اتهم الفيلسوف السويسري جان جاك روسو الأديب الفرنسي فولتير بتبديد مواهبه في كتابة القصة المسرحية وقال عن المسرح ما هو إلا مدرسة للدعارة فرد عليه فولتير , إن المكان الوحيد الذي يدرك فيه العقل الإنساني وعيه هو المسرح وذلك عن طريق الضحك على مهازل الخبث فإذا ما أدركها العقل الإنساني تحولت الى مقولات ثائرة عن طريق البكاء على مصير الإنسان وصار لها وجود في العقل يخالف وجودها المادي, ويذهب إلى أكثر من ذلك شارحا الضحك على إنه القوة التي يدركها الإنسان بالعقل لتتحول إلى صور حسية خارجية تنتقل من حواسه إلى عقله فتتكون لديه قوة العقل, أي بمعنى مزج قوة العقل المدرك لعموم الأشياء عن طريق إدراك الإنسان بما يجري من حوله من أمور اجتماعية وسياسية وغيرها. فنقد الممثل المسرحي لهذه الأوضاع بطريقة السخرية المتوارية من على خشبة المسرح تتحول إلى قوة فاعلة عند الجمهور من خلال ثورات الضحك على هذه السخرية الناقدة لوضع سياسي أو اجتماعي ما وخصوصا إذا دمعت عيون المشاهدين من الضحك فيصف فولتير هذه اللحظات المسرحية وصفا جميلا ورائعا إما الضحك أو ملح الدموع , ويقول أيضا الضحك ضد الجنون إنني أضحك حرصا على نفسي من الجنون , وذلك لما كانت عليه حياة عصره غنية عن التعريف في عصر ما قبل الثورة الفرنسية من قهر وفقر وطبقية واضطهاد , ويقال إن لويس السادس عشر قبيل إعدامه نظر إلى كتب روسو وفولتير , فقال ( هذان الرجلان اللذان هدما فرنسا ) إلا إن فلاسفة التاريخ يردون على لويس فيقولون إن الصحيح هما لم يدمرا فرنسا وإنما هدمها الطغيان الذي فيها , فهذا المسرح وعلاقته بالضحك قد عرفها أديب متفلسف أضحك أمته على مهازل حكومته المستهترة بأحوالهم وأموالهم وكرس كتابة مسرحياته تثقيفا لواقع حياتهم جاعلا من الضحك في المسرح الغاية لقوة العقل ينتج عنها بصيرة سلطوية للشعب تحاسب كل محاسب ولا شيء يخرج عن سلطتها فكان هذا الضحك سلاحا مدويا لصياح ديك الثورة. فهل لدينا مثل هكذا مسرح أم إن رأي روسو على مسرحنا هو الغالب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat