المنهج العام ( لأئمة أهل البيت "ع") ت٢ #الزيدية
اكسير الحكمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اكسير الحكمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
#الزيدية
لنعرض أولاً معالم العقيدة الزيدية والمنهج الزيدي، ثم نعرض روايات أهل البيت (ع) لنعرف حقيقة المنهج العام لأئمة أهل البيت وما مدى بُعد المنهج الزيدي عن هذا المنهج الشريف، لنعرف - بالنتيجة - تأثّر الواقع الفكري لبعض أوساطنا بهذا المنهج!
العقيدة الزيدية :
الزيدية ترى أنّ أهل البيت كل ذرية الإمامين الحسنين (عليهما السلام)، وليس كما يرى الإمامية من أنّ أهل البيت أشخاص محددون.
ومن عقائدهم أنهم لم يشترطوا العصمة في الإمام، وبذلك يشاركون السنة في هذا القول ويفترقون عن الشيعة الإمامية.
ويصح عندهم أن يخالفوا الإمام ولا يأتمرون بأمره اذا وجدوا رأيه ليس سديداً بنظرهم!
ويرون أيضاً وجوب كون الإمامة في أهل البيت وفق تفسيرهم الواسع لأهل البيت، وهو أنهم كل ذرية الإمامين الحسنين (ع)، وهذا ما يجعل عندهم باب الإمامة واسعاً جداً حتى قيل أنْ بلغ عدد أئمتهم مائة إمام!
وحينئذٍ يصح عندهم أن يكون الإمام أي شخص عادي غير معصوم ويرتبط نسَبياً بالإمامين الحسنين (ع) من جهة الآباء ولو من بعيد جداً، فيصح في عقيدتهم أن يكون الإمام من مواليد هذا الزمان، كما أنهم لم يؤمنوا بولادة الإمام المهدي (عج).
ومن عقائدهم أنهم اشترطوا في الإمام شروطاً، منها أن يطلب الإمام البيعة من الناس لنفسه وأن يقوم بالسيف، ما يعني أنهم لا يعترفون للأئمة الذين لم يقوموا بالسيف بوجوب الطاعة، وهم كل الأئمة من ذرية الإمام الحسين (ع) إلا الإمام الرضا لأجل أنه بويع على ولاية العهد، نعم يرونهم أئمة علم ومعرفة ولكن لا حجيّة لأوامرهم ونواهيهم!
هذه عقيدتهم بالإمامة.
أما عقيدتهم تجاه السقيفة فقد اختلفوا فيها :
١. فالجاروديون يخطِّئون أصحاب السقيفة ويرون ضلالتهم.
٢. والصالحية (البترية) المنسوبون إلى سليمان بن صالح بن حي يرون أنّ أصحاب السقيفة مجتهدون في مقابل نصٍ خفي! ، فأصحاب السقيفة - عند هؤلاء - ليسوا فاسقين ولا ضالين وأنّ الإمام علي كان راضٍ عنهم وإن كان اجتهادهم غير مصيب.
٣. الحوثيون - وهم زيدية أيضاً - يخطّئون أصحاب السقيفة - كالجاروديين - ولكن من دون البراءة من أصحاب السقيفة، وهم لا يقولون بفسقهم ولا بضلالتهم، ويتحرّجون من ذكرهم بسوء!
وأما سبب تسميتهم بالزيدية فلأنهم يؤمنون بإمامة زيد بن علي (ع) ولا يؤمنون بإمامة أبيه الإمام زين العابدين (ع).
ومما تقدّم يتّضح أنّ الزيدية بكل مسمياتهم لا علاقة لهم بالتشيع الاثني عشري، بل هم أبعد ما يكونون عنه، ولا ينفعهم إيمانهم بإمامة بعض الأئمة (ع) ولا يصح إطلاق لفظ الإمامية عليهم لأجل إيمانهم باثنين أو ثلاثة من الأئمة (ع)، لأنّ الإيمان بالأئمة الاثني عشر أُخذ على نحو إذا أُنكر واحدٌ من الأئمة أخلّ بالإيمان بهم جميعاً، كما ورد هذا في عدة نصوص منها حديث اللوح القدسي المروي في عدة كتب معتبرة عندنا : ( .. ألا ومَن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي و خيرتي، ألا إنّ المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي...) الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي ص ١٠٥.
وفي المنشور القادم من هذه السلسلة ( ت ٣) سنشرح المنهج الزيدي إن شاء الله تعالى.
من منشورات قناة #اكسير_الحكمة على برنامج التواصل الاجتماعي التلغرام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat