التضحية والفداء سلوك وليست كلمات تقال وقد أثبت العراقيون بتضحياتهم وشجاعتهم أنهم فوق المستحيل ،حيث أن العالم لم يكن يتوقع أن يُهزم داعش وتُحرر الموصل وكل المحافظات المحتلة من داعش بهذه السرعة،وبعد ان تم القضاء على داعش كانت مشاعر العراقين جياشة و فرحتهم كبيرة ولكن مخنوقة بغصة الأباطيل والخوف من عودة التنظيم لأن الكل يعرف كيف تسلل داعش للاراضي العراقية وبمساعدة من وكيف يستطيع ان يظهر للعلن مرة اخرى بكل سهولة، كمتسللين او نازحين او حتى متنكرين بزي نساء ،ولم تمضي سوى شهور حتى عاد نشاط داعش وكانت صدمة كبيرة لانتشار عناصره اذ لم يبرد دم الشهداء حتى استعاد نشاطه في بعض المحافظات ،وهو يصعد وتيرة الأحداث بين فترة واخرى ببعض الأغتيالات وعمليات القتل واختطاف ليثبت وجوده في الاراضي العراقية.. بعد فشله والأنتصار عليه ودحر فلوله في الاراضي العراقية ..حيث تمكنت القوات العراقية بإسناد من قوات الحشد الشعبي طرد التنظيم من العراق وإعلان النصر في كانون الاول 2017. ولكن كانت هنالك خلايا نائمة في تلك المناطق المحررة نشطت و تنذر بمحاولة التنظيم الرجوع لتهديداته. ويقوم مسلحو التنظيم حاليا بتنفيذ عمليات هجومية ضيقة النطاق في مناطق ريفية نائية.وخاصة بعد انهيار تجمعات تنظيم داعش الارهابي في الأراضي السورية، بدأ مسلحو التنظيم بالبحث عن طرق للفرار والهرب الى الاراضي والبلدان المجاورة واهمها العراق، نتيجة ما يعانيه من وضع أمني هش بهدف زعزعة استقرار البلد وتشكيل نواة لتنظيم جديد،ولكن هنالك من يقلل خطر داعش ، مشيراً الى أن المسلحين الآن أقل نجاحاً في اختراق المجاميع السكانية مما كان عليه في السابق، حيث أن الوقت الآن مختلف.حيث اكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في تصريح خلال مؤتمره الصحفي الاسبوع الماضي ..أن العالم اليوم أكثر أمنا وسلما بسبب التضحيات التي بذلها العراقيون في القضاء على "داعش"، وأن العراق لن يسمح بتسلل ارهابي "داعش" الى داخل أراضيه ،وبلفعل هذا ماكنا نتمناه،وكنا نتطلع اليه بعد تلك المعاناة المريرة اننا سنبني الوطن ونقضي على الفساد ونعيد الأمل الى بلدنا الذي دمرته الحروب". ولكن هل يترك لنا الاوغاد فرصة للبناء والأصلاح ..فكلنا نحلم بحقوقنا المسروقة (بيت للسكن، خدمات، تعليم، صحة، عمل) وهي تعود الينا في يوما ما، لكن كيف ومتى ؟ كيف نبني وننهض بكل قطاعات الدولة ! والبلاد تتعرض لهجمة شرسة من الأوغاد الحاقدين بين فترة واخرى، لذاك انتشر الفسادبسهولة وطغى في كل المؤوسسات في العراق الغريق ..بسبب انشغال الدولة في الحرب على الأرهاب وما ان خرج من عاصفة تغرقهُ زوبعة أخرى ولن يدعونا نهنئ بلذة الأمان و الحياة بسلام وكأنهم يريدون ان يعيش الشعب في متاهات وصراعات فما أن خرج من أزمة وجد ازمة اخرى ج بأنتظاره وتبقى الاحداث تدور في وتيرة واحدة لانعرف متى تبدا الحرب ومتى تنتهي ، تنوعت الأسباب وتنوعت اسماء الدخلاء بلأمس كان جهادي واليوم داعشي ومايزيد الطين بلة ان دول الجوار لاتزال تصدر لنا الجهادين وحتى الدول الاوربية اما الدولة فتعتمد سيكولوجيا التغافل وعدم اعطاء انتشار داعش حيزا اكبر من اهتمامها ،ويلجأ التنظيم في العادة إلى تجنيد المقاتلين الجدد عن طريق الإنترنت، علما أنه استطاع في الماضي بهذه الطريقة استدراج المقاتلين العراقيين والأجانب للالتحاق بالتنظيم.
يجب ان لا نأمن مكر هؤلاء المرتزقة .ويجب ان يُفعل الدور الاستخباراتي ومراقبة تلك العناصر المشرذمة على مواقع التواصل الأجتماعي ،وتضيق الخناق عليه لان التنظيم يحاول اليوم البحث عن مجندين جدد داخل مخيمات النازحين، في المناطق التي لا تزال رخوة أمنيا وإن المسؤولين عن التجنيد في داعش "يتوجهو بالأخص إلى أبناء القتلى أو المعتقلين من عناصر التنظيم ويسعون إلى إغرائهم أو تشجيعهم على الانتقام".يجب منع وإبعاد أي تأثير لداعش على عائلات عناصر التنظيم السابقة أو النشطة، بحيث لا ينشأ جيل جديد من الإرهابيين، وكذاك تثقيف أبناء داعش لمنع انزلاقهم في صفوف التنظيم على غرار آبائهم ،وينبغي على الحكومة ان لا تكتفي فقط بلجهد الاستخباراتي والعسكري ،بل عليها ان تُفعل جانب التاهيل والتوعية لهؤلاء الأبناء ويجب ان تحضى تلك العوائل جانب من الأهتمام من النواحي الاجتماعية والنفسية والتثقيفية كي لاتكون صيدا سهلا للجماعات المتطرفة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat