صفحة الكاتب : رافد الخفاجي

أحمد نومان وتوزيع ألاتهامات من مراجع الشيعة الى المالكي
رافد الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكتف السيد أحمد نومان بأتهام مراجع الشيعة بغير الحق وكنا نتوقع ممن يحترم التخصص المعرفي وأن لم يكن ضليعا فيه أن يعتذر عما بدر منه في أتهام مراجع الشيعة بما ليس فيهم , ألا أننا وجدناه هذه المرة يحلق في فضاء مقولة الطيور على أشكالها تقع التي لايمتلك القدرة على ألاحاطة بترجمتها فأستعان بالنفس  الطائفي ظنا منه أن يحقق له بعض مايصبو اليه مستعملا لغة بدائية في السياسة لاتجعله من رواد التحليل السياسي بأستحقاق يمنحه براءة الذمة في المعنى الشرعي , وأجازة الفهم السياسي بالمعنى الوضعي . 
وحديث السيد أحمد نومان عن أيران وسورية والمالكي هو الذي أظهر عدم قدرته على أمساك بوصلة التحليل السياسي للمواقف التي يزدحم فيها المشهد السياسي العراقي , فهو أخطأ في المقاربة بين حزب البعث في سورية وحزب البعث في العراق , وأهل سورية والعراق خير من يحكم على تجربة ألاثنين , وبغض النظر عن وحدة المنشأ , ووجود ألاخطاء الفكرية التي يتساوى فيها الطرفان , ولكن التجربة الميدانية أفرزت بونا شاسعا في ألاختلاف من حيث طريقة التعامل مع المواطنين بالقسوة المتناهية في البعث العراقي ودكتاتورية القائد الضرورة لمن كان أميا في السياسة وهو صدام حسين عبر كل محطات الحدث العراقي من أتفاقية الجزائر الى حرب الخليج ألاولى الى تسليم الطائرات العراقية الى أيران بطريقة غبية مضحكة , ألى غزو وأحتلال الكويت الذي جلب للعراق كل المصائب والويلات الى خيمة صفوان والتوقيع على رهانات الذل والهوان الذي أدخل العراق في مقصلة الحصار ألاقتصادي المذل ثم الخضوع للبند السابع ثم مهزلة النفط مقابل الغذاء ذات الصيت السيئ كل ذلك من أجل بقاء القائد الضرورة الذي قدم له مال أنظمة التبعية العربية المتهالكة على طلب السلم مع أسرائيل , والذي أصبح ذلك المال المتبرع به بسخاء للمعتوه صدام حسين دينا في ذمة الشعب العراقي الذي دفع الضريبة مضاعفة بسبب النزوع الطائفي الذي يتحدث به السيد أحمد نومان ويجعله لايفرق بين سادية صدام حسين القاتلة والتي لايرى من خلالها ألا نفسه وزعامته وهو من قال أسلمهم العراق خرابا وأرضا محروقة , لم يكن صدام حسين يعترف بأي معارضة وكان يعتبر المعارضة عملاء حتى شاع على ألسن العراقيين وبطريقة السخرية من الشعار ومن وضعه " حزب الدعوة العميل " ويتذكر المواكبين لتلك المرحلة كيف كان صدام حسين ينشي فرحا عندما يوقع على أعدام " 540 " من أعضاء حزب الدعوة دفعة واحدة ؟ 
والنظام في سورية وهذا ليس دفاعا وأنما تقريرا لواقع موجود يعرفه اغلب الشعب السوري بأستثناء عصابات البلطجية الذين كشفتهم ألاحداث وبأستثناء من أختزن الحقد الطائفي فوجد نفسه في أحضان المال القطري وهو مال من أنقلب على أبيه والمال السعودي وهو مال من قمع شعبه في القطيف والظهران وقيد حرية المرأة ومنعها من قيادة السيارة وحرم عليها مالم تحرمه الشريعة ألاسلامية " للرجال نصيب مما أكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن " " ولولا رجال مؤمنون لاتعلمونهم ونساء مؤمنات ... " وبيعة الشجرة التي شارك فيها الرجال والنساء .
فالنظام السوري له أخطاؤه لكنها لاتقاس بأخطاء صدام حسين وحزب البعث في العراق , فأهل سورية لم يفرض عليهم شعار العراقي بعثي وأن لم ينتسب ؟ ولم يقتل لديهم المراجع والمفكرون كما جرى للسيد محمد باقر الصدر وللشيخ عبد العزيز البدري ولم تعدم النساء المفكرات كما أعدمت الشهيدة بنت الهدى , ولم يتزوج حاكم سورية كما فعل صدام حسين عندما تزوج أكثر من عشرين أمرأة بدون عقد شرعي بعد أخذهن من حضن أزواجهن بالقوة كما فعل مع سميرة الشاهبندر وغير ها الكثير , وأبناء حاقظ ألاسد لم يقوموا بتشكيل عصابات لآختطاف البنات الجميلات وأغتصابهن ثم أرسالهن لمستشفى نسائي خاص يقوم بترقيع غشاء البكارة لهن ؟ 
ما كنا نحب أثارة ذكريات ذلك الماضي البغيض لعصابة بلغ الصلف فيها أن يقول أحدهم في وحدات التصنيع العسكري نحن خمسون عائلة تكريتية نحكمكم أو يقول محافظ من تكريت في محافظات الفرات ألاوسط عندما رأى مواطنا يرتدي الغترة البيضاء والعقال العربي فيقول له في وسط الشارع : هذا لباسنا أذهب وأخلعه وألا أودعك السجن ؟ لم يجري هذا التعامل من قبل بشار ألاسد مع المواطنين السوريين , علما بأننا قلنا وقالها أكثر من كاتب عراقي وسياسي لو أن صدام حسين فعل من أصلاحات كما فعل بشار ألاسد لبلاده لظل في الحكم الى أن تغيره ألانتخابات , أن أغلب الشعب السوري عرف أتجاه النظام نحو ألاصلاح فقبله وعرف هوية العصابات المسلحة وألارهاب الوهابي التكفيري الذي يقتل على الهوية فرفضه , ومن يؤيد ألاغلبية فتلك هي الديمقراطية؟ ثم هناك حقيقة أخرى فيما يتعلق بالسيد نوري المالكي وموقفه من النظام السوري وهي جميعها تحسب للسيد نوري المالكي ووطنيته لا كما ذهب أحمد نومان بنزعته الطائفية , فالسيد نوري المالكي عندما أشتكى من النظام السوري عندما كانت المجاميع ألارهابية تمر عبر أراضيه الى العراق ونحن جميعا أنتقدنا النظام السوري على ذلك وأنتقاد السيد المالكي للنظام السوري في تلك الحالة هو تزكية لوطنية السيد نوري المالكي الغيور على شعبه ووطنه , وعندما عاد السيد نوري المالكي يرفض التدخل ألاجنبي بالقضية السورية ويرفض أسلوب القتل على الهوية والتغيير بأحراق البلد , فذلك موقف عقلائي وطني يتناسب وحالة الوفاء تجاه أغلبية الشعب السوري الواقفة مع النظام والجيش , وتدلل على عدم مزاجية السيد المالكي وأنفتاحه على الرؤى بفهم لديمقراطية ألاكثرية وحواضنها الدينية من أسلامية على رأسها أئمة أهل السنة المعتدلين من أمثال الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي , ومسيحية يمثلها المطران هزيمة والمطران لحام , ودرزية يمثلها مشايخ عقل الدروز في جبل العرب والسويداء , وجيش سوري متماسك طيلة أكثر من سنة من الحملات ألاعلامية الكونية المضللة وحملات تهريب السلاح والمقاتلين ألاجانب من ليبيين وسعوديين وبضغط تركي على الحدود , وتسريب سلاح عبر الحدود اللبنانية من الجماعات المرتبطة بالنظام السعودي والقطري , والشعب السوري بأغلبيته يئن ويستغيث ويطلب النجدة من أخوانه وجيرانه الذين قلبوا له ظهر المجن وراحوا يكيلون المديح لثورة أفتراضية لم تقدم ألا القتل على الهوية ومجازر باب عمرو في حمص وأدلب وجسر الشغور ودرعا وحماة ورمي الجثث المقطعة بوحشية ألارهاب في نهر العاصي , وتخريب الممتلكات وحرق المؤسسات وتفجير المفخخات في دمشق وحلب كل ذلك لآرضاء معارضة الخارج ومجلس أسطنبول ونائبته بسمة قضماني التي كتبت كتاب عام 2008 عنوانه " هدم الجدران " وسخرت فيه من القرأن الكريم وطبعته بمساعدة مؤسسة يهودية ؟ هل هذه هي هديتكم يا أحمد نومان ويا أبراهيم الزبيدي للشعب السوري الذي أستضاف بكل كرم " 2" مليونين من المهاجرين العراقيين بسبب أحداث وجرائم ألارهاب في العراق وقيادته الزرقاوية الظواهرية ؟
أن السيد نوري المالكي في هذا الموقف أنما يكشف عن أصالة العراقيين في الوفاء تجاه أغلبية الشعب السوري الرافض للارهاب وأعمال الشغب التي يراد أن تفرض عليه بمزاج حمد القطري ألذي يحتفظ بقصر في تل أبيب وسعود الفيصل الذي يعاني من أهتزاز في مشاعره تجاه كل شيئ أنساني والذين نسوا قضية فلسطين وأستبدلوها هم وأوردغان التركي بالبوصلة ألاسرائيلية ألامريكية التوراتية ؟
هل عرف السيد أحمد نومان كيف أوقع نفسه مرة ثانية في طيش ألاتهامات التي لم يسلم منها مراجع الشيعة , فرجع ناكصا يفتش عن أتهام جديد للسيد المالكي فخانه التحليل وخذلته المعرفة السياسية وهرب من لديه الوفاء تجاه الشعب السوري الشقيق ؟ 
Dr.rafid56@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رافد الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/20



كتابة تعليق لموضوع : أحمد نومان وتوزيع ألاتهامات من مراجع الشيعة الى المالكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حسين ، في 2012/04/20 .

نومان والهندي وغيرهم من الكتاب الذين سمحت لهم الديمقراطية بنشر قذاراتهم والتي لم يسمح بعشر المعيشير طاغيتهم صدام بنشرها ايام حكمه البائد ، بداوا يتطاولون على المراجع والشخصيات السياسية متوهمين ان ذلك سيفت من عضد ابناء هذه الطائفة التي حرمت من ممارسة حقها في استلام السلطة لاكثر من 14 قرن ، خل الكتابة والثقافة الى اهلها من المتنورين اصحاب العقول الراجحة وانتم فكروا في القتل وجمع الاموال والركض وراء النساء ، اليست رموزكم : معاوية والحجاج وهند اكلة الاكباد؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net