كلمات مضيئة عن السيدة أم البنين سلام الله عليها
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أم البنين عليها السلام مدرسة تتعلم منها الأجيال عن المرأة المخلصة لدينها وزوجها وتضحيتها باولادها في واقعة الطف ومنهم قمر بني هاشم العباس عليه السلام ليكونوا منارة في اعلاء دين جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. اولادها هم: العباس وجعفر وعبد الله وعثمان، استشهدوا جميعهم مع الامام الحسين عليه السلام بكربلاء. كانت أم البنين تؤثر رعاية ومداراة سيدي شباب أهل الجنة. قالت يوما إلى أمير المؤمنين عليه السلام يا أبا الحسن: نادني بكنيتي المعروفة أم البنين ولا تذكر اسمي فاطمة فقال لها الإمام عليه السلام: لماذا؟ قالت أخشى أن يسمع الحسنان فينكسر خاطرهما ويتصدع قلبهما لسماع ذكر اسم أمهما (فاطمة). وجدّتها ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حيث كان لها خمسة أبناء أكبرهم أبو براء مُلاعب الأسنّة. وقد قال لبيد الشّاعر للنعمان ملك الحيرة مفتخراً بنسبه ومشيراً إليها: نـحن بنو أُمّ البنين الأربـعه ونـحن خيرُ عامر بنِ صعصعه الضّـاربونَ الهامَ وسطَ المجمعه. في رثاء أبنائها سلام الله عليهم شهداء الطف: تدعوني ويك ام البنين * تذكريني بليوث العرين كانت بنون لي أدعى بهم * واليوم أصبحت ولا من بنين أربعة مثل نسور الربى * قد واصلوا الموت بقطع الوتين تنازع الخرصان أشلائهم * فكلهم أمسى صريعا طعين ياليت شعري أكما أخبروا * بأن عباسا قطيع اليمين.
ولادتها على الأرجح في السّنة الخامسة للهجرة. تُوفيت هذه السيدة الجليلة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة 64 هـجرية في المدينة المنورة ودُفنت بالجانب الغربي من جنة البقيع. هناك رأي بأنها قد توفيت مسمومة ليُسكتوا لسان صدقها في فضح بني أمية وما قاموا به من مجازر وحشية بحق أهل البيت عليهم السلام. جاء في الاختيارات عن الأعمش قال: (دخلتُ على الإمام زين العابدين عليه السلام في الثالث عشر من جمادى الآخرة، وكان يوم جمعة، فدخل الفضلُ بنُ العبّاس وهو باكٍ حزين، يقول له: لقد ماتتْ جَدّتي أمُّ البنين). وأمها تمامة بن سهل بن عامر. أبو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جد تهامة والدة أم البنين وهو الجد الثاني لام البنين عليه السلام، قيل عنه ملاعب الأسنة لفروسيته وشجاعته. أبوها حزام وهو أبو المحل بن خالدّ بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب. وقال عقيل بن أبي طالب في وصف آبائها: ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.
وما قيل عنها من أبيات شعرية حول زواجها بأمير المؤمنين عليه السلام: زوج كريمتنا بالفارس البطل * نعم القرينة لـلمولى الإمام علي فإنها حرة في الحسن بارعة * في الرّشد كاملة والعـقل. وأبيات أخرى: يهـنيك فاطمة بالفارس البطل * نعم القرين أمير المؤمنين علي مـن للانـام إمـام حـجة * وولي للمؤمنين أمير والغدير جلي. وكذلك: يهـنيك هـذا الشّرف العالي * وأنـت في عـز واقـبـال فيـك فنون الحسـن قد جمعت * فصرت في فضل به عالي حظيت بـالمفضال خير الملا * بعد النّبي الطّـاهر العالي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat