في نهارٍ كان سواده احلك من ليله
بين فتن التقاتل على السلطة بين كبراء البلد
وتقاتل على الفتات بين عملائهم الجاثمين على صدر البلد
زحفت تلك الافاعي السوداء من كل حدب وصوب الى أرض الأولياء
حاملة تحت انيابها أحقاد بدر وحُنين وصفين
فذبحوا بعدد جراح الحسين عليه السلام شباباً
كأنهم البدر ليلة تمامه
فصار الناس بين خبط وشماس وتلون اعتراض
وتاهت عقول (العقلاء )!
وساخت الارض تحت أقدام ( الاقوياء ) !
حتى نادت روؤس النخيل في الجنوب على هامات الجبال في الشمال
هل من ذاب يذب عن حُرم بلاد الأولياء ؟!
فترى الناس سُكرى وماهم بسُكارى
ولكن فتن آخر الزمان أخذت من الرجال أزمّة قلوبها
وبين هنٍ وهنٍ أنبرى ذلك العجوز الذي طلّق الدنيا بما فيها ليقف بين هياج الناس وصراخ الثكالى على افئدتهن
لينطق بكلمات معدودات
احيا بها الموتى من القلوب
وثبّت فيها المتزلزلة من العقول
فنادى في الناس بين أمواج الفتن ليكون صوته الناموس الهادي والضوء الساطع في ظلام الايام ولياليها
لتلبي له الاطفال قبل الكبار بتلك الفتوى
فسارع الرجال كأنهم جراد منتشر يهرولون الى الشهادة
وكأن هذا الرجل الفقير قد أعطاهم تأشيرة الدخول الى جنان ربّ العزة
وبين ليلة وضحاها انقلب السحر على الساحر
وردّ كيد الاشرار بكلمات كانت عند الله مواثيق وعهود لاتقل قيمة عن دعاء أوليائه عنده
فتحرر العراق وقام كما يقوم العنقاء من رماده
ومازال هذا الرجل يحرق ماتبقى من سنين عمره لينير درب هذا البلد
فشكراً سيدي أبا محمد رضا
فلا نملك لك سوى الدعاء بعد كل هذا العناء
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat