صفحة الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي

سيرة الصحابي هاني بن عروة المرادي
د . عبد الهادي الطهمازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هانئ بن عروة بن نمران بن عمرو بن قُعَاس بن عبد يغوث المرادي، ثم المذحجي، من أشراف العرب، وأشهر رجالاتها.
تجمعت في هانئ كل خصال الشرف والمجد: من كرم المتحد، وعراقة الأصل، وطيب المنبت، الى التشرف بصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله، والإيمان به، والإخلاص له، ثم ملازمة سيد العترة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، حتى ختم الله له بالشهادة.
كان هانئ من رؤساء العرب المبرزين، وسيد أهل اليمن في الكوفة بلا منازع، قال المسعودي في مروج الذهب: ((كان هانئ شيخ مراد وزعيمها، يركب في أربعة آلاف دارع، وثمانية آلاف راجل، فإذا تلاها أحلافها من كندة ركب في ثلاثين ألف دارع)).
وكان أبوه عروة بن نمران من الصحابة المخلصين، وممن جاهدوا في سبيل الله في معارك الفتح الإسلامي في العراق وغيره من الأمصار، ثم استقر في الكوفة مع أسرته، وشارك في الحروب الثلاث لأمير المؤمنين عليه السلام. ثم كان في جبهة المعارضة الى جانب حجر بن عدي وأمثاله من أبطال الموقف الحر والكلمة المشرفة، وقد ألقي القبض عليه، لكن معاوية عفا عنه بوساطة من أحد الزعماء.
وسار ابنه هانئ على نهج أبيه في المشاركة في الفتوح، فقد كان يومذاك في عنفوان شبابه، كما ورث من أبيه الولاء لآل البيت النبوي، والإصرار على الالتزام بالقيم العربية والإسلامية، فشهد هانئ حرب الجمل مع الإمام علي عليه السلام، وأبلى فيها بلاء حسنا، وقد نقل لنا التاريخ بعض أراجيزه فيها، منها قوله:
يا لك حربا حَثَّها جِمالُها * يقودُها لنقصِها ضِلَّالُها
هذا علي حوله أقيالُها
كما شهد هانئ وقعة صفين والنهروان، ثم خلد الى بيته بعد أن رأى أن موجة بني أمية العاتية لا يستطيع هو والقلائل من أهل الإيمان الوقوف بوجهها.
فلما كانت ثورة الحسين عليه السلام سنة ستين للهجرة، انخرط هانئ في صفوفها مدافعا عن أهل البيت النبوة، ومقدما الحماية والرعاية لسفير الحسين مسلم بن عقيل عليه السلام.
لما علم والي الكوفة عبيد الله بن زياد أن هانئا آوى مسلم بن عقيل، التزاما بقيم العرب، ونصرة لآل البيت عليهم السلام، استدعاه الى قصر الإمارة، قال ابن سعد في الطبقات: كان عمره يوم قتل بضعا وتسعين سنة، وكان يتوكأ على عصا بها زُجٌّ، أخذها ابن زياد فضرب بها وجهه، وثارت قبيلته في الكوفة وأحاطوا بالقصر، مطالبين بإطلاق سراحه، لكن ابن زياد عمد الى حيلة طمأنت الجماهير الغاضبة، حيث خرج قاضيه وأخبر الجمهور أن هانئا حيٌّ يرزق.
ثم قُدِّم هانئ الى جانب مسلم عقيل بن أبي طالب، وضُربت أعناقهما. وعمد جلاوزة الحكم الأموي بالتمثيل بجثة هذا صحابي الجليل، وسليل البيت الهاشمي مسلم بن عقيل، فربطت الحبال برجليهما، وأخذوا يدرون بهما في سكك الكوفة وهما شهيدين.
لقد تأثر سبط رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام كثيرا لما جرى للشهيدين الصالحين في الكوفة على يد أزلام بني أمية، ورقَّ لهما، ترحم عليهما كثيرا، فرحم الله هانئا فقد أبى أن يترك الجهاد رغم كبر سنة، ووهن عظمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مروج الذهب للمسعودي
الطبقات لابن سعد
إبصار العين للسماوي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الهادي الطهمازي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/30



كتابة تعليق لموضوع : سيرة الصحابي هاني بن عروة المرادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net