صفحة الكاتب : راضي المترفي

ايمان علي ونفاق الآخرين
راضي المترفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في مرات كثيرة تأملت سيرة علي بن أبي طالب ( حاكما ) فكنت في كل مرة ازداد حيرة واستغرابا وكم حاولت إقناع نفسي بأن الرجل هو امتداد لمعلمه الكبير النبي محمد (ص ) لكن هذه القناعة سرعان ما تزول بمجرد النظر الى سيرة حكام آخرين كانوا تلاميذ لنفس المعلم , طبقت عليه مقاسات الحكام فلم تناسبه ولم يناسبها في كل جانب من جوانب الحكم اذ كان في الحروب يتقدم الصفوف حتى تظنه فقد القلب الذي يخاف به من الموت وفي المكاسب كان يرضى بأقل من نصيب خادمه لا بل ذهب ابعد من ذلك يوم اخذ ( المعطوب ) من الثياب وترك له السليم تحت ذريعة حاجة الشباب وقناعة الشيوخ وفي العبادة يرتجف في محرابه خوفا كمن ارتكب افضع الجرائم وفي العدالة كان لا يرقى الشك لإيمانه بها وتطبيقه لها وفي المساواة كان نموذجا غريبا لم يكن له ثاني وكانت الأعجوبة أن يسرق سيف الحاكم والقائد الشخصي ولا يفتقده هو ولا حراسه وحاشيته ( لو كان له حاشية وحرس خاص ) لما سرق السيف ولهذه السرقة دلالة أخرى هي كرهه للسلاح والحرب لذا أهمل السيف يوم وجد من مناوئيه موادعة والركون للسلم والنقطة الثالثة والمهمة هي رؤيته سيفه بيد رعية على غير دينه فلم يرهبه ولم يستقوي عليه بالسلطة وإنما طلب منه بهدوء إعادة سيفه له لكن الآخر رفض فطلب منه بلطف الذهاب إلى القاضي وهنا دلالة على احترامه للقضاء ومساواة نفسه برعيته وعند المثول أمام القاضي ضرب مثلا ولا أروع في الإنسانية إذا رفض أن يناديه القاضي بأي مسمى يخدمه في قضيته ويلحق ضررا بشخص الخصم وبعد سماع الأدلة والبراهين المقدمة منه التي لم تصمد أمام دفاع الخصم حكم القاضي بالسيف لحامله فرضا علي بالحكم وخرج بكل هدوء الخاسرين المقتنعين بخسارتهم وحكم القضاء مما أذهل حامل السيف ودفعه للتحول من الدين الذي كان عليه إلى دين الحاكم معترفا بالسرقة وفي عموم حياته كحاكم لم يستفد هو وعائلته من السلطة بل كانت وبالا عليهم إذ كان غالبا ما يقدم أبنائه في الحروب ويؤخرهم في العطاء , لم يسكن في بيت حاكم ولا زها بسلطة ولا استقوى بحكم على آخرين من هنا جاءت قناعتي بالحديث النبوي الشريف ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) وأظن إن الحب والبغض هنا مختلف عما تعارفنا عليه فهو ليس لشخص علي وإنما هذا الحب والبغض لسلوك علي وطريق علي وأنا على يقين أن كل حاكم جاء بعد علي اضمر له في صدره الحقد وان اظهر حبه نفاقا لذا سيكون كل الحكام من المسلمين الذين يدخلون جهنم هم من ابتعدوا عن طريق علي في الحكم وخالفوا طريقه في إدارة السلطة وان ادعوا حب علي ظاهرا وليس هناك فرق بين حاكم وآخر حتى ممن ادعى القرابة لعلي أو منه فقرابة علي في ما يخص الحاكم تعني السير بطريقه حذو الحافر بالحافر ولست مغاليا إن قلت إن لا وجود لعلي آخر أو من مشى على دربه من الحكام ومن يدلني على حاكم أنصف الناس من نفسه ولو بشيء يسير أغير قناعتي . وخلاصة القول كان علي بن أبي طالب مواطنا لم تسجل على مواطنته شائبة وحاكما لم يخافه مواطنا على حقه بالمطلق . رحم الله عليا محكوما وحاكما وحجة على المحكومين والحاكمين يوم الحساب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راضي المترفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/21



كتابة تعليق لموضوع : ايمان علي ونفاق الآخرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net