صفحة الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي

ثورة الطاوويس والقصاص الإلهي بقتلة مسلم بن عقيل
د . عبد الهادي الطهمازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في سنة 76 هـ ثار ملك الترك رتبيل في سجستان، وامتنع عن دفع الجزية وأعلن العصيان على عبد الملك بن مروان، وكانت سجستان تابعة إداريا لحاكم العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، فبعث الحجاج عبيد الله بن أبي بكرة لمقاتلة ملك الترك، لكن ملك الترك تمكن من محاصرة عبيد الله وأجبره على دفع الجزية له، فاضطر الحجاج الى توجيه عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث لقتاله، وانتدب معه عشرين ألفا من أهل الكوفة، وعشرين ألفا من أهل البصرة من المشهود لهم بالإيمان والشجاعة والصبر والقراء حتى عرف ذلك الجيش بجيش الطواويس، وسار الجيش وفيه عدد كبير من كندة لا سيما قادته.
ثم قام الحجاج بعزل بعض قادة الجيش فثارت ثائرتهم، وبايعوا عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث أميرا عليهم.
ووصل خبر التمرد الى الحجاج فبعث جيشا لمقاتلتهم، فكانت أول النزالات في تستر شمال الأهواز سنة 81 هـ، وكان النصر حليف الكندي فقتل من جيش الحجاج (1500).
وفي نهاية السنة المذكورة دخل ابن الأشعث البصرة فبايعه القراء والفقهاء وعامة الناس، فتضاعف جيشه لسخط الناس على السلطة الأموية فبلغ ستين ألفا، فتواقع الجيشان مرة أخرى في 28 محرم سنة 82، وترك ابن الأشعث بعض جيشه يقاتل الحجاج في البصرة، ومضى هو الى الكوفة وطرد عامل الحجاج عليها، فترك الحجاج البصرة وعاد مسرعا نحو الكوفة فالتقى الجيشان في دير الجماجم واستمر القتال مائة يوم.
وبعث عبد الملك جيشا من الشام لمساعدة الحجاج، فكانت الهزيمة على ابن الأشعث حيث انسحب الى الدجيل، وجرت هناك وقعة أخرى قتل فيها الكثير من أتباعه، فعاد الى سجستان وجيش الأمويين يلاحقه، ثم تآمر الأمويون مع ملك الترك رتبيل، فألقى القبض عليه وأرسله الى الحجاج فرماه من فوق القصر في الكفة حتى مات)).
العجيب في الأمر أن عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث كان عمره مقارنا لعمر بلال بن أسيد الحضرمي ابن طوعة، وبلال هو الذي أخبر عبد الرحمان بوجود مسلم بن عقيل في بيتهم، فمضى عبد الرحمان وأخبر أباه محمد بن الأشعث بخبر وجود مسلم في بيت طوعة، وعلم ابن زياد فأرسل ابن الأشعث لإحضار مسلم (ع).
والنتيجة: عبد الرحمان وأباه اشتركا في دم مسلم بن عقيل، فكان القصاص الإلهي أن يقتل عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث بنفس الطريقة التي قتل فيها مسلم (ع) وفي نفس المكان


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الهادي الطهمازي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/27



كتابة تعليق لموضوع : ثورة الطاوويس والقصاص الإلهي بقتلة مسلم بن عقيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net