قراءة انطباعية في مهرجان المسرح الحسيني الثالث ... كلمة الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة
علي حسين الخباز
علي حسين الخباز
يرتكز المسرح الحسيني على واقعة الطف بما يمتلك من رؤى ومفاهيم ترسخت في ذاكرة التأريخ وأغنت الواقع الفكري والأدبي والفني ، حيث اخترقت الثقافة السائدة بمفاهيم عالجت الصراع وأعطت شيئا جديدا لمفهوم الارتقاء الخالد عبر التضحية في سبيل المبادئ وغيرت نمطية البطولة المنتصرة بالسيف الى انتصار التضحية ، وتميزت البطولة في واقعة الطف المباركة الى اسمى العبر المحصنة بالشعور الجمعي الإنساني ، مضامين وأحداث ومواضيع تنفتح على جميع الأزمنة والأمكنة وتواكب روح كل عصر وكل اسلوب يمتثل بحضور فني تواصلي يستلهم أحداث الواقعة ويجسدها بالفعل الدرامي وبلغة الوعي الدلالي المؤثر والتغلغل في ضمير التلقي ، فللمسرح الحسيني قدرة الوقوف اما م زيف الأعمال المسرحية التي صدّرت لنا شخصيات سلبية من قعر التأريخ ولمعتها ببريق الإنتاج النفعي ، كشخصية هارون الرشيد وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وصلاح الدين الايوبي ، بروح دعائية دون ان ترتكز الى مضامينها الأنسانية وللمسرح الحسيني امكانية استنهاض الروح الثورية الوثابة وللتسلح بمدلولات نهضوية تنبثق من فكر ومضمون الحزن الايجابي الفاعل والمحفز سلوكيا ليتأسى بأئمة اهل البيت عليهم السلام ومقارعة الجور اينما كان ، ومن هذا المعنى انبثق حرص الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة من اقامة مهرجان المسرح الحسيني الثالث والذي رفع شعار ( رسالة الطفوف برؤى المبدعين ) من أجل اتاحة الفرصة لإنتاج قراءات معاصرة ،فالمسرح يعد من أهم القنوات الاعلامية القادرة على ايصال الواقعة التاريخية العظيمة ( الطف المبارك ) بشمولية اكثر اتساعا للتنوع الثقافي والفكري ويرى سماحة الشيخ حيدر العارضي في كلمة الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي القاها في المهرجان ،ان المسرح اليوم يعد من الوسائل التبليغية الحديثة المواكبة لروح العصر ورافدا مهما من الروافد الابداعية التي تمنحنا اساليب جديدة لتفعيل الدور الإيماني في عملية صياغة التاريخ فنيا ليساهم ببناء الحياة المؤمنة ، وسهولة الانتقال السريع الى اي بلد عربي كونه يمتلك خاصية التآلف مع المتلقي ، وتنمية وعيه لقراءة التأريخ قراءة سليمة ، ويرى سماحة الشيخ حيدر بان مستقبل المسرح الحسيني يبشر بإلف خير بما يمتلكه من دور نهضوي فاعل ، اسوة بما قدمه المسرح في الحركات العالمية ولاسيما في فرنسا وانكلترا ، اذ كان له دور كبير في توعية الجماهير والوقوف ضد اساليب دكتاتورية الحكم الملكي ، وللمسرح الحسيني خصوصية التعايش بين الناس بما له من تأريخ رصين وبما عنده من وسائل حداثوية تضفي اسلوبا مؤثرا آخرا لأساليب الدعوة الاسلامية ، والتزام الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لهذا المهرجان المسرحي من دعم وتشجيع يعطينا فكرة واضحة عن فهم واع يدرك ما يمتلك المسرح الحسيني من امكانية نشر تراث ائمة اهل البيت عليهم السلام ونشر الرسالة الحسينية الى المعمورة كلها خدمة للإنسانية والدين الحنيف
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat