صفحة الكاتب : منتظر الخفاجي

النصيحة
منتظر الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعض الناس وربما الكثير منهم لا يتقبل النصيحة من غيره، وإن تقبلها فعلى سبيل المجاملة، نعم ربما يتقبلها إن قرأها في كتاب أو مجلة، لكن يصعب عليه تقبلها من الناصح مواجهةً، وسبب ذلك أنه يرى أن النصيحة تستبطن قول الناصح: (أنا أفضل وأفهم منك) وتحمل شيئاً من الإهانة لكماله، لذلك يمتنع عن تقبلها وإن كانت صحيحة.

فيكون المانع ليس غناه وإنما تكبره الكامن في صدره، وإعجابه بنفسه واعتداده بذاته، ورؤياه لمحاسنه، سواء أكانت هذه المحاسن واقعية أم وهمية هو اصطنعها، والتي تقف بينه وبين تحصيل ما ينفعه، وبالتالي يُضّيع على نفسه فوائد ربما لو عاش عشرات السنين لم يحصل عليها، بسبب أوهامه الطاردة لهكذا فوائد.

إن الترفع عن النصيحة هو غلقٌ لأحد أبواب العطاء المجاني، غلقٌ لأحد نوافذ التقويم والصلاح، لأن النصيحة هي إحدى الأبواب التي يُدخل منها الحق سبحانه عطاءه إلى عباده. نحن ننظر إن الخير الذي يُساق الينا أنه من المنعم تبارك وتعالى، ولا أقل أن له اليد الطولى في ذلك، فلماذا لا تكون النصيحة من هذا القبيل؟! 

إن الفرد عندما ينظر إلى النصيحة على واقعها، أعني أنها هدية من الرحمن اصطفاها لهذا الانسان، واتخذ لها سبحانه الأداة والطريق الذَينِ يراهما الأنسب لإيصال هذا العطاء لهذا الانسان، حينئذ ينبغي أن تتبدل نظرة هذا الفرد للنصيحة، لا ينظر إلى الشخص الحامل لها –أعني الناصح- من أنه يريد أن يبين أفضليته عليه ، بل ينظر اليه على أنه رسول يحمل هدية من ربه تقصر له المسافة وتختصر له الجُهد، سواء شعر هذا الرسول بذلك أو لم يشعر، وحتى لو اعتقد الحامل للنصيحة أنه هو الناصح والمتفضل فلن يضرك شيئاً ، لأن المهم أنك تراها هدية من ربك تُجدد حبل التواصل بينك وبينه سبحانه. فتقبلها وأشكر الله تعالى عليها. 

- وله المنّة -


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/11



كتابة تعليق لموضوع : النصيحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net