب الذي يمر به البلد , حيث الفساد والنهب والسلب للمال العام يسري كما تسري النار في الهشيم , مثالا يحتذى به في الزهد والحرص على المال العام , لا أن يكونوا مثالا سيئا للهدر وعدم الحرص على المال العام .
فإذا كان هذا هو حال الرؤساء فكيف هو حال المرؤوسين ؟ ولا أدري كيف ينام العراقيون ويسكتوا على هؤلاء اللغافة والحرامية ؟ ولماذا لا يهبّوا ويثوروا عليهم ويلقوا بهم في المزابل من حيث جاؤوا ؟ وهل يسترجي العراقيون خيرا في هؤلاء اللغافة والحرامية ؟ سؤال أترك إجابته للشعب العراقي .
أما أنت أيتها البطلة حنان الفتلاوي فقد تجاوزت خطوط اللغافة والحرامية الحمراء وأصبحت خطيرة وتهددين مستقبلهم في العراق , وعليه فإن حياتك أصبحت مهددة بشكل خطير من قبل هؤلاء اللغافة والحرامية , فاستعدّي وكوني حذرة ولا تتركي لهم فرصة للنيل منك , واعلمي أن مشاعر المخلصين من أبناء شعبك معك , فلك مني السلام واسأل الله أن ينعم عليك بالسلام .
أياد السماوي / الدنمارك