أعداء العراق الجديد لا يستسلمون
محمد رضا عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد رضا عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعداء التغيير لا يريدون الاستسلام , وانما يستغلون كل واردة وشاردة من اجل زرع روح الياس في قلوب المواطنين , زرع الا مبالات , و الرفض , تماما كما فعلوها في المنطقة الغربية في العراق قبل دخول داعش عام 2014. أعداء العراق نجحوا نجاح كبير من اقناع المواطن من المنطقة الغربية بعدم دعم العملية السياسية في العراق , وذللك بواسطة استخدام شتى أنواع الافتراءات والتهم والاكاذيب , وشجعوه على حمل السلاح ضد الحكومة الاتحادية , ونظموا الاحتجاجات من اجل اسقاط العملية السياسية , وأخيرا فتحوا الحدود لدخول داعش , وبعدها القصة معروفة , هرب من كان يقود التظاهرات ويدعو الى اسقاط العملية السياسية خارج الحدود , وتركوا أبناء المنطقة الغربية تحت بطش داعش .
ولما انتهى تنظيم داعش عسكريا في العراق و رجوع العافية الى القوات المسلحة العراقية وانبثاق الحشد الشعبي كقوة ضاربة وظهير مجرب للقوات العراقية الباسلة , بدء المرجفون بأشغال الشارع العراقي بأخبار كاذبة ملفقة غايتها ارباك المواطن العراقي وتخويفه من المستقبل , ومن ثم رفض النظام الجديد . كان اخر اشاعاتهم هي استغلال قرار تركيا بملاء سد اليسو , وتقليص حصة المياه الداخلة للعراق وتأثيرها السالب على النهرين , دجلة والفرات , وما يتبعها من تأثيرات سلبية على وفرة ماء الشرب , سقي المزروعات , والاستعمالات الأخرى.
لا شك ان قطع المياه من دول الجوار سيشكل خطرا على الامن القومي العراقي , وبدلا من ان يدعو أعداء التغيير( المحبين كثيرا للعراق) دول الجوار الى التعاون مع العراق وعدم تعطيشه , فانهم تركوا اجراء تركيا وبدأوا نفث سمومهم بإصدار أنواع من الاشاعات التي هدفها تخويف المواطن مثل " عطش الوسط والجنوب", " هجرة الزراعة من العراق", و " سواد العراق تحول الى اصفر" في إشارة الى الجفاف وموت الأشجار .
بينما حجم المياه الداخلة الى العراق هو ليس قرار عراقي , الا ان الدول المجاورة للعراق هي الأخرى لا تريد ان يعطش العراق لأسباب إنسانية , قانونية , حقوق الجيرة , والاهم الخوف من عدم استقرار المنطقة. تعطيش العراق يعني عطش ما يقارب 40 مليون عراقي , يعني 40 مليون انسان يجب على ايران وتركيا ان تتحمل تكاليف ايوائهم , وهذا ما يرفضه كلا الدولتين . وهكذا , عندما علمت كلا الدولتين انخفاض حجم المياه الداخلة الى العراق رفعت الدول من اطلاقاتها المائية , حيث أعلنت ايران انها لم تقطع الماء من نهر الزاب , وأعلنت تركيا بتأجيل ملاء سد اليسو الى الشهر المقبل , حتى تعطي المجال للعراق بخزن اكبر كمية من المياه خلال هذه الفترة. وعلى الرغم من أهمية المياه المتدفقة من ايران وتركيا , فان العراق عمليا يطوف على محيط من مياه . هل لاحظت ظهور المياه مع حفر كل أساس لبناء بعمق ثلاث اقدام سواء في ديالى او الموصل او بغداد او ميسان . وعليه فان استثمار ما يقارب نصف مليار دولار على مشارع الابار الارتوازية تكفي العراق من حاجته لمياه الزراعة . بكلام اخر , ما زال العراق له القدرة ان يكون " ارض السواد" ان أراد الله ان يهدي الحكومة القادمة بتوجه نحو مشروع الابار الارتوازية وبذلك يلقم أعداء العراق بحجر .
طبعا , أعداء التغيير لم يكتفوا ببث الاشاعات عن نتائج شحة المياه متوعدين المواطن العراقي بالويل والثبور وانما خلطوها بتدهور الطاقة الكهربائية واصبحوا يبشرون بانقطاع 22 ساعة يوميا وبدوا يسوقون بأهمية المحولات الكهربائية والتي أصبحت تشوه جمالية المدن وتلوث هوائها . وخلطوها بتراكم الديون الخارجية على العراق , ولا افهم ما علاقة الكهرباء بالديون الخارجية وكذلك شحة مياه دجلة والفرات . وخلطوها أيضا باحتمالية دخول داعش الى الموصل على نفس الطريقة التي دخلها أولا مرة ,وخلطوها بفشل حكومة التكنوقراط بتحقيق التقدم في البلاد وبدأوا يطالبون بالعودة الى التوافق , ومن ثم بث فيديو لخلف احمد حبتور , وهو احد اغنياء الامارات العربية , يقول فيه " ان نساء عراقيات ينتظرن في الساعة 4 صباحا ليستلموا حاجاتهم الغذائية الأساسية " , مضيفا , ان الشعب العراقي لا يقبل بالإهانة مثل العبيد", مطالبا الشعب العراقي ان يتحدى بقوة الحكومة " الذين لا يخافون من الله سبحانه وتعالى".
وعليه، فان الأعداء يريدون ان يقولوا للمواطن العراق انه لا امل لك في العراق و لا مستقبل لك فيه , فلا ماء ولا كهرباء ولا امان , و لا اصلاح , وان الجوع ينتظركم . ولكن هؤلاء المغرضين لا يفهمون ان شحة الماء ليست جديدة على العراق , وان الطاقة الكهربائية قد ازدادت بمقدار 14 الف ميغاوات منذ التغيير وان الاستهلاك الكثير للطاقة هي علامة خير بارتفاع المستوى المعاشي للمواطن , وان القروض المترتبة على العراق لا تساوي حتى 25% من حجم الإنتاج المحلي وهي نسبة تتمنى حتى أمريكا الغارقة بالديون حتى اذنيها . واما حديث الشيخ الاماراتي عن انتظار نساءنا اربع ساعات من اجل استلام حاجاتهم الأساسية , فلم اسمع او اقراء عنها في صحيفة محترمة , ولو وجدت هذه الحالة لما تباطأت الجرائد المجلات المغرضة بوضع صورها على اول صفحاتها . حرس الله العراق الجديد من كل مكروه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat