لقاء مع إعلامى هولندى 2-2
مدحت قلادة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أربع ساعات ونصف كاملة استغرقهم لقائى مع الصحفى الهولندى .تحدثنا فيها عن كل مايخص مصر, الثورة الأقباط ومشاكلهم , وفى سؤال عن التيارات الدينية فى مصر هل يثق فيهاالأقباط ؟أجبته باستفاضة عن جماعة الإخوان المسلمين ,وكيف أنها الأم الحاضنة لكل التيارات الدينية فى العالم بما فيها القاعدة . وعن تميز الحركات
الإسلامية بكونها حركات ولادة زفى ازدياد عددى , وكل جماعة تنطوي على ذاتها وتطور فكرها وايدلوجيتها. فتنظيم القاعدة منبثق أساسا من الإخوان و حماس التى تفخر بانتمائها لحركة الإخوان المسلمين إنشق عنها جماعة أنصار السنة وكفروا حماس نفسها فما كان من إخوان حماس سوى مهاجمتهم بالمسجد المحصنين فيه وقتل رئيسهم ... فتاريخ جماعات الإسلام السياسي تاريخ ملطخ بدماء الأبرياء أو المخالفين لهم ,فهى جماعات لاتجيد الحوار أو النقاش إنما تجيد أعمال القتل والتصفية...
وباغتنى بسؤاله ألا تعتقد انك متحامل على تلك التيارات ؟
ذكرت له منذ البداية حركة الاخوان المسلمين كان شعارها سندخل الجنة على جماجم الإنجليز , وبعد رحيلهم ماذا فعلت ؟ كونت التنظيم السرى المتخصص فى أعمال القتل والتصفية , ومن أمثلة أعمال القتل والمراوغة التى قاموا بها والمعترفين بها
أولاً: أعمال الاغتيال:
شملت أعمال الاغتيال نشاطاً واسعاً لدى الجماعة، فكل من عارضهم فى الفكر تم اغتياله، مثل أمين عثمان وزير المالية، والمستشار أحمد الخازندار بك، ومحمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء، وسليم زكى باشا حكمدار شرطة القاهرة، وما يقرب من خمسة وعشرين حادثة اغتيال لرموز مصرية تمت على يد الجماعة.
ثانياً فى التلون السياسى:
تتلون الجماعة منذ نشأتها، وهى ادًّعت أنها جماعة دعوية لا تهدف للحكم ولكن أثبت التاريخ عكس ذلك، فحسن البنا الذى كان رافضاً للديموقراطية رشح نفسه عام 1942 لمجلس النواب، فعقد صفقة التنازل عن الترشيح مع النحاس باشا، وتعاون الإخوان مع الإنجليز فى محاولة القضاء على عبد الناصر، كما صرح الكاتب البريطانى مارك كورتيس فى صفحة الرأى بصحيفة الجارديان عن وجود علاقة بين الإخوان وبريطانيا، وأن الأخيرة دعمت الإخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر، والتعاون مع الأمريكان وزيارة الكتاتنى للسفيرة الأمريكية.. علاوة على التعامل مع نظام مبارك الرئيس المخلوع أثناء انتخابات عام 2005، من فم المرشد السابق مهدى عاكف حينما صرح أثناء زيارة مسؤول كبير، "واتفقنا على ترشيح عدد من النواب الأخوان بمجلس الشعب"، ووصل تعدادهم إلى 88 عضوا بعد الاتفاق.
ثالثاً فى الوطنية:
بعد حدث المنشية عام 1954 (محاولة اغتيال عبد الناصر) احتضنت السعودية الإخوان، ووفرت لهم الدعم المادى للعمل ضد مصر نكاية فى عبد الناصر، أيضاً والتصريح الصادق للسيد مهدى عاكف (طز فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر)، وتفضيل حاكم ماليزى لمصر أفضل من قبطى.. ووثيقة فتح مصر والتمكين.
رابعاً فى خيانة الثورة:
منذ نشأتها يلعب الإخوان مع كل التيارات، فها هى قد عقدت صفقات مع النظام السابق، وها هى تغازل المجلس العسكرى مع التيارات الدينية الأخرى بعدم المشاركة فى مظاهرات يوم 27 مايو الماضى بشعارات غير صادقة، مما أدى إلى نفور القوى الوطنية وإظهارها على حقيقتها العارية، ألا وهى مغازلة السلطة.. وأخيرا ظهرت الحقيقة الدامغة على لسان أحد شباب الإخوان، إسلام لطفى قد قال فى لقائه مع المذيعة دينا عبد الرحمن فى برنامج ”صباح دريم ” إنه كان هناك قرار من مكتب الإرشاد بالانسحاب من الميدان يوم 28 يناير، من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة".
خامساً التمويل الخارجى:
أموال الإخوان من أين أتت؟! أسئلة عديدة تطرح نفسها بقوة خاصة أثناء فترة النظام السابق، وبعد الثورة أيضاً، من أين تأتى أموال الإخوان، مليارات من الدولارات تصرف قبل الاستفتاء، سؤال يطرح نفسه بقوة؟
سادساً فى المسائل الأخلاقية:
(شراء النفوس بالفلوس) أسلوب يُتبع من الإخوان وكل الجماعات الدينية، ففى استفتاء شهر مارس من هذا العام، وزع الأخوان شنطة بها 20 جنيهاً مصرياً وأكياس مكرونة وأرز، وهنا يكمن الخطر، ليس لفقر الشعب فقط، ولكن لانعدام السمة الأخلاقية والتنافس الأمين بين القوى الوطنية علاوة على تمويل قطر مما أدى لاكتساح نتائج الانتخابات فى كل مراحلها الأولى ... وظهر ذلك فى المراحل التالية.
أخيراُ نحن لانثق فى الجماعات الدينية لأنها ليس مصداقيةوتدينها خاطىء وهم حسب اعتقادى ليسوا جماعات دينية بل جماعات براجماتية ميكافيلية تسخر الدين مطية وهى بعيدة كل البعد عن التنافس الشريف ....
وهكذا عرفت بالتاكيد لماذا لانثق بالتيارات الدينية, لأنهم متلونين انظر مايفعله الآن من مغازلة المجلس العسكرى باتفاق الخروج الآمن مقابل تسليمهم السلطة فى مصر ....
بعد طول حديث تحول تعارفنا إلى صداقة وأخيرا صرح أنه ليس صحفيا فقط بل أستاذ جامعى فهل من رسالة أبلغها لطلابى ؟قلت له للأسف الغرب يصدق كل مايقال , فأعمال التيارات الدينية معروفة للعالم ,ووعودهم غير صادقة , وهم يجيدون توزيع الأدوار دور لجماعة سياسية ودور لجماعة قتالية لأعمال التصفية , وطرف منهم له تصريحات صارخة مكدرة للسلام العام يخرج بعدها صوت آخر يهدىء من روع الناس ...
بعد ذلك سألني صديقى الإعلامى الهولندى هل أنت لاتثق فى كلماتهم الاخيرة عن الأقباط ودورهم فى مجلس الشعب القادم تركت الإجابة له ومن العجيب أنه أعرب عن عدم ثقته ب " أية تيارات دينية "
ألي هنا انتهت قصة لقائى مع الصحفى الهولندى الذى اعتقد انه فهم الرسالة جيدا وأدرك قول الشاعر العربى
لا خير فى امرىء متلون إذا مالت ، مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم فى النائبات قليل .
Medhat00_klada@hotmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مدحت قلادة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat