صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية (١١٣) ظاهرة التقديس بين حدين. 
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ☝️سؤال...هل ظاهرة تقديس الأشخاص

ظاهرة جيدة أم لها أضرار على الطرفين؟

نقصد بالطرفين

الشخص المقدس والشخص الذي يقدس الآخرين


✋الجواب بسمه تعالى

سنأخذ الجواب من جهة طلاب العلم لأن التقديس يكون عادةً من جهتهم وإلا هناك من يقدس المشاهير اليوم ولكن إذا وقفنا على تقديس رجال الدين فيكون ما دونهم من باب أولى وأكثر تدقيقا فتأمل وتفكر وكن كيساً فطناً.

ظاهرة التقديس إذا لم تكن ضمن نظام متوازن يجمع بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة تكون ضارة على صاحبها أيا كان من يُقدسه ولكي يكون الإنسان أكثر حكمة فعليه أن يأخذ بقول سيد الحكمة أمير المؤمنين -عليه السلام- تكون في حالة توازن (إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله)(١)

 فعليك أن تجتهد لمعرفة الحق إذا عرفته حق معرفته ضع من تُقدسه على ميزان هذا الحق فإن وافق فقدسه وإن خالف ذلك توقف وخذ منه ما ينفعك في آخرتك.. 


💡وهناك ميزان دقيق وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تقييم العالم الذي تأخذ معالم دينك منه

[لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد.](٢)

فإذا وقع الإنسان في أحضان العاطفة المفرطة من جهة من يُقدس دون التوازن الذي تقدمنا به بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة فإنه سيرى أنه سيبرر كل فعل فعله أو قول قاله محبوبه..

ولذا ورد عن أمير المؤمنين علي -عليه السلام- (أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما.)(٣)


هذه القاعدة من مولانا أمير الحكمة علي -عليه السلام- تجعلنا أمام موازنة التي أشرنا إليها.

🕯️أما من جهة المُقَدس: هذه نعمة اسمها الجاه وهي تفضل من الله -سبحانه وتعالى- عليه فليتقي الله -سبحانه وتعالى- على هذه النعمة فلا يستغلها في إرضاء نفسه وإنما يجعلها في خدمة الدين والمذهب

فقد ورد عن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار، ولم يمسه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وأيما مؤمن بخل بجاهه على أخيه المؤمن وهو أوجه جاه منه إلا مسه قتر وذلة في الدنيا والآخرة، وأصابت وجهه يوم القيامة نفحات النيران، معذبا كان أو مغفورا له.(٤)


💡الخلاصة :

التوازن بين العقل والعلم والسيرة الحسنة والعاطفة ظمن الحدود الشرعية هو الأهم في قضية التقديس والمُقدس. 

والحمد لله رب العالمين. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/29



كتابة تعليق لموضوع : حوارية (١١٣) ظاهرة التقديس بين حدين. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net